البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

(110) عمر سليمان رجل اسرائيل الأول فى مصر ورجل أمريكا الأول فى التعذيب بالوكالة

كاتب المقال د أحمد إبراهيم خضر - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6623


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


فى السادس عشر من فبراير عام 2011 أجرت مجلة "آماندا برونستاد" للقانون الأمريكى مقابلة مع "مارجورييه كوهن" أستاذة القانون بجامعة " توماس جيفرسون " والرئيس السابق لنقابة المحامين الأمريكيين، حررت " كوهن" واشتركت فى تأليف كتاب بعنوان :" الولايات المتحدة والتعذيب : الاحتجاز والاستجواب، وإساءة المعاملة ".

كتبت المجلة المكورة فى مقدمة المقابلة ما يلى : " فى الحادى عشر من شهر فبراير الماضى استقال " حسنى مبارك " من منصبه كرئيس لمصر، تاركا حكومة البلاد تحت الحكم العسكرى. والأمل فى تحقيق الديموقراطية فى مصر أمر غير متيقن حتى الآن. كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان تاريخ البلاد فى التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان سوف يستمر أو ينتهى. نشر الكتاب المشار إليه فى الشهر الماضى، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات عن التعذيب فى عدة دول بما فيها مصر. وهذا الكتاب له علاقة بتطورات الأحداث الأخيرة فى مصر ".

دار الحوار بين المجلة المذكورة و"كوهن" على القضايا الآتية :

أولا : لماذا قررت "كوهن" نشر الكتاب ؟


تقول "كوهن" : " كنت أبحث وأكتب وأتحدث عن سياسة التعذيب وإساءة المعاملة فى عهد إدارة "بوش". وجمعت عددا من الكُتَّاب من مختلف التخصصات لكتابة فصول يمكن أن تلقى الضوء على مختلف مظاهر هذه المشكلة، وتورط الولايات المتحدة فيها. ولسوء الحظ فإن الناس لم تستطع أن تقف على الصورة كاملة من وسائل الإعلام عما تفعله الولايات المتحدة حقيقة من إساءة تعامل وتعذيب وحشى مع المعتقلين منذ زمن بعيد. لقد أعدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كتيبا خاصا عن التعذيب، وقامت مدرسة التعذيب الأمريكية بتدريب العديد من الطغاة من أمريكا اللاتينية والقادة العسكريين فى فنون التعذيب. كما أعدت برنامجا خاصا عن التعذيب النفسى. لم يبدأ هذا البرنامج مع إدارة "بوش"، وإنما كان استمرارا لسياسة طويلة سارت عليها الولايات المتحدة. إننا لم نقصر التعذيب علينا فقط، ولكننا دعمنا، ودربنا، ومولنا الحكومات الأخرى لقمع وقهر شعوبها ".

ثانيا : مصر فى عهد مبارك كنموذج لتطبيق سياسة التعذيب


نفذت الولايات المتحدة برنامجا يدعى "التسليم الاستثنائى " بمعنى " التعذيب بالوكالة، أو التعذيب خارج الحدود الأمريكية " EXTRAORDENARY RENDITION " بدأ هذا البرنامج في عام 1995 وقامت الولايات المتحدة الاميركية بموجبه باعتقال او اختطاف اشخاص متهمين بالارهاب ثم تحويلهم الى بلدان مختلفة حيث يوضعون هناك في سجون سرية ويتعرضون للتعذيب الشديد، بغرض انتزاع معلومات تفيد الولايات المتحدة في حروبها في الخليج و في أفغانستان. وقد تم ترحيل من ستين إلى سبعين معتقلا ينتمون إلى جنسيات مختلفة إلى القاهرة لاستجوابهم وتعذيبهم.

تقول " كوهن " :" فى الفصل الذى كتبته" جين ماير" وهى واحدة من كتاب صحيفة الـ "نيويوركر" :" وصفت " ماير" مصر بأنها أكثر المحطات المعروفة والشائعة التى ترسل إليها الولايات المتحدة المشتبه فيهم لاستجوابهم ثم تعذيبهم فى النهاية. وتعتبر مصر أداة تعذيب فوق العادة. وصفت "ماير" كيف تَعَرَّض "ابن الشيخ الليبى" للتعذيب هناك ، وكيف أنه أُجْبِر على أداء شهادة ملفقة من قِبَل "كولن باول" – وزيرالخارجية الأمريكى الأسبق - أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وذلك للحصول على موافقة الأخيرة على الغزو الأمريكى للعراق. وتعرف المخابرات الأمريكية تماما أن هذه شهادة ملفقة. وحدث بعد ذلك أن " ابن الشيخ الليبى "أنكر هذه الاعترافات لاحقا "

تقول " جين ماير" Jane Mayer في كتابها " الجانب القاتم " The Dark Side في سياق انتقادها لما تقترفه الإدارة الأمريكية من أعمال غير إنسانية : " أن المخابرات المركزية تتخذ – "عمر سليمان " الذي يدير ومنذ عام 1993 جهاز المخابرات العامة المصرية - وهو جهاز ينظر إليه المصريون على أنه جهاز قمعي مخيف – اتخذته شريكا لها في تنفيذ " المهمات الغير عادية " خصوصا في تنفيذ برنامجها السري- السابق ذكره - الذي تم في إطاره ملاحقة واصطياد " الإرهابيين الإسلاميين " من جميع أنحاء العالم وجلبهم إلى مصر وتكليف "سليمان " شخصيا بانتزاع اعترافات منهم عن طريق التعذيب الشديد الغير مصرح به على الأراضي الأمريكية وفقا لقوانينها الشكلية ".

تقول " كوهن ": " تقوم المخابرات الأمريكية وفق هذا البرنامج بإرسال المعتقلين إلى بلد آخر، حيث يُستجوبون، ثم يُعذبون كما حدث فى العديد من الحالات. ويسمى عادة بـ " التعذيب بالوكالة". وعادة ما يحضر عملاء المخابرات مع هؤلاء المعتقلين ويكونون معهم فى غرف الاستجواب. وبعد أن يجرى تعذيبهم يقوم رجال المخابرات الأمريكية باستجوابهم خارج غرفة الاستجواب ".

ثالثا : " عمر سليمان " رجل البرنامج الأمريكى " التعذيب بالوكالة "


1- هو وزير شئون الاستخبارات، ورئيس المخابرات العامة المصرية، وأول وآخر نائب للرئيس المصرى " حسنى مبارك " قبل تنحيته عن الرئاسة. و يتفق كل من يتابع الشأن المصري على أنّ موقع "سليمان" في نظام مبارك أكبر بكثير من دور قائد الجيش ووزير الخارجية.

2- يعتبر " سليمان " سليل نظام "مبارك " بامتياز، قال عنه " فرانك ريتشارد يونى " السفير الأمريكى الأسبق لدى مصر " سليمان رجل قومي مصري، مهمته الوحيدة وهمّه الأكبر حماية النظام وحياة الرئيس. ولاؤه لمبارك صلب كالصخر".

3- شهرته الأكبر في الداخل صنعتها له حربه التي قضى فيها على «الجماعة الإسلامية» وحركة «الجهاد الإسلامي» المصريتين في تسعينيات القرن الماضي، وهو ما جعل منه محطّ ثقة مبارك ومبعوثه الخاص والشخصي لدى عواصم الغرب وإسرائيل.

4- كل ما يتعلق بدور مصر إقليمياً ودولياً مربوط به شخصياً ؛ من فلسطين وإسرائيل إلى السودان وليبيا وواشنطن وإيران وسوريا ولبنان والعراق والسعودية. شكل مجموعات جواسيس تعمل لمصلحته في سوريا وإيران ولبنان والعراق.

5- هو ابن كل مدارس الاستخبارات في العالم. تجمع خبرته العسكرية بين فنون الاستخبارات الأميركية، والسوفياتية وصولاً إلى الاستخبارات العامة التي احتل رئيسها منصب وزير فوق العادة.

6- هو أحد ثمرات التدريبات والشراكة المصرية - الأمريكية، حيث خضع لتدريبات خلال ثمانينيات القرن الماضي بمعهد ومركز جون كيندي المتخصص فى دراسة شئون الحروب في فورت براغ بنورث كارولينا.

7- قالت عنه المصادر الصحفية الغربية : " أن دوره لم يكن يتعدى لدى الإدارة الأمريكية دور رجل ارتباط موثوق فيه. انتدبه "مبارك" إليها ليكون وسيطا بين الإدارتين للتنسيق فيما هو مشترك في الدوائر الأمنية السرية , ولكنه استطاع فيما بعد , بمثابرته وإخلاصه وأمانته ومن خلال إظهاره الاستعداد الكبير للتعاون الغير محدود مع الدوائر الأمنية الأمريكية أن يترك انطباعا إيجابيا لديها مما جعله يتمتع "بسمعة" طيبة، وخصوصا لدى أجهزتها الأمنية , ولكنه كان موضع انتقاد وخلاف شديد لدى الأوساط الشعبية الأمريكية ".

8- هو الطرف المصرى الأساس فى التعامل مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، وتنظر إليه الوكالة على أنه شريك موثوق به وذلك لجهوده فى مواجهة خطر الجماعات الجهادية، كما يعتبر قناة التواصل الرئيسة بين " مبارك " والإدارة الأمريكية فى مختلف القضايا سواء كانت متعلقة بالاستخبارات والأمن أو غير متعلقة به.

9- اختاره "ساندى بيرجر" مستشار الرئيس "كلينتون " لشئون الأمن القومى ليكون أحد أفراد طاقم تنفيذ توجيهاته المتعلقة باختطاف وتعذيب كل مشتبه به بممارسة ما يسمى بالإرهاب حول العالم. نفذ العديد من عمليات الاختطاف والقتل والتعذيب لإسلاميين مصريين وغير مصريين.

10- هو الرجل الذى لفق تهمة ارتباط "صدام حسين " بالقاعدة التى استند إليها "كولن باول" فى الحصول على موافقة الأمم المتحدة على ضرب العراق.

11- هو الرجل الذى أثنت عليه " واشنطن " وأشادت به لجهوده الناجحة فى المفاوضات بين إسرائيل والفرقاء الفلسطينيين.

12- وصفه السفير الأمريكي السابق "إدوارد والكر Edward S. Walker " الذي كان سفيرا معتمدا في مصر بأنه : رجل ذكي جدا وحصيف جدا ولكنه استتبع فيما بعد فقال : بأن له وجها آخر سلبي جدا يتعامل به مع الشعب المصري , فهو رجل كتوم متمرس في تعذيب السجناء بنفسه".

13- عرف "سليمان " بقدرته الفائقة على انتزاع الاعترافات من المعتقلين عن طريق التعذيب والتهديد الشديدين قبل انتقالهم إلى سجن " جوانتانامو". أشرف بنفسه على ما كان يفعله الجلادون مع المعتقلين من التبول عليهم، وقذف دماء الحائضات فى وجوههم، وضربهم ضربا متواصلا لأكثر من خمس عشرة ساعة مع بعض الفواصل القصيرة جدا، والتقاط الصور لهم وهم عراة.

ولـ "عمر سليمان " علاقة متميزة جدا بإسرائيل، وهو شخصية معروفة للعشرات من كبار العاملين في الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، بالإضافة إلى كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، وموظفين كبارا في وزارة الدفاع الإسرائيلية، بالإضافة إلى رؤساء حكومات ووزراء سابقين. ومنذ أن تولى مهام منصبه كرئيس لجهاز المخابرات عام 1993، فإنه يقيم اتصالات دائمة مع معظم قادة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، كالموساد، والمخابرات الداخلية ” الشاباك “، وشعبة الاستخبارات العسكرية". قالت عنه جريدة الجيروزاليم بوست بأنه :" رجل إسرائيل الأول في مصر وصانع أمجاد النظام، والرجل الذى يعرف فلسطين وإسرائيل أكثر من أي شخص آخر في العالم، تأخرت خطوة تعيينه نائبا لمبارك ثلاثين عاما ".

وقد كتبت الصحف الأمريكية والإسرائيلية، ومجلات السياسة الدولية والأكاديميون والسياسيون ورجال الاستخبارات الإسرائيلية الكثير عنه نذكر منها ما يلى:
1- وصفته مجلة " السياسة الخارجية " Foreign Policy " الأمريكية بأنه أقوى رجال الاستخبارات، ويفوق فى ترتيبه " مائير داغان " رئيس " الموساد" الاسرائيلى.

2- أنه كان وراء صفقة الغاز مع إسرائيل، وهو أحد أهم الأشخاص الذين أسهموا في التوصل لصفقة بيع الغاز المصري لإسرائيل، وهي الصفقة التي يعترض عليها المصريون، لأن مصر التزمت فيها ببيع الغاز بأسعار رمزية مقارنة مع سعر الغاز في السوق العالمي، فى الوقت الذى تعاني فيه مصر أزمات اقتصادية وارتفاعاً في أسعار الطاقة.

3- تربطه علاقة صداقة وثيقة بـ " شفتاي شفيت" رئيس الموساد الأسبق، وكانت لقاءاته مع "سليمان " تتطرق لقضايا شخصية، حيث كان يتحدث له عن عائلته وأولاده الثلاثة وأحفاده . وقد استغل " شفيت " علاقته به وطلب منه تسهيل التوصل لصفقة بين الحكومة المصرية وشركة إسرائيلية يملك "شفيت " نسبة كبيرة من أسهمها.

4- قال عنه وزير الداخلية الإسرائيلي الأسبق "عوزي برعام " : " أنه يحاول التودد للإسرائيليين عبر الحديث عن الدور الذي يقوم به النظام المصري في ضرب الجماعات الإسلامية مشيرا إلى مقولة له : "نحن نقطع الليل بالنهار في حربنا ضدهم، من أجل وقف تعاظم قوتهم، وهذا أمر صعب، لأن المساجد تعمل في خدمتهم ".

5- قال عنه كبار ضباط المخابرات والجيش والساسة في إسرائيل : " إن عيون إسرائيل تتجه الآن وفي المستقبل الى هذا الجنرال الذي يكره الجماعات الإسلامية بشكل كبير". وقالت عنه " ميرا تسوريف " المحاضرة في مركز ” ديان ” بجامعة تل أبيب ":" إن تولي عمر سليمان مقاليد الأمور بعد مبارك يمثل بالنسبة لإسرائيل استمرارية مباركة " مشيرة إلى أن طريقة حكم مصر عندها لن تتغير، بل تصبح فقط أكثر لينا ومرونة ".
وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية بتاريخ 30-1-2011 علق "دان مريدور "وزير الشؤون الاستخبارية في الحكومة الإسرائيلية قائلا : " رغم التوقعات السوداوية التي تسود لدينا، فإن الأمل الوحيد الذي نتعلق به هو أن تؤول الأمور في النهاية إلى عمر سليمان، إن تجربة العلاقة بيننا وبين هذا الرجل تجعلنا نؤمن أن العلاقات بيننا وبين مصر في عهده ستكون أكثر رسوخاً مما كانت عليه في عهد مبارك ".

6- وصفه الإسرائيليون بأنه "رجل السرّ والثقة" بالنسبة لمبارك و"الصديق المؤيد" لإسرائيل، وهو آسر قلوب الصحافيين والمسؤولين الإسرائيليين ؛ وقلّما يجد المتابع سيرة مكتوبة عنه في الصحافة العبرية إلا تكون مليئة بشحنة عاطفية كبيرة إزاء «الرجل الأنيق، صاحب الكاريزما الساحرة، المحترَم، المهذَّب والصارم فى نفس الوقت ». قال عنه أحد رجال الاستخبارات الإسرائيلية : " انه حريص على مظاهر الأبهة والفخامة التي يتسم بها مكتبه الخاص، كما أن سلوكه يعكس نظرته لنفسه، فقد جلس يوما في أحد فنادق القاهرة برفقة ضباط كبار في الاستخبارات المركزية الأمريكية السي آي إيه، وفجأة رفع إصبعه بعلامة V، فإذا بأحد مساعديه يخرج من مكان ما ويضع بين أصبعيه سيجارا ".

7- عمل مؤخراً كمبعوث لـ "الشؤون الخاصة" في عدّة قضايا مهمة على الصعيد الإقليمي والفلسطيني كالمصالحة الفلسطينية. يتفاخر دائما بأنه أهان "ياسر عرفات " أكثر من أيّ شخص آخر بعد الانتفاضة الثانية . له جهود كبيرة في الإفراج عن الجندي الإسرائيلى الأسير لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، " جلعاد شاليط". وجهاز "عمر سليمان " هو من درّب ولا يزال يدرب قوات الأمن الفلسطينية التابعة للسلطة الفلسطينية ".

8- وصفته أحد المواقع الألمانية اليسارية فى أحد مقالاتها بأنه " إبليس على هيئة إنسان , وهو البديل المقبول لدى الجهات الغربية والإسرائيلية لمبارك. إنه ليس رئيسا لفرع مخابرات قذر وحسب وإنما جلاد وقاتل ".

خامسا : مناهج التعذيب المستخدمة فى عهد الرئيس مبارك


تقول "كوهن" : " يشير تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن مصر فى عام 2002 إلى أن المعتقلين كانوا يُجَردون من ثيابهم، وتُعْصب أعينهم، ويُعَلَّقون فى السقف أو على هياكل أبواب بحيث تكاد تلامس أقدامهم الأرض ثم يضربون بقبضات حديدية وبعصى معدنية، وكانوا يغطسون فى مياه حارة أو باردة، ويجلدون بالسياط على ظهورهم، ويُحْرقون بالسجائر، ويتعرضون لصدمات كهربائية، ويُجْبرون على التعرى، ويُهَددون بالاغتصاب من قبل الشرطة السرية المصرية. وقد وجدت لجنة التعذيب التابعة للأمم المتحدة فى عام 2005 أن مصر لجأت إلى الاستخدام المستمر والواسع للتعذيب، وتعلو مخاطر التعذيب للغاية فى حالات المعتقلين لأسباب سياسية وأمنية. إن الولايات المتحدة ترسل سنويا إلى مصر بليون دولارا يذهب معظمها إلى القوات المسلحة المصرية. ويعرف كل الأمريكيون تقريبا حول الانتهاكات الفاضحة لحقوق الانسان الذى تقوم به الحكومة المصرية. إننا نمول الحكومة والشرطة المصرية التى تقوم بهذا التعذيب. إن " عمر سليمان" الذى عينه الرئيس "مبارك" كنائب له قبل استقالته كان بطل هذا التعذيب، ولقد ارتكب بنفسه أسوأ أنواع التعذيب وكان يشرف عليه بواسطة الشرطة السرية، ومع ذلك فقد كان قريب الصلة جدا وصديقا للحكومة الأمريكية، بما فيها إدارة أوباما.

سادسا : تصورات " كوهن " للأحداث التى جرت فى مصر


تقول " كوهن" : " لا شك أن ماجرى فى مصر أمر لا يمكن تصديقه، لقد نجحت الثورة فى الإطاحة بالطاغية الذى جثم على صدر مصر ثلاثين عاما. منذ عام 2006 كانت هناك موجة من إضرابات العمال احتجاجا على انخفاض الأجور والظروف السيئة التى يعيشون فيها، وكانت الظروف الاجتماعية والاقتصادية فى مصر سيئة لفترة طويلة من الزمن. وكان من المدهش أن ترى ملايين الناس فى مصر يجتمعون سويا فى الشوارع ، ومن كل مناحى الحياة يطالبون برحيل مبارك ".

سابعا : تأثير الإطاحة بمبارك على انتهاكات حقوق الإنسان فى مصر مستقبلا


تقول "كوهن" :" إن ما حدث فى مصر هو فى حقيقته انقلاب عسكرى حدث بسبب تظاهرات الناس فى الشوارع. لقد قام الجيش بحل البرلمان وأبطل العمل بالدستور، لكنه لم يرفع حالة الطوارئ التى استمرت ثلاثين عاما، وكانت سلاحا فى يد الشرطة السرية للقبض على الناس بدون تهم توجه إليهم ثم تعتقلهم وتعذبهم. كانت الشرطة السرية تقوم بمعظم أنواع التعذيب. قالت " الجارديان " فى تقرير لها أن الجيش المصرى بدأ سرا منذ المظاهرات فى اعتقال المئات وربما الآلاف من المشتبه فيهم، وتعرض البعض منهم على الأقل للتعذيب. ولا بد أن نضع فى الاعتبار أن هذا الجيش كان بمثابة العمود الفقرى للنظام القمعى عبر ثلاثين عاما، وكان قطبا مركزيا فى هذه الدولة البوليسية".

ثامنا : وسائل إيقاف انتهاكات حقوق الإنسان


تقول" كوهن ":" لابد من رفع حالة الطوارئ، ولابد من إطلاق سراح آلاف المساجين السياسيين. ويجب أن يعتبر كل من يقوم بالتعذيب خارجا عن القانون. ولابد من أن يضمن الدستور حقوق الإنسان، وإجراء انتخابات حرة وعادلة فى أسرع وقت.

تاسعا : تقويم استجابة الولايات المتحدة لما حدث فى مصر


تقول "كوهن" :" الذى حدث بالفعل هو أن حكومة الولايات المتحدة رفعت أصابعها إلى أعلى فى اتجاه الريح، فكانت تحركها مع تحرك اتجاه الريح. حينما لم يكونوا متأكدين من أن مبارك لن يرحل لم يكونوا يطالبون بإزاحته.ولكن حينما تبين تماما أنه سيرحل، غيروا رأيهم بسرعة، وذهب الرئيس أوباما إلى التلفاز واحتفل بالانتصار العظيم للشعب المصرى. أنا لم أسمع أن الرئيس " أوباما " قد قال أن التعذيب لم يحدث، وأن الذين اعتقلوا قد أطلق سراحهم. ما زالت الحكومة الأمريكية مستمرة فى تمويل الحكومة هناك، التى هى بالفعل حكومة عسكرية. لا شك أن هذه الأموال الكبيرة التى كانت تدفعها الولايات المتحدة إلى مصر كل هذه السنوات هى التى جعلت " مبارك " قادرا على حكم البلاد بيد من حديد. ولا زالت الحكومة الأمريكية تدعم الطغاة الفاسدين فى العالم بما فيهم طغاة الشرق الأوسط ".

لا شك أن شهادة " كوهن " تطرح سؤالا هاما هو : " أين هؤلاء المعتقلون الآن الذين تلقوا أشد أنواع التعذيب ضمن برنامج " التعذيب بالوكالة "، وما هو موقف الثورة منهم، ومن البرنامج بأكمله، ومن "عمر سليمان" بصفة خاصة،وأين ذهب البلاغ المقدم إلى النائب العام من أحد المعتقلين المصريين الذين اختطفهم " عمر سليمان " من ميلانوعام 2003 وتعرض للحبس والتعذيب فى سجن سرى أمريكى بمصر، وترتب على ذلك فقدانه لوظيفته فى إيطاليا، وعدم قدرته على إعالة نفسه وأسرته بعد الإفراج عنه فى عام 2007. وهل وعى الثوار حقيقة "عمر سليمان". يقول بعض الباحثين :" لو أن التطورات لم تحدث فى مصر بالصورة التى حدثت عليها، وبقى "عمر سليمان " نائبا للرئيس ثم رئيسا لمصر فيما بعد، لَسَلَّم مصر إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، ولعاش الإسلام والمسلمون أسوأ حقبات تاريخهم المعاصر، لكن الله سلم ".

نقلا عن مجلة المجتمع الكويتية

المصادر :


1- Marjorie Cohn , Egypt was a common destination for torture of detainees
www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid... Global Research, February 16, 2011.
2- أبو عمر المصري يتهم عمر سليمان بإدارة سجون سرية لتعذيب معتقلي أمريكا في مصر، موقع البديل elbadil.net
3- عمر سليمان.. جلاد التعذيب الدولي www.watan.com/.../.html
4- محمود جلبوط، من هو عمر سليمان
www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=245
5- موقع طريق الإسلام، من هو عمر سليمان
www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

عمر سليمان، مصر، رئيس المخابرات، حسني مبارك، خونة، تعذيب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-06-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  (378) الشرط الأول من شروط اختيار المشكلة البحثية
  (377) مناقشة رسالة ماجستير بجامعة أسيوط عن الجمعيات الأهلية والمشاركة فى خطط التنمية
  (376) مناقشة رسالة دكتوراة بجامعة أسيوط عن "التحول الديموقراطى و التنمية الاقتصادية "
  (375) مناقشة رسالة عن ظاهرة الأخذ بالثأر بجامعة الأزهر
  (374) السبب وراء ضحالة وسطحية وزيف نتائج العلوم الاجتماعية
  (373) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية (2)
  (372) التفكير النقدى
  (371) متى تكتب (انظر) و (راجع) و (بتصرف) فى توثيق المادة العلمية
  (370) الفرق بين المتن والحاشية والهامش
  (369) طرق استخدام عبارة ( نقلا عن ) فى التوثيق
  (368) مالذى يجب أن تتأكد منه قبل صياغة تساؤلاتك البحثية
  (367) الفرق بين المشكلة البحثية والتساؤل البحثى
  (366) كيف تقيم سؤالك البحثى
  (365) - عشرة أسئلة يجب أن توجهها لنفسك لكى تضع تساؤلا بحثيا قويا
  (364) ملخص الخطوات العشر لعمل خطة بحثية
  (363) مواصفات المشكلة البحثية الجيدة
  (362) أهمية الإجابة على سؤال SO WHAT فى إقناع لجنة السمينار بالمشكلة البحثية
  (361) هل المنهج الوصفى هو المنهج التحليلى أم هما مختلفان ؟
  (360) "الدبليوز الخمس 5Ws" الضرورية فى عرض المشكلة البحثية
  (359) قاعدة GIGO فى وضع التساؤلات والفرضيات
  (358) الخطوط العامة لمهارات تعامل الباحثين مع الاستبانة من مرحلة تسلمها من المحكمين وحتى ادخال عباراتها فى محاورها
  (357) بعض أوجه القصور فى التعامل مع صدق وثبات الاستبانة
  (356) المهارات الست المتطلبة لمرحلة ما قبل تحليل بيانات الاستبانة
  (355) كيف يختار الباحث الأسلوب الإحصائى المناسب لبيانات البحث ؟
  (354) عرض نتائج تحليل البيانات الأولية للاستبانة تحت مظلة الإحصاء الوصفي
  (353) كيف يفرق الباحث بين المقاييس الإسمية والرتبية والفترية ومقاييس النسبة
  (352) شروط استخدام الإحصاء البارامترى واللابارامترى
  (351) الفرق بين الاحصاء البارامترى واللابارامترى وشروط استخدامهما
  (350) تعليق على خطة رسالة ماجستير يتصدر عنوانها عبارة" تصور مقترح"
  (349) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي الكاش، رضا الدبّابي، أنس الشابي، عبد الغني مزوز، صباح الموسوي ، د - مصطفى فهمي، د - الضاوي خوالدية، عبد الله زيدان، المولدي الفرجاني، د. صلاح عودة الله ، حميدة الطيلوش، نادية سعد، محمد اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، د. طارق عبد الحليم، طارق خفاجي، رمضان حينوني، حسن الطرابلسي، علي عبد العال، صلاح المختار، إسراء أبو رمان، تونسي، ضحى عبد الرحمن، د- هاني ابوالفتوح، أبو سمية، د. أحمد محمد سليمان، الهيثم زعفان، فتحي الزغل، أ.د. مصطفى رجب، د - المنجي الكعبي، أحمد بوادي، د - عادل رضا، مصطفي زهران، أحمد النعيمي، رافع القارصي، د - شاكر الحوكي ، عواطف منصور، عبد الله الفقير، منجي باكير، حسن عثمان، محمد شمام ، سامر أبو رمان ، كريم السليتي، عبد الرزاق قيراط ، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد ملحم، د- محمود علي عريقات، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. خالد الطراولي ، محمد العيادي، سليمان أحمد أبو ستة، فتحـي قاره بيبـان، عراق المطيري، سفيان عبد الكافي، مراد قميزة، عبد العزيز كحيل، د.محمد فتحي عبد العال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مصطفى منيغ، وائل بنجدو، يحيي البوليني، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد علي العقربي، د- جابر قميحة، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد عمر غرس الله، رحاب اسعد بيوض التميمي، صفاء العربي، د - محمد بنيعيش، محمد الياسين، أحمد الحباسي، سعود السبعاني، فوزي مسعود ، سيد السباعي، سلوى المغربي، عمار غيلوفي، خالد الجاف ، خبَّاب بن مروان الحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رشيد السيد أحمد، كريم فارق، ماهر عدنان قنديل، فتحي العابد، محمد الطرابلسي، د- محمد رحال، د. أحمد بشير، فهمي شراب، محمود فاروق سيد شعبان، الهادي المثلوثي، بيلسان قيصر، إياد محمود حسين ، عمر غازي، محمود طرشوبي، ياسين أحمد، العادل السمعلي، محرر "بوابتي"، إيمى الأشقر، رافد العزاوي، سلام الشماع، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حاتم الصولي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عزيز العرباوي، د - صالح المازقي، محمود سلطان، صفاء العراقي، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح الحريري، الناصر الرقيق، يزيد بن الحسين، مجدى داود، محمد أحمد عزوز، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، طلال قسومي، صالح النعامي ، جاسم الرصيف، محمد يحي، المولدي اليوسفي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز