(110) عمر سليمان رجل اسرائيل الأول فى مصر ورجل أمريكا الأول فى التعذيب بالوكالة
د أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6623
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
فى السادس عشر من فبراير عام 2011 أجرت مجلة "آماندا برونستاد" للقانون الأمريكى مقابلة مع "مارجورييه كوهن" أستاذة القانون بجامعة " توماس جيفرسون " والرئيس السابق لنقابة المحامين الأمريكيين، حررت " كوهن" واشتركت فى تأليف كتاب بعنوان :" الولايات المتحدة والتعذيب : الاحتجاز والاستجواب، وإساءة المعاملة ".
كتبت المجلة المكورة فى مقدمة المقابلة ما يلى : " فى الحادى عشر من شهر فبراير الماضى استقال " حسنى مبارك " من منصبه كرئيس لمصر، تاركا حكومة البلاد تحت الحكم العسكرى. والأمل فى تحقيق الديموقراطية فى مصر أمر غير متيقن حتى الآن. كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان تاريخ البلاد فى التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان سوف يستمر أو ينتهى. نشر الكتاب المشار إليه فى الشهر الماضى، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات عن التعذيب فى عدة دول بما فيها مصر. وهذا الكتاب له علاقة بتطورات الأحداث الأخيرة فى مصر ".
دار الحوار بين المجلة المذكورة و"كوهن" على القضايا الآتية :
أولا : لماذا قررت "كوهن" نشر الكتاب ؟
تقول "كوهن" : " كنت أبحث وأكتب وأتحدث عن سياسة التعذيب وإساءة المعاملة فى عهد إدارة "بوش". وجمعت عددا من الكُتَّاب من مختلف التخصصات لكتابة فصول يمكن أن تلقى الضوء على مختلف مظاهر هذه المشكلة، وتورط الولايات المتحدة فيها. ولسوء الحظ فإن الناس لم تستطع أن تقف على الصورة كاملة من وسائل الإعلام عما تفعله الولايات المتحدة حقيقة من إساءة تعامل وتعذيب وحشى مع المعتقلين منذ زمن بعيد. لقد أعدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كتيبا خاصا عن التعذيب، وقامت مدرسة التعذيب الأمريكية بتدريب العديد من الطغاة من أمريكا اللاتينية والقادة العسكريين فى فنون التعذيب. كما أعدت برنامجا خاصا عن التعذيب النفسى. لم يبدأ هذا البرنامج مع إدارة "بوش"، وإنما كان استمرارا لسياسة طويلة سارت عليها الولايات المتحدة. إننا لم نقصر التعذيب علينا فقط، ولكننا دعمنا، ودربنا، ومولنا الحكومات الأخرى لقمع وقهر شعوبها ".
ثانيا : مصر فى عهد مبارك كنموذج لتطبيق سياسة التعذيب
نفذت الولايات المتحدة برنامجا يدعى "التسليم الاستثنائى " بمعنى " التعذيب بالوكالة، أو التعذيب خارج الحدود الأمريكية " EXTRAORDENARY RENDITION " بدأ هذا البرنامج في عام 1995 وقامت الولايات المتحدة الاميركية بموجبه باعتقال او اختطاف اشخاص متهمين بالارهاب ثم تحويلهم الى بلدان مختلفة حيث يوضعون هناك في سجون سرية ويتعرضون للتعذيب الشديد، بغرض انتزاع معلومات تفيد الولايات المتحدة في حروبها في الخليج و في أفغانستان. وقد تم ترحيل من ستين إلى سبعين معتقلا ينتمون إلى جنسيات مختلفة إلى القاهرة لاستجوابهم وتعذيبهم.
تقول " كوهن " :" فى الفصل الذى كتبته" جين ماير" وهى واحدة من كتاب صحيفة الـ "نيويوركر" :" وصفت " ماير" مصر بأنها أكثر المحطات المعروفة والشائعة التى ترسل إليها الولايات المتحدة المشتبه فيهم لاستجوابهم ثم تعذيبهم فى النهاية. وتعتبر مصر أداة تعذيب فوق العادة. وصفت "ماير" كيف تَعَرَّض "ابن الشيخ الليبى" للتعذيب هناك ، وكيف أنه أُجْبِر على أداء شهادة ملفقة من قِبَل "كولن باول" – وزيرالخارجية الأمريكى الأسبق - أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وذلك للحصول على موافقة الأخيرة على الغزو الأمريكى للعراق. وتعرف المخابرات الأمريكية تماما أن هذه شهادة ملفقة. وحدث بعد ذلك أن " ابن الشيخ الليبى "أنكر هذه الاعترافات لاحقا "
تقول " جين ماير" Jane Mayer في كتابها " الجانب القاتم " The Dark Side في سياق انتقادها لما تقترفه الإدارة الأمريكية من أعمال غير إنسانية : " أن المخابرات المركزية تتخذ – "عمر سليمان " الذي يدير ومنذ عام 1993 جهاز المخابرات العامة المصرية - وهو جهاز ينظر إليه المصريون على أنه جهاز قمعي مخيف – اتخذته شريكا لها في تنفيذ " المهمات الغير عادية " خصوصا في تنفيذ برنامجها السري- السابق ذكره - الذي تم في إطاره ملاحقة واصطياد " الإرهابيين الإسلاميين " من جميع أنحاء العالم وجلبهم إلى مصر وتكليف "سليمان " شخصيا بانتزاع اعترافات منهم عن طريق التعذيب الشديد الغير مصرح به على الأراضي الأمريكية وفقا لقوانينها الشكلية ".
تقول " كوهن ": " تقوم المخابرات الأمريكية وفق هذا البرنامج بإرسال المعتقلين إلى بلد آخر، حيث يُستجوبون، ثم يُعذبون كما حدث فى العديد من الحالات. ويسمى عادة بـ " التعذيب بالوكالة". وعادة ما يحضر عملاء المخابرات مع هؤلاء المعتقلين ويكونون معهم فى غرف الاستجواب. وبعد أن يجرى تعذيبهم يقوم رجال المخابرات الأمريكية باستجوابهم خارج غرفة الاستجواب ".
ثالثا : " عمر سليمان " رجل البرنامج الأمريكى " التعذيب بالوكالة "
1- هو وزير شئون الاستخبارات، ورئيس المخابرات العامة المصرية، وأول وآخر نائب للرئيس المصرى " حسنى مبارك " قبل تنحيته عن الرئاسة. و يتفق كل من يتابع الشأن المصري على أنّ موقع "سليمان" في نظام مبارك أكبر بكثير من دور قائد الجيش ووزير الخارجية.
2- يعتبر " سليمان " سليل نظام "مبارك " بامتياز، قال عنه " فرانك ريتشارد يونى " السفير الأمريكى الأسبق لدى مصر " سليمان رجل قومي مصري، مهمته الوحيدة وهمّه الأكبر حماية النظام وحياة الرئيس. ولاؤه لمبارك صلب كالصخر".
3- شهرته الأكبر في الداخل صنعتها له حربه التي قضى فيها على «الجماعة الإسلامية» وحركة «الجهاد الإسلامي» المصريتين في تسعينيات القرن الماضي، وهو ما جعل منه محطّ ثقة مبارك ومبعوثه الخاص والشخصي لدى عواصم الغرب وإسرائيل.
4- كل ما يتعلق بدور مصر إقليمياً ودولياً مربوط به شخصياً ؛ من فلسطين وإسرائيل إلى السودان وليبيا وواشنطن وإيران وسوريا ولبنان والعراق والسعودية. شكل مجموعات جواسيس تعمل لمصلحته في سوريا وإيران ولبنان والعراق.
5- هو ابن كل مدارس الاستخبارات في العالم. تجمع خبرته العسكرية بين فنون الاستخبارات الأميركية، والسوفياتية وصولاً إلى الاستخبارات العامة التي احتل رئيسها منصب وزير فوق العادة.
6- هو أحد ثمرات التدريبات والشراكة المصرية - الأمريكية، حيث خضع لتدريبات خلال ثمانينيات القرن الماضي بمعهد ومركز جون كيندي المتخصص فى دراسة شئون الحروب في فورت براغ بنورث كارولينا.
7- قالت عنه المصادر الصحفية الغربية : " أن دوره لم يكن يتعدى لدى الإدارة الأمريكية دور رجل ارتباط موثوق فيه. انتدبه "مبارك" إليها ليكون وسيطا بين الإدارتين للتنسيق فيما هو مشترك في الدوائر الأمنية السرية , ولكنه استطاع فيما بعد , بمثابرته وإخلاصه وأمانته ومن خلال إظهاره الاستعداد الكبير للتعاون الغير محدود مع الدوائر الأمنية الأمريكية أن يترك انطباعا إيجابيا لديها مما جعله يتمتع "بسمعة" طيبة، وخصوصا لدى أجهزتها الأمنية , ولكنه كان موضع انتقاد وخلاف شديد لدى الأوساط الشعبية الأمريكية ".
8- هو الطرف المصرى الأساس فى التعامل مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، وتنظر إليه الوكالة على أنه شريك موثوق به وذلك لجهوده فى مواجهة خطر الجماعات الجهادية، كما يعتبر قناة التواصل الرئيسة بين " مبارك " والإدارة الأمريكية فى مختلف القضايا سواء كانت متعلقة بالاستخبارات والأمن أو غير متعلقة به.
9- اختاره "ساندى بيرجر" مستشار الرئيس "كلينتون " لشئون الأمن القومى ليكون أحد أفراد طاقم تنفيذ توجيهاته المتعلقة باختطاف وتعذيب كل مشتبه به بممارسة ما يسمى بالإرهاب حول العالم. نفذ العديد من عمليات الاختطاف والقتل والتعذيب لإسلاميين مصريين وغير مصريين.
10- هو الرجل الذى لفق تهمة ارتباط "صدام حسين " بالقاعدة التى استند إليها "كولن باول" فى الحصول على موافقة الأمم المتحدة على ضرب العراق.
11- هو الرجل الذى أثنت عليه " واشنطن " وأشادت به لجهوده الناجحة فى المفاوضات بين إسرائيل والفرقاء الفلسطينيين.
12- وصفه السفير الأمريكي السابق "إدوارد والكر Edward S. Walker " الذي كان سفيرا معتمدا في مصر بأنه : رجل ذكي جدا وحصيف جدا ولكنه استتبع فيما بعد فقال : بأن له وجها آخر سلبي جدا يتعامل به مع الشعب المصري , فهو رجل كتوم متمرس في تعذيب السجناء بنفسه".
13- عرف "سليمان " بقدرته الفائقة على انتزاع الاعترافات من المعتقلين عن طريق التعذيب والتهديد الشديدين قبل انتقالهم إلى سجن " جوانتانامو". أشرف بنفسه على ما كان يفعله الجلادون مع المعتقلين من التبول عليهم، وقذف دماء الحائضات فى وجوههم، وضربهم ضربا متواصلا لأكثر من خمس عشرة ساعة مع بعض الفواصل القصيرة جدا، والتقاط الصور لهم وهم عراة.
ولـ "عمر سليمان " علاقة متميزة جدا بإسرائيل، وهو شخصية معروفة للعشرات من كبار العاملين في الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، بالإضافة إلى كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، وموظفين كبارا في وزارة الدفاع الإسرائيلية، بالإضافة إلى رؤساء حكومات ووزراء سابقين. ومنذ أن تولى مهام منصبه كرئيس لجهاز المخابرات عام 1993، فإنه يقيم اتصالات دائمة مع معظم قادة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، كالموساد، والمخابرات الداخلية ” الشاباك “، وشعبة الاستخبارات العسكرية". قالت عنه جريدة الجيروزاليم بوست بأنه :" رجل إسرائيل الأول في مصر وصانع أمجاد النظام، والرجل الذى يعرف فلسطين وإسرائيل أكثر من أي شخص آخر في العالم، تأخرت خطوة تعيينه نائبا لمبارك ثلاثين عاما ".
وقد كتبت الصحف الأمريكية والإسرائيلية، ومجلات السياسة الدولية والأكاديميون والسياسيون ورجال الاستخبارات الإسرائيلية الكثير عنه نذكر منها ما يلى:
1- وصفته مجلة " السياسة الخارجية " Foreign Policy " الأمريكية بأنه أقوى رجال الاستخبارات، ويفوق فى ترتيبه " مائير داغان " رئيس " الموساد" الاسرائيلى.
2- أنه كان وراء صفقة الغاز مع إسرائيل، وهو أحد أهم الأشخاص الذين أسهموا في التوصل لصفقة بيع الغاز المصري لإسرائيل، وهي الصفقة التي يعترض عليها المصريون، لأن مصر التزمت فيها ببيع الغاز بأسعار رمزية مقارنة مع سعر الغاز في السوق العالمي، فى الوقت الذى تعاني فيه مصر أزمات اقتصادية وارتفاعاً في أسعار الطاقة.
3- تربطه علاقة صداقة وثيقة بـ " شفتاي شفيت" رئيس الموساد الأسبق، وكانت لقاءاته مع "سليمان " تتطرق لقضايا شخصية، حيث كان يتحدث له عن عائلته وأولاده الثلاثة وأحفاده . وقد استغل " شفيت " علاقته به وطلب منه تسهيل التوصل لصفقة بين الحكومة المصرية وشركة إسرائيلية يملك "شفيت " نسبة كبيرة من أسهمها.
4- قال عنه وزير الداخلية الإسرائيلي الأسبق "عوزي برعام " : " أنه يحاول التودد للإسرائيليين عبر الحديث عن الدور الذي يقوم به النظام المصري في ضرب الجماعات الإسلامية مشيرا إلى مقولة له : "نحن نقطع الليل بالنهار في حربنا ضدهم، من أجل وقف تعاظم قوتهم، وهذا أمر صعب، لأن المساجد تعمل في خدمتهم ".
5- قال عنه كبار ضباط المخابرات والجيش والساسة في إسرائيل : " إن عيون إسرائيل تتجه الآن وفي المستقبل الى هذا الجنرال الذي يكره الجماعات الإسلامية بشكل كبير". وقالت عنه " ميرا تسوريف " المحاضرة في مركز ” ديان ” بجامعة تل أبيب ":" إن تولي عمر سليمان مقاليد الأمور بعد مبارك يمثل بالنسبة لإسرائيل استمرارية مباركة " مشيرة إلى أن طريقة حكم مصر عندها لن تتغير، بل تصبح فقط أكثر لينا ومرونة ".
وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية بتاريخ 30-1-2011 علق "دان مريدور "وزير الشؤون الاستخبارية في الحكومة الإسرائيلية قائلا : " رغم التوقعات السوداوية التي تسود لدينا، فإن الأمل الوحيد الذي نتعلق به هو أن تؤول الأمور في النهاية إلى عمر سليمان، إن تجربة العلاقة بيننا وبين هذا الرجل تجعلنا نؤمن أن العلاقات بيننا وبين مصر في عهده ستكون أكثر رسوخاً مما كانت عليه في عهد مبارك ".
6- وصفه الإسرائيليون بأنه "رجل السرّ والثقة" بالنسبة لمبارك و"الصديق المؤيد" لإسرائيل، وهو آسر قلوب الصحافيين والمسؤولين الإسرائيليين ؛ وقلّما يجد المتابع سيرة مكتوبة عنه في الصحافة العبرية إلا تكون مليئة بشحنة عاطفية كبيرة إزاء «الرجل الأنيق، صاحب الكاريزما الساحرة، المحترَم، المهذَّب والصارم فى نفس الوقت ». قال عنه أحد رجال الاستخبارات الإسرائيلية : " انه حريص على مظاهر الأبهة والفخامة التي يتسم بها مكتبه الخاص، كما أن سلوكه يعكس نظرته لنفسه، فقد جلس يوما في أحد فنادق القاهرة برفقة ضباط كبار في الاستخبارات المركزية الأمريكية السي آي إيه، وفجأة رفع إصبعه بعلامة V، فإذا بأحد مساعديه يخرج من مكان ما ويضع بين أصبعيه سيجارا ".
7- عمل مؤخراً كمبعوث لـ "الشؤون الخاصة" في عدّة قضايا مهمة على الصعيد الإقليمي والفلسطيني كالمصالحة الفلسطينية. يتفاخر دائما بأنه أهان "ياسر عرفات " أكثر من أيّ شخص آخر بعد الانتفاضة الثانية . له جهود كبيرة في الإفراج عن الجندي الإسرائيلى الأسير لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، " جلعاد شاليط". وجهاز "عمر سليمان " هو من درّب ولا يزال يدرب قوات الأمن الفلسطينية التابعة للسلطة الفلسطينية ".
8- وصفته أحد المواقع الألمانية اليسارية فى أحد مقالاتها بأنه " إبليس على هيئة إنسان , وهو البديل المقبول لدى الجهات الغربية والإسرائيلية لمبارك. إنه ليس رئيسا لفرع مخابرات قذر وحسب وإنما جلاد وقاتل ".
خامسا : مناهج التعذيب المستخدمة فى عهد الرئيس مبارك
تقول "كوهن" : " يشير تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن مصر فى عام 2002 إلى أن المعتقلين كانوا يُجَردون من ثيابهم، وتُعْصب أعينهم، ويُعَلَّقون فى السقف أو على هياكل أبواب بحيث تكاد تلامس أقدامهم الأرض ثم يضربون بقبضات حديدية وبعصى معدنية، وكانوا يغطسون فى مياه حارة أو باردة، ويجلدون بالسياط على ظهورهم، ويُحْرقون بالسجائر، ويتعرضون لصدمات كهربائية، ويُجْبرون على التعرى، ويُهَددون بالاغتصاب من قبل الشرطة السرية المصرية. وقد وجدت لجنة التعذيب التابعة للأمم المتحدة فى عام 2005 أن مصر لجأت إلى الاستخدام المستمر والواسع للتعذيب، وتعلو مخاطر التعذيب للغاية فى حالات المعتقلين لأسباب سياسية وأمنية. إن الولايات المتحدة ترسل سنويا إلى مصر بليون دولارا يذهب معظمها إلى القوات المسلحة المصرية. ويعرف كل الأمريكيون تقريبا حول الانتهاكات الفاضحة لحقوق الانسان الذى تقوم به الحكومة المصرية. إننا نمول الحكومة والشرطة المصرية التى تقوم بهذا التعذيب. إن " عمر سليمان" الذى عينه الرئيس "مبارك" كنائب له قبل استقالته كان بطل هذا التعذيب، ولقد ارتكب بنفسه أسوأ أنواع التعذيب وكان يشرف عليه بواسطة الشرطة السرية، ومع ذلك فقد كان قريب الصلة جدا وصديقا للحكومة الأمريكية، بما فيها إدارة أوباما.
سادسا : تصورات " كوهن " للأحداث التى جرت فى مصر
تقول " كوهن" : " لا شك أن ماجرى فى مصر أمر لا يمكن تصديقه، لقد نجحت الثورة فى الإطاحة بالطاغية الذى جثم على صدر مصر ثلاثين عاما. منذ عام 2006 كانت هناك موجة من إضرابات العمال احتجاجا على انخفاض الأجور والظروف السيئة التى يعيشون فيها، وكانت الظروف الاجتماعية والاقتصادية فى مصر سيئة لفترة طويلة من الزمن. وكان من المدهش أن ترى ملايين الناس فى مصر يجتمعون سويا فى الشوارع ، ومن كل مناحى الحياة يطالبون برحيل مبارك ".
سابعا : تأثير الإطاحة بمبارك على انتهاكات حقوق الإنسان فى مصر مستقبلا
تقول "كوهن" :" إن ما حدث فى مصر هو فى حقيقته انقلاب عسكرى حدث بسبب تظاهرات الناس فى الشوارع. لقد قام الجيش بحل البرلمان وأبطل العمل بالدستور، لكنه لم يرفع حالة الطوارئ التى استمرت ثلاثين عاما، وكانت سلاحا فى يد الشرطة السرية للقبض على الناس بدون تهم توجه إليهم ثم تعتقلهم وتعذبهم. كانت الشرطة السرية تقوم بمعظم أنواع التعذيب. قالت " الجارديان " فى تقرير لها أن الجيش المصرى بدأ سرا منذ المظاهرات فى اعتقال المئات وربما الآلاف من المشتبه فيهم، وتعرض البعض منهم على الأقل للتعذيب. ولا بد أن نضع فى الاعتبار أن هذا الجيش كان بمثابة العمود الفقرى للنظام القمعى عبر ثلاثين عاما، وكان قطبا مركزيا فى هذه الدولة البوليسية".
ثامنا : وسائل إيقاف انتهاكات حقوق الإنسان
تقول" كوهن ":" لابد من رفع حالة الطوارئ، ولابد من إطلاق سراح آلاف المساجين السياسيين. ويجب أن يعتبر كل من يقوم بالتعذيب خارجا عن القانون. ولابد من أن يضمن الدستور حقوق الإنسان، وإجراء انتخابات حرة وعادلة فى أسرع وقت.
تاسعا : تقويم استجابة الولايات المتحدة لما حدث فى مصر
تقول "كوهن" :" الذى حدث بالفعل هو أن حكومة الولايات المتحدة رفعت أصابعها إلى أعلى فى اتجاه الريح، فكانت تحركها مع تحرك اتجاه الريح. حينما لم يكونوا متأكدين من أن مبارك لن يرحل لم يكونوا يطالبون بإزاحته.ولكن حينما تبين تماما أنه سيرحل، غيروا رأيهم بسرعة، وذهب الرئيس أوباما إلى التلفاز واحتفل بالانتصار العظيم للشعب المصرى. أنا لم أسمع أن الرئيس " أوباما " قد قال أن التعذيب لم يحدث، وأن الذين اعتقلوا قد أطلق سراحهم. ما زالت الحكومة الأمريكية مستمرة فى تمويل الحكومة هناك، التى هى بالفعل حكومة عسكرية. لا شك أن هذه الأموال الكبيرة التى كانت تدفعها الولايات المتحدة إلى مصر كل هذه السنوات هى التى جعلت " مبارك " قادرا على حكم البلاد بيد من حديد. ولا زالت الحكومة الأمريكية تدعم الطغاة الفاسدين فى العالم بما فيهم طغاة الشرق الأوسط ".
لا شك أن شهادة " كوهن " تطرح سؤالا هاما هو : " أين هؤلاء المعتقلون الآن الذين تلقوا أشد أنواع التعذيب ضمن برنامج " التعذيب بالوكالة "، وما هو موقف الثورة منهم، ومن البرنامج بأكمله، ومن "عمر سليمان" بصفة خاصة،وأين ذهب البلاغ المقدم إلى النائب العام من أحد المعتقلين المصريين الذين اختطفهم " عمر سليمان " من ميلانوعام 2003 وتعرض للحبس والتعذيب فى سجن سرى أمريكى بمصر، وترتب على ذلك فقدانه لوظيفته فى إيطاليا، وعدم قدرته على إعالة نفسه وأسرته بعد الإفراج عنه فى عام 2007. وهل وعى الثوار حقيقة "عمر سليمان". يقول بعض الباحثين :" لو أن التطورات لم تحدث فى مصر بالصورة التى حدثت عليها، وبقى "عمر سليمان " نائبا للرئيس ثم رئيسا لمصر فيما بعد، لَسَلَّم مصر إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، ولعاش الإسلام والمسلمون أسوأ حقبات تاريخهم المعاصر، لكن الله سلم ".
نقلا عن مجلة المجتمع الكويتية
المصادر :
1- Marjorie Cohn , Egypt was a common destination for torture of detainees
www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid... Global Research, February 16, 2011.
2- أبو عمر المصري يتهم عمر سليمان بإدارة سجون سرية لتعذيب معتقلي أمريكا في مصر، موقع البديل elbadil.net
3- عمر سليمان.. جلاد التعذيب الدولي www.watan.com/.../.html
4- محمود جلبوط، من هو عمر سليمان
www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=245
5- موقع طريق الإسلام، من هو عمر سليمان
www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: