البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

(69) في السجون الأمريكية: لماذا يعتنقون الإسلام ثم يخرجون للجهاد؟

كاتب المقال د - أحمد إبراهيم خضر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9224


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


اقتصر الوعظ الديني في السجون الأمريكية حتى الأربعينيات من القرن الماضي على معتنقي النصرانية، الاستثناء الوحيد الذي كانت توافق عليه السلطات الأمريكية هو أنها كانت تسمح بدخول حاخام يهودي من خارج السجن لوعظ النُّزَلاء اليهود.

لم يكن الإسلام معروفًا في هذه السجون؛ فقد كان هناك خوف منه وإحساس بأنه دين غريب، لم تسمح السلطات الأمريكية قبل الستينيات من القرن الماضي بتقديم أيَّة خدمات دينية للنُّزَلاء المسلمين، حتى إنها كانت تصادر أيَّة نسخة من القرآن تجدها مع أيِّ نزيل مسلم.
‏لم يكن كلُّ السجناء مسلمين أصلاً قبل دخولهم السجون، وإنما أشهروا إسلامهم داخل هذه السجون بعد أن وقفوا على حقيقة هذا الدين.

يقول الدكتور (سراج مفتي) الباحث والصحفي المستقل، وأحد كُتَّاب المركز الإسلامي في أمريكا الشمالية (ISNA)، والجمعية الإسلامية الأمريكية (ICNA)، والهيئة المتحدة للدراسات والبحوث - في مقالة له عن "الإسلام في السجون الأمريكية": أن هناك ثلاثمائة وخمسين ألف مسلم في السجون الفيدرالية وسجون الولايات والولايات المحلية، بالإضافة إلى عدد يتراوح من ثلاثين إلى أربعين ألفًا آخرين يدخلون في الإسلام كل عام.

Siraj Islam Mufti, Islam in American Prisons
www.islamonline.net

ويعطي موقع "الأقباط متحدون" أرقامًا متقاربة لما جاء به (سراج مفتي)، نشر الموقع تقريرًا أمريكيًّا يقول: "إن هناك خمسة وثلاثين ألفًا من نُزَلاء السجون الأمريكية يعتنقون الإسلام سنويًّا، وأن عدد من اعتنق الإسلام من نُزَلاء السجون الأمريكية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر بلغ مائتين وخمسة وأربعين ألف نزيل".

لم يعطِ النصارى أهمية كبيرة للإجابة على سؤال: لماذا اعتنق هذا العدد الكبير من هؤلاء النُّزَلاء الإسلام؟ وإنما حاولوا التركيز في موقعهم المذكور وعبر نشرهم هذا التقرير على إثبات وجود علاقة بين الإسلام وما يسمونه بالإرهاب، وبين ثقافة الإجرام والإسلام.

Are America's prisons incubating radical Islamists? October 20, 2009,
ww.unitedcopts.org.


توقَّف رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ، والمكتب الفيدرالي للسجون (BOP) عند عِدَّة أحداث ومواقف، دفعتهم إلى التحقيق المكثَّف في قضية (الإسلام في السجون الأمريكية وعلاقته بما يسمونه بالإرهاب والتطرف)، كان أبرز هذه الأحداث والمواقف هو حالة السجين الأمريكي (روبن شومبيرت Ruben Shumpert )، وهو ابنٌ لأسرة مسيحية ملتزمة، كان أبوه أمريكيًّا أسود وأمه مكسيكية الأصل، كان على ذراعه وشمٌ لصليب طويل امتدَّ من مرفقه إلى رسغه، كان قويَّ البنية، ماهرًا في إطلاق الرصاص منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره، ما أطلق على أحد النار إلا أصابه، اشتغل بتجارة المخدرات وجنى منها ثروة هائلة.

قُبِض عليه وأدخل السجن، وفى السجن عرف الإسلام فاعتنقه، وأطلق على نفسه (أمير عبدالمهيمن) وعرف الجهاد فمالت نفسه إليه، أغارت الـ(FBI) في أبريل 2007 على متجر صومالي في (سياتل)؛ بحثًا عن (شومبيرت) لتفاجأ بأنه قد رحل إلى الصومال؛ ليحارب مع جماعة شباب المجاهدين، واستُشْهِد هناك. (www.jihadwatch.org)


لم تكن حالة (شومبيرت) الوحيدة، لكنها كانت واحدة من حالات أخرى عديدة أبرزها اتِّهام أربعة نُزَلاء مسلمين سابقين هم: جيمس كرومتية James Cromitie، وأونتا ويليامز Onta Williams, ودافيد ويليامز David Williams، ولاجورييه باين Laguerre Payne، بتشكيل خلية داخل السجن، والإعداد لمهاجمة معبَدَين يهوديين ومواقع عسكرية ومسؤولين إسرائيليين.

Daniel J.Wakins ، Imams Reject Talk That Islam Radicalizes Inmates, May 23, 2009.nytimes.com/2009/05/24/nyregion/24convert.htm).


يُضَاف إلى هذه الأحداث والمواقف هذه التصريحات التي أدلى بها (وارث الدين عمر)، الذي كان يعمل في برنامج أئمة ولاية نيويورك منذ خمس سنوات مضتْ، وفُهِم منها تأييده لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، تسببت هذه التصريحات في لفت الأنظار إلى دور الأئمة والوعَّاظ المسلمين في التحريض على ما يسمى بالإرهاب والتطرُّف، ومن ثَمَّ مطالبة بعض أعضاء الكونجرس بإجراء تحقيق عن دور الإسلام في تطرُّف النُّزَلاء في السجون الأمريكية. (تابع Daniel J.Wakins ).

خضع جميع الوعَّاظ والأئمة المسلمين أصلاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لفحص دقيق من قِبَل السلطات الأمريكية، اتهمتهم الـ(FBI) بنشر الكراهية، في عام 2003 نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مقالاً عرضت فيه أمثلة لبعض التعاليم الدينية للوعَّاظ المسلمين في نيويورك التي وصفتها الصحيفة بأنها تعاليم متشددة، دعا السيناتور (شارلز شامر) في اليوم التالي لنشر المقالة إلى طرد بعض الوعَّاظ الذين قال عنهم: إنهم ينشرون فكر بعض التنظيمات المتشدِّدة بين النُّزَلاء، اتخذت إدارة سجون نيويورك قرارًا حظرت فيه عمل هؤلاء الأئمة في السجون، ويقول (إيدموس روس) المتحدث باسم المكتب الفيدرالي للسجون (BOP): "إن المكتب وضع قواعد جديدة للوعظ الديني في المؤسسات التابعة له، تشمل هذه القواعد عملية اختيار الوعاظ، بغضِّ النظر عن خلفيَّاتهم الدينية".

وقد تعززت هذه القواعد في السنوات الأخيرة بإجراءات تضمن سلامة اختيار الوعَّاظ، بحيث تتوافر فيهم الخبرة الأكاديمية والخبرة العملية، كما يتمُّ بمقتضاها فحص خلفيَّات وميول هؤلاء الوعَّاظ، وقدرتهم على أداء برنامج ديني منسَّق صالح للنُّزَلاء من مختلف المعتقدات. (تابع www.unitedcopts.org).
ويعتبر (أيان كيوثبرتسون) الأستاذ الجامعي، والخبير في الشؤون العسكرية الأوربية وقضايا أمن الأطلسي، ومدير مشروع مكافحة الإرهاب - من الأكاديميين الذين يرون أن السجون الأمريكية هي محاضن لتفريخ ما يُسمَّى بـ(الإرهاب الإسلامي)، ودعا إلى إجراءات مشددة لتحجيم هذه الظاهرة.
يقول (كيوثبرتسون): "... موضوع هام أرى أن الأمر يستلزم التركيز عليه من الهيئات التي تضع سياسات مكافحة الإرهاب، هذا الموضوع هو ضرورة إحداث تقدم حقيقي في تغيير التوجُّه الفكري وأبنية وديناميكيات السجون والمعتقلات الأمريكية، التي أصبحت الآن مصدر تفريخ كبير للإرهاب الإسلامي الداخلي، لقد حدث بعض التقدُّم بالفعل حينما تدخَّلت سلطات السجون الفيدرالية والولايات واستخدمت صلاحياتها، وقامت بعزل الإسلاميين المتشدِّدين المعروفين والمشتَبَه فيهم من الجهاديين عن باقي نزلاء السجون.
لكن لا يزال هناك الكثير الذي يجب أن تقوم به هذه السلطات: عليها أن تُوقِف سماحَها لنُزَلاء المسلمين بالانعزال الفردي، لقد تسببت إجراءات تشديد الرقابة الأمريكية على لقاءات الأئمة المسلمين من خارج السجون بالنُّزَلاء بسبب التطرُّف الإسلامي في بروز ظاهرة التطرف الذاتي، لقد انتشرت هذه الظاهرة بصفة خاصة بين قطاعات معينة من النُّزَلاء الذين اعتنقوا الإسلام وهم داخل السجن، لقد كشفت أجهزة الـ(FBI) وأجهزة السلطات المحلية أن أكثر المؤامرات الخطيرة في لوس أنجلوس قد خطَّط لها هؤلاء النُّزَلاء الذين اعتنقوا الإسلام في السجن، إنني أعتقد أن هذه الجزئية بالذات لم تحظَ إلا باهتمام قليل من مسؤولي سياسات مكافحة الإرهاب، إنه بالرغم من التأثير الإيجابي لما تقوم به سلطات الولايات والسلطات المحلية، فإن هذا التأثير لا يتناسب مع حاجات الأمن الخاصة بالبلاد، نحن في حاجة إلى إجراءات، وتحقيقات، وتعقُّب للأشخاص، وإعادة توجيه للنُّزَلاء القادمِين من مناطق الأقليات، الذين تشبه أوضاعهم كثيرًا أوضاع الشباب من المسلمين المهاجرين الغاضبين والمغتربين في أوربا، إن هؤلاء الشباب يمثِّلون جنود المشاة للإرهاب الإسلامي في أوربا".
(Ian Cuthbertson, Exclusive: America’s Prisons: Breeding Grounds for Muslim Converts, Accuracy in America for fairness, balance, and accuracy in news reporting.January 9, 2007

تطلَّب الأمر بعد هذه التطوُّرات إجراء دراسات تختبر مدى صحة الافتراضات القائلة بوجود علاقة بين الإسلام وما يُسمَّى بالتطرف والإرهاب في السجون الأمريكية، وكذلك مدى قدرة التنظيمات الجهادية على تشكيل خلايا جهادية داخل السجون، ومدى وعمق تأثير هذه الخلايا والجيوب على تشدُّد النُّزَلاء إسلاميًّا، وكذلك دور أئمة السجون فيما يسمُّونه بتطرُّف النُّزَلاء.
أجرى البروفيسور (بيرت أوسيم) الأستاذ بجامعة (بوردو) دراسة استغرقت ثلاث سنوات، عمَّا يسميه بـ(التطرف)، نُشِرت في مجلة "علم الإجرام والسياسة العامة"، انتهى منها إلى القول بأنه لا يرى أن السجون مرتع حاضن للتطرُّف.
اشترك (أوسيم) مع (أوبييى كلايتون) الأستاذ في كلية (مورهاوس) في (أتلانتا)، في إجراء دراسة شملت مائتين وعشرة مسؤولين في السجون، ومائتين وسبعين نزيلاً، في سبعة وعشرين سجنًا من سجون الولايات ذات درجات أمن وسطى وعليا.
كان الافتراض الذي قامت الدراسة باختباره هو: أن السجون تُولِّد إرهابًا يمتدُّ إلى الشوارع والمدن، انتهت الدراسة إلى أن هذا الافتراض غير صحيح، أو أنه افتراض مبالَغ فيه على الأقل.
اتفق (أوسيم) و(كلايتون) على نقطة مؤدَّاها: أن المخالف للقانون يشترك في نشاط إرهابي بعد خروجه من السجن، ولكن لم يظهر لهما بدرجة مقنعة أن خبرة النزيل في السجن هي السبب في تطرُّفه وقيامه بعمليات إرهابية.

اعترف التقرير الذي نشره النصارى بأنه: "ليس هناك اتفاق بين الخبراء على أن السجون تعتبر أرضية خصبة لما يسمَّى بالتطرف، بالرغم من تزايد الحالات الدالَّة على ذلك".
قام البروفيسور (مارك هام) - وهو من أبرز علماء علم الإجرام بجامعة (ولاية إنديانا) - بإجراء دراسة لصالح وزارة العدل الأمريكية، ظهرت نتائج الدراسة في عام 2007، يقول (هام): "إن الإسلام هو أسرع الديانات انتشارًا بين نُزَلاء السجون، ويتراوح عدد الذين يعتنقون الإسلام في السجون الفيدرالية من ثلاثين إلى أربعين ألفًا كل عام".

كتب (مارك هام) مقالاً في ذات الموضوع، نشرته "المجلة البريطانية لعلم الإجرام" يقول فيه: "... إن الكثير من نظريات التطرُّف في السجون التي كُتِبت في فترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر كانت تعتقد بصحة فكرة: أن الأئمة البُسَطاء القادمين من السعودية، الذين كانوا يقومون بالوعظ في السجون الأمريكية - لهم دور كبير في تطرُّف النُّزَلاء، هذه الفكرة غير صحيحة، كما أنه ليس هناك من دليل على أن تحوُّل الشخص عن عقيدته يأتي من خارج السجن، إن التطرُّف سببه سجين آخَر داخل السجن؛ بمعنى: أن التطرُّف ينتقل من سجين إلى آخَر وليس من خارج السجن".
توصَّل (هام) إلى رأي يقول فيه: "إنه من الحتمي أن نرى معتنقي الإسلام قد خلطوا الدين بثقافة السجن، فقاموا بدبلجة الإسلام بخبرة السجن، أطلق (هام) على تلك الظاهرة "(بريسلام prislam). (تابع www.unitedcopts.org).

ومكمن الخطر في نظر (هام) هنا هو أن زمرة صغيرة داخل السجن تستخدم بعض آيات القرآن بطريقة اللصق واللزق؛ لتوفير غطاء ديني لأنشطتها، ويشتدُّ هذا الخطر حينما يخرج النزيل من السجن ويشكِّل خلية متطرِّفة تكون مؤهَّلة للقيام بأعمال إرهابية، لكن أهم ما توصل إليه (هام) هو أنه أثبت أنه: "ليست هناك علاقة بين اعتناق النُّزَلاء للإسلام وما يسمى بالتطرُّف".
أكَّد (هام) أن للإسلام تأثيرًا إيجابيًّا على النُّزَلاء، واستشهد في بيانه لهذه الإيجابية بحالة النزيل (صلاح الدين مصطفى محمد) إمام مسجد الإخلاص في (نيو بورج) بنيويورك، عمره ثمانية وخمسون عامًا، قُبِض عليه وأُودِع في السجن لمدة اثني عشر عامًا لاتهامه بالسرقة، يقول (صلاح الدين) عن نفسه: "لقد كنت قاصرًا مشاكسًا مدمنًا ومعتادًا على الإجرام، تغيَّر الحال معي بعد إسلامي، أصبحتُ قائدًا للنزلاء المسلمين في السجن، وكانت سلطات السجن تقدِّر جهودي وزملائي في تهدئة اضطرابات المساجين".
أُطْلِق سراح (صلاح الدين) في عام 1984، قضى من عمره أكثر من عشرين عامًا كواعظ وإمام وكمستشار ديني في السجون الأمريكية والمؤسسات التابعة لها، حصل على درجة الماجستير في علم الإلهيات من كلية اللاهوت في نيويورك، ويستعدُّ الآن للحصول على درجة الدكتوراه في كلية هارت فورد للإلهيات. (تابع Daniel J.Wakins).


نفى العديد من الأئمة المسلمين الذين يعملون في السجون فكرةَ أن السجن - الذي يشكِّل المسلمون الأمريكيون الأفارقة غالبيةَ نُزَلائه - يولِّد تطرُّفًا إسلاميًّا، ولهذا يقول (صلاح الدين مصطفى محمد): "لقد عملتُ أعوامًا عديدة مع النُّزَلاء المسلمين في السجون، ولم تتوافر عندي أدلة حقيقية تثبت أن كلهم أو أيَّ أحد منهم قد تطرَّف".
يقول (طالب عبدالرشيد) وهو إمام أحد سجون مدينة نيويورك، ومسجد آخر في مدينة (هارلم): "إن النُّزَلاء في السجن ليسوا أكثر حصانة من غيرهم من باقي أفراد المجتمع، إن ما حدث يمثِّل حالات خاصة، يظل هدف الإسلام في السجن هو إصلاح النُّزَلاء والعمل على نهضة المجتمع، وإذا كان السجين لا يقبل الإصلاح لمرضه الاجتماعي، وكان مسلمًا في نفس الوقت، فإن الإسلام لا يُلاَم على ذلك".
أما المسؤولون عن السجون فيقولون: إنه ليس لديهم أيُّ دليل حاسم على أن الأربعة المشتبَه فيهم - وهم جيمس كرومتييه وزملاؤه - شكَّلوا خليةً داخل السجن، ولم يثبت كذلك أن خبراتهم وراء قضبان السجن أدَّت إلى وقوع الأفعال التي اتُّهموا بها، كما لم يتبيَّن لدى السلطات ما قدر الدور الذي لعبه دينهم في تشكيل الدوافع لديهم للقيام بمثل هذه الأفعال؟".

كما صرح (تراسل بيلنجسلي) المتحدث باسم المكتب الفيدرالي للسجون: أن المكتب قد توصَّل بعد عدَّة إجراءات اتَّخذها من رصْد لمحاولات دفع السجناء للتطرُّف، ومراقبة للوعَّاظ الذين يقومون بالخدمات الدينية، وفحْص للمواد الدينية، إلى القول بأنه على الرغم من وجود مثل هذه المحاولات، فهو - أي: المكتب - لا يرى أدلةً تفيد أن وجود متطرِّفين إسلاميين في السجون الفيدرالية كان هو السبب في اعتناق بعض النُّزَلاء للإسلام".

وعلى الرغم من أن المفتش العام لوزارة العدل الأمريكية كان قد أصدر في 2004 تقريرًا يؤنِّب فيه نظام السجون؛ لعدم قدرتها على حماية هذه السجون من تسلُّل المتطرفين الدينيين، فإنه انتهى إلى القول بأن المشاكل التي حدثت في السجون لم يكن سببها وجود أئمة متطرفين، ولكن وجود نُزَلاء لم يتمَّ مراقبتهم جيدًا يقومون بأداء عبادتهم الدينية بأنفسهم.
هذا، ويعترف (إيريك كريس) المتحدث باسم إدارة خدمات الإصلاحيات بأن: "كبح جماح الأفكار الدينية المتشددة بين المسلمين لا يمثِّل مشكلةً بالنسبة لنظام السجون في ولاية نيويورك"، ويقول: "لدينا سياسة تضع درجة أدنى من التسامح في التعامل مع أيِّ واعظ ديني يدافع عن المعتقدات المتطرفة والسلوك المتضمِّن للعنف، إن الإدارة تعقِد مقابلات مع الوعَّاظ الدينيين وتذكِّرهم بذلك، وتفحص المؤلفات الدينية وشرائط الفيديو والصوتيات التي تدخل إلى السجن، لقد قامت الإدارة في السنوات السابقة بسحب النسخ الإنجليزية من القرآن التي تحتوى على شروح تدافع عن استخدام القوة في نشر الإسلام"، على حدِّ قوله.
ومع سقوط الادِّعاء بأن للأئمة والوعَّاظ دورًا في اتجاهات ما يسمى بتشدَّد النُّزَلاء إسلاميًّا، ظهرت وجهات نظر تؤيِّد هذه النتيجة من زاوية أخرى، أهمها ما أشار إليه (مارك هام) نفسه من أن الأئمة والوعَّاظ الذين يُعْتَقد أنهم عنصر في تطرُّف النُّزَلاء هم في الحقيقة طرف مهم في حلِّ المشكلة، وأن على إدارات السجون أن تتعاقد مع الأئمة والوعَّاظ المعتدلين، خاصة مع وجود نقص حادٍّ في أعدادهم قياسًا إلى زيادة عدد النُّزَلاء الذين يعتنقون الإسلام، ويرى (هام) أن عدم وجود مثل هؤلاء الأئمة والوعَّاظ يؤدِّي بالضرورة إلى انتشار رسائل دينية غريبة بين النزلاء". (تابع Daniel J.Wakins)
خلاصة ما سبق - باعترافات السلطات الأمريكية، ودراسات وزارة العدل الأمريكية وغيرها من الدراسات -: أن السجون الأمريكية ليست محضنًا لما يسمُّونه بالإرهاب والتطرُّف أو التشدُّد والعنف، وأن الأئمة والوعَّاظ المسلمين ليسوا أطرافًا في ذلك، وأنه ليست هناك علاقةً بين الإسلام والتطرُّف، وأن الحالات التي تمَّ القبض عليها ومحاسبتها ما هي إلا حالات فردية لا تنطبق على الواقع العام للسجون، ولا يُلاَم الإسلام عليها.

هذه النتائج رغم أهميتها لا تزال لا تجيب عن سؤال مهمٍّ للغاية، لم يشأ النصارى أن يستفيضوا في الإجابة عنه أو يتعرَّضوا له، رغم أن التقرير الذي نشروه يرتبط بمادة علمية أخرى متوافرة تجيب على هذا السؤال.
السؤال هو: لماذا كان الإسلام أكثر الأديان انتشارًا بين نُزَلاء السجون الأمريكية؟ ولماذا تحوَّل هؤلاء النُّزَلاء من النصرانية إلى الإسلام، رغم أن أشهر نزيل اعتنق الإسلام كان على ذراعه وشمٌ لصليب كبير امتدَّ من مرفقه إلى رسغه، واستُشْهِد ومات على الإسلام وهو يحمل هذا الصليب على ذراعه؟ ولماذا يحرص النُّزَلاء على الجهاد بعد خروجهم من السجن؟

الذي عرضه النصارى في التقرير الذي نشروه هو ما رآه (مارك هام)، من أن معظم النُّزَلاء يعتنقون الإسلام لواحد من خمسة أسباب هي: معاناتهم من أزمات شخصية، أو البحث عن أبعاد روحية، أو جماعة تحميهم، أو للتلاعب بالنظام، أو للتأثر بجهات خارجية.

ولم يستطع النصارى أن يحذفوا من هذا التقرير ما أشار إليه البروفسور (لورانس ماميا)، أستاذ الدراسات الدينية والأفريقية بكلية (فاسار)، من أن اعتناق الشباب من نُزَلاء السجون للإسلام يعود لأسباب شخصية أو دينية، وأن الكثير منهم يعتنقه لأسباب عملية، يقول (ماميا): "إن سبب اعتناقهم للإسلام هو رغبتهم في إصلاح أنفسهم، والحاجة لأساس روحي لإصلاح حياتهم، إن الإسلام يمدُّهم بالحماية التي تتحقق عن طريق حماية المسلمين الآخرين لهم"، وهو نفس ما انتهى إليه (هام) في دراسته سالفة الذكر.
أجاب (سراج مفتي) إجابةً وافية عن الجزء المهمِّ من السؤال: لماذا اعتنق نُزَلاء السجون الإسلام؟ يقول (مفتي): "الذي كان يحدث بالفعل هو أن معظم النُّزَلاء يدخلون إلى الإسلام بعد أن يعرفوا حقيقته… كان دخولهم إلى الإسلام لإشباع حاجات روحية هم في أشدِّ الحاجة إليها... يجد النُّزَلاء في الإسلام معنًى جديدًا لحياتهم لم يعرفوه من قبل، يمنحهم الإسلام احترامًا لأنفسهم كانوا يفتقدونه في الشارع… أحدث الإسلام تغييرًا في شخصياتهم لم يكونوا يتوقَّعونه، لكنهم كانوا يشعرون به في ردود أفعال الآخرين، حتى من بين غير المسلمين.

إن دخول السجين إلى السجن يعني قطع كلِّ علاقاته بالعالم الخارجي، ويؤثِّر هذا الأمر على نفسية السجين تأثيرًا شديدًا، إلى الحدِّ الذي يصيبه بالضجر والاكتئاب، ولهذا كان السبب الأساس للموت داخل جدران السجون هو الانتحار؛ خَلاصًا من الإحساس بالضجر والاكتئاب.

إن انقطاع صلة السجين بالعالم الخارجي تعطيه امتيازًا شديدًا لا يملكه غيره ممَّن هم خارج السجن في بلاد الغرب جميعها، وهو امتياز (وفرة الوقت)، إن لدى السجناء الكثير من هذا الوقت، يستثمر معظم السجناء هذا الوقت في البحث عن الدين الذي يملأ أرواحهم بشيء له قيمة، وقد لُوحِظ أن ثمانين في المائة ممن يبحثون عن الإيمان يجدونه في الإسلام الذي يشبع فيهم هذه الحاجة فيعتنقونه، وهذه الحقيقة وحدها هي العامل الأساس في ازدهار الإسلام في الولايات المتحدة".
عرض (مفتي) تفصيلاً لأهم نتائج دراسة (لاري بوسطن) عن اعتناق الإسلام في المجتمعات الغربية التي يرى أنها صالحة للتطبيق في السجون، كانت أهم نتائج دراسة (بوسطن) على النحو التالي:


أولاً: مراحل الاهتداء إلى الإسلام:


1- يبدأ الاهتداء إلى الإسلام بالتحرُّر من أوهام الدين الأصلي الذي كان النزيل يعتنقه.
2- يتَّجه الفرد بعد ذلك إلى قضاء فترة طويلة يبحث فيها عن بدائل أخرى.
3- ينتهي البحث بالفرد بإسقاط كافة البدائل الأخرى لصالح الإسلام.

ثانيًا: العوامل المساعِدة للاقتناع بالإسلام:


هناك عاملان يساعدان الفرد على اعتناق الإسلام: الأول: هو قدرٌ من الاتصال مع بعض ممَّن يعرفه أو يصادقه الفرد من المسلمين، أو من خلال روابط اجتماعية غير متعمَّدة تجذبه إلى الإسلام.
والثاني: هو قراءة الفرد لبعض المؤلَّفات الإسلامية وأهمها القرآن، تسمح هذه القراءات له بتقويم متأنٍّ يساعده في صنع القرار، يدرس الفرد هذه المؤلفات عادة بمفرده أو باستماعه إلى فرد آخر يتأثَّر بنموذج شخصيته ويقتنع به، ويجعله مرشدًا له في طريقه إلى الإسلام.

ثالثًا: الأمور التي تجذب الآخرين إلى الإسلام:


يرى (بوسطن) أن الإسلام يشكِّل حلقةً وسيطة بين الديانات الغربية والشرقية، يألف المهتدون إلى الإسلام الوصف التاريخي في القرآن، وتجذبهم الخصائص المميِّزة للإسلام التي تفصله عن المسيحية واليهودية، يرى المهتدون إلى الإسلام أنه لا يقوم على تدرُّج هرمي كهنوتي، وليست فيه طبقة تتميَّز عن أخرى، يجذبهم إلى الإسلام مناداتُه بالمساواة، واحتواؤه على برنامج اجتماعي واقتصادي وسياسي للعالم كله، وعقلانيته الخاصة به، وهذه عوامل تميِّزه عن الديانات الشرقية والغربية… رب الكون فى الإسلام واحد، يتدخَّل في كل جزئية من جزئيات الحياة الإنسانية، يتَّصل بخلقه عبر كتبه وملائكته ورسله.
في الإسلام نظام أخلاقي واضح، البشر فيه مسؤولون عن أفعالهم، الخطيئة فردية والتوبة فردية، في تصوُّر واضح بسيط لا تعقيد فيه ولا غموض، ليست هناك خطيئة مفروضة على الإنسان قبل مولده، وليس هنالك تكفير لاهوتي، كالذي تقول الكنيسة أن عيسى - عليه السلام - ابن الله بزعمهم قام به بصلبه؛ تخليصًا لبني آدم من خطيئة آدم!

فخطيئة آدم كانت خطيئته الشخصية، والخلاص منها كان بالتوبة المباشِرة في يسر وسهولة، وخطيئة كل ولد من أولاده خطيئة كذلك شخصية، والطريق مفتوح للتوبة في يسر وسهولة، تصوُّر مريح صريح يحمل كل إنسان وزره، ويوحي إلى كل إنسان بالجهد والمحاولة وعدم اليأس والقنوط.

نظرة الإسلام للعالم تحمل غرضًا ومعنًى، الإنسان هو خليفة الله في الأرض، والله يمنحهم بركته، هناك الموت وهناك البعث بعد الموت، ثم حالة من الخلود الدائم، يتمتع المسلم بتأييد اجتماعي دولي ممثَّل في الأمة الإسلامية التي تسمو فوق حدود الجنس واللون والحدود الجغرافية، وهذا يعني أن المهتدي إلى الإسلام يدخل في شبكة عالمية عريضة تمدُّه بتثبيت مستمرٍّ لقراره الدخول إلى الإسلام، إن هذا الإحساس بالانتماء له قيمة كبيرة للغاية بالنسبة إلى سجين انقطعت صلاته عن العالم.
يقول (سراج مفتي): لقد وجدت من خلال خبرتي الشخصية كإمام يعمل في النظام الجنائي الفيدرالي الأمريكي: أن الإسلام هو أكثر الأديان التي يتأثَّر بها النُّزَلاء في السجون بسبب سهولته وشموليته ومساواته الشاملة، وإمداده معتنقيه بالأخوَّة المجتمعية، إنه ملاذ خاص لهؤلاء المضطهدين غير المنتمين إلى أي طبقة خاصة.

ولهذا كان الأمريكيون الأفارقة هم أكثر الفئات انجذابًا إليه من الناحية التاريخية، وهم يشكِّلون غالبية النُّزَلاء الذين اعتنقوا الإسلام في السجون، الشعائر الإسلامية تحظى بتقدير خاص عند النُّزَلاء، فهي لا تتطلَّب ارتباطًا ذات شكل مؤسساتي أو كهنوتي هرمي، لا يحتاج النزيل إلى سلطة دينية للتصديق على إيمانه، إن الإسلام يعارض أيَّ مفهوم عن الترتيب الكهنوتي، إن الفرد يستطيع أن يؤدي صلاته دون أن يلجأ إلى شهادة من قس تُثْبِت له أنه أدَّاها، يتأثر النُّزَلاء بشدَّة بما يُعْرَف بروحانية الالتزام اليومي بالصلاة التي تؤدَّى في جماعة.

شهر رمضان مثال آخر، إنه يشكِّل أهمية كبرى للنُّزَلاء في السجون، يجد النُّزَلاء في هذا الشهر ما يثيرهم من الورع والانضباط الذاتي والنشاط الروحي القوي الملازم لفترة الإمساك عن الطعام والشراب، يقضي النُّزَلاء أوقاتهم في قراءة القرآن والتفكر مليًّا في الرسالة التي يحملها.
يجد النُّزَلاء في الصلوات الإضافية الممثَّلة في صلاة التراويح وصلاة التهجُّد أساسًا يعمل على متانة روابطهم الإخوية، إن هذه التغيرات الملموسة في سلوكيات النُّزَلاء تجعل هذه السلوكيات نموذجية.

إن الإسلام يؤكِّد بشدة على إصلاح الفرد المذنب بسبب جريمةٍ قام بها، إن إعادة تأهيل السجين للحياة الصحيحة يبدأ من السجن، ويستمرُّ معه إلى أن يغادره، يبدأ الإصلاح بتزكية نفس السجين بالعمل على زرع الإيمان والتقوى في قلبه، وربط ذلك بالعمل الصالح، وحثه دائمًا على الانشغال بالجهاد في تزكية النفس؛ سعيًا وراء الهدف الغائي وهو رضوان الله ورحمته".
يستطرد (سراج مفتي) قائلاً: "يأتي معظم السُّجَناء إلى السجن بالعديد من مشاكل الإدمان، هناك جماعة في السجن تطلق على نفسها (جماعة ملة الإسلام)، حقَّقت هذه الجماعة منذ بداية نشاطها نجاحًا ملموسًا بين النُّزَلاء، ويهدف برنامج إعادة تأهيل المدمنين إلى تغيير قلوبهم وعقولهم بتنمية التقوى فيهم، ومحاولة بناء جهد داخلي مخلص للتخلُّص من الإدمان، ويُذكَّر المدمن على الدوام بأن الإسلام يمنع المسكرات والمخدِّرات بأنواعها، ويدعو المؤمن دومًا إلى التوبة وأن يسأل الله المغفرة، والله - تعالى - يتوب عليه، بغضِّ النظر عن أخطائه، طالما أنه يخطئ ويتوب، وقد وجد النُّزَلاء الذين يلتزمون بالأوامر الإلهية شعورًا حقيقيًّا بالسعادة والرضا والإنجاز. (تابع Siraj Islam Mufti).
بقي شقٌّ مهم في هذا السؤال يحتاج إلى إجابة وهو: لماذا يختار هؤلاء النُّزَلاء طريق الجهاد بعد خروجهم من السجن؟!
ذاق هؤلاء المساجين باعتناقهم الإسلام أكمل تصوُّر للوجود والحياة، وأرقى نظام لتطوير الحياة، استقرَّ منهج الله في أنفسهم، فأرادوه أن يستقرَّ في أنفس الناس، ارتبطت قلوبهم بالله، وتجرَّدوا له، وردُّوا الأمور كلها لله، فأرادوا أن يشترك معهم كل الناس في هذا الخير، عرفوا أن الإسلام جاء بهذا الخير يهديه إليهم وإلى البشرية كلها، ويبلغه إلى أسماعهم وإلى قلوبهم وأسماع وقلوب البشرية كلها.

بعد أن هداهم الله لهذا الدين، وجدوه يتعرض للحصار، ويتعرَّض للفتنة، ويصرُّ أعداؤه على محو شريعته ومنهجه من على سطح الأرض، وجدوا أن بلادهم (الولايات المتحدة) ووراءها أربعٌ وأربعون دولة أوربية وغير أوربية مدجَّجة بالجنود والعتاد والسلاح تعسكر في مختلف بلاد الإسلام، تقتل المسلمين الذين أصبحوا اليوم إخوانهم في العقيدة، وتدمِّر منازلهم، وتغتصِب نساءهم، وتنهب خيراتهم.
عرف هؤلاء المساجين أن الإسلام العاجز لا يستهوي أحدًا، وأنه يملك أقوى سلاح لمواجهة أعدائه، وهو سلاح الجهاد، وأن هذا الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة، وأنه الطريق لحماية هذا الدين وهذا المنهج وهذه الشريعة من الحصار ومن الفتنة، وأنه هو الطريق لإقرار رايته في الأرض بحيث يرهبه مَن يهمُّ بالاعتداء عليه قبل الاعتداء، وبحيث يلجأ إليه كلُّ راغب فيه لا يخشى قوة أخرى في الأرض تتعرَّض له أو تمنعه أو تفتنه، فلماذا إذًا لا يجاهدون لحماية هذا الدين الذي أنقذهم من التيه والضياع الذي كانوا فيه، حتى ولو أطلق الأعداء على جهادهم هذا حملة تَصِمه بالإرهاب والعنف.

ما الذي يمكن أن نتوقَّعه من سجين كان يسير في الحياة تائهًا ضائعًا بغير هدًى، ثم هداه الله إلى الإسلام، واستمع إلى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تضمَّن الله - تعالى - لِمَن خرج في سبيل الله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي، فهو عليَّ ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده، ما من كلم يُكْلَم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم، لونه لون دم وريحه ريح مسك، والذي نفس محمد بيده لولا أن أشقَّ على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله - عز وجل - أبدًا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة فيتبعوني، ويشقُّ عليهم أن يتخلفوا عنِّي، والذي نفس محمد بيده، لوددت أن أغزو في سبيل الله فأُقْتَل، ثم أغزو فأُقْتَل، ثم أغزو فأُقْتَل))، (أخرجه مالك والشيخان)، ما الذي يمكن أن نتوقَّعه من هذا السجين بعد أن يستمع إلى هذا الحديث ويعيه، إلا أن يخرج مجاهدًا في سبيل الله يسعى للشهادة التي نالها قبله على أرض الصومال (أمير عبدالمهيمن) أو (روبن شومبيرت) سابقًا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

جهاد، الجهاديون، أمريكا، حرب، سجن، تعذيب، تنصير، نصرانية، نصارى،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-03-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  (378) الشرط الأول من شروط اختيار المشكلة البحثية
  (377) مناقشة رسالة ماجستير بجامعة أسيوط عن الجمعيات الأهلية والمشاركة فى خطط التنمية
  (376) مناقشة رسالة دكتوراة بجامعة أسيوط عن "التحول الديموقراطى و التنمية الاقتصادية "
  (375) مناقشة رسالة عن ظاهرة الأخذ بالثأر بجامعة الأزهر
  (374) السبب وراء ضحالة وسطحية وزيف نتائج العلوم الاجتماعية
  (373) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية (2)
  (372) التفكير النقدى
  (371) متى تكتب (انظر) و (راجع) و (بتصرف) فى توثيق المادة العلمية
  (370) الفرق بين المتن والحاشية والهامش
  (369) طرق استخدام عبارة ( نقلا عن ) فى التوثيق
  (368) مالذى يجب أن تتأكد منه قبل صياغة تساؤلاتك البحثية
  (367) الفرق بين المشكلة البحثية والتساؤل البحثى
  (366) كيف تقيم سؤالك البحثى
  (365) - عشرة أسئلة يجب أن توجهها لنفسك لكى تضع تساؤلا بحثيا قويا
  (364) ملخص الخطوات العشر لعمل خطة بحثية
  (363) مواصفات المشكلة البحثية الجيدة
  (362) أهمية الإجابة على سؤال SO WHAT فى إقناع لجنة السمينار بالمشكلة البحثية
  (361) هل المنهج الوصفى هو المنهج التحليلى أم هما مختلفان ؟
  (360) "الدبليوز الخمس 5Ws" الضرورية فى عرض المشكلة البحثية
  (359) قاعدة GIGO فى وضع التساؤلات والفرضيات
  (358) الخطوط العامة لمهارات تعامل الباحثين مع الاستبانة من مرحلة تسلمها من المحكمين وحتى ادخال عباراتها فى محاورها
  (357) بعض أوجه القصور فى التعامل مع صدق وثبات الاستبانة
  (356) المهارات الست المتطلبة لمرحلة ما قبل تحليل بيانات الاستبانة
  (355) كيف يختار الباحث الأسلوب الإحصائى المناسب لبيانات البحث ؟
  (354) عرض نتائج تحليل البيانات الأولية للاستبانة تحت مظلة الإحصاء الوصفي
  (353) كيف يفرق الباحث بين المقاييس الإسمية والرتبية والفترية ومقاييس النسبة
  (352) شروط استخدام الإحصاء البارامترى واللابارامترى
  (351) الفرق بين الاحصاء البارامترى واللابارامترى وشروط استخدامهما
  (350) تعليق على خطة رسالة ماجستير يتصدر عنوانها عبارة" تصور مقترح"
  (349) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مصطفى منيغ، سفيان عبد الكافي، فتحي الزغل، محمود فاروق سيد شعبان، إياد محمود حسين ، فوزي مسعود ، د. أحمد بشير، سعود السبعاني، رافع القارصي، الناصر الرقيق، د - المنجي الكعبي، سامر أبو رمان ، محمد الياسين، فتحي العابد، عمار غيلوفي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الغني مزوز، كريم السليتي، صفاء العربي، د - الضاوي خوالدية، المولدي الفرجاني، خبَّاب بن مروان الحمد، صلاح الحريري، ياسين أحمد، د- هاني ابوالفتوح، محمد يحي، ضحى عبد الرحمن، سامح لطف الله، سليمان أحمد أبو ستة، إسراء أبو رمان، أحمد الحباسي، محمد أحمد عزوز، رضا الدبّابي، منجي باكير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسن الطرابلسي، محمود طرشوبي، فتحـي قاره بيبـان، د- محمود علي عريقات، رشيد السيد أحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، صفاء العراقي، محمد عمر غرس الله، د - محمد بن موسى الشريف ، سيد السباعي، مراد قميزة، د. خالد الطراولي ، سلام الشماع، فهمي شراب، محمود سلطان، رمضان حينوني، كريم فارق، المولدي اليوسفي، عزيز العرباوي، د - صالح المازقي، إيمى الأشقر، د - عادل رضا، الهادي المثلوثي، ماهر عدنان قنديل، عبد الرزاق قيراط ، طارق خفاجي، محمد شمام ، حاتم الصولي، الهيثم زعفان، أحمد ملحم، حميدة الطيلوش، وائل بنجدو، د - شاكر الحوكي ، صباح الموسوي ، مجدى داود، أ.د. مصطفى رجب، د. صلاح عودة الله ، يحيي البوليني، د.محمد فتحي عبد العال، د. أحمد محمد سليمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الطرابلسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد العزيز كحيل، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي الكاش، تونسي، أحمد النعيمي، أبو سمية، رافد العزاوي، صالح النعامي ، العادل السمعلي، د. عبد الآله المالكي، عمر غازي، حسن عثمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. طارق عبد الحليم، محمد العيادي، د - مصطفى فهمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - محمد بنيعيش، محمد علي العقربي، أحمد بوادي، نادية سعد، د- جابر قميحة، صلاح المختار، عبد الله زيدان، جاسم الرصيف، بيلسان قيصر، عبد الله الفقير، رحاب اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، طلال قسومي، سلوى المغربي، عراق المطيري، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أنس الشابي، علي عبد العال، خالد الجاف ، مصطفي زهران، محرر "بوابتي"، د- محمد رحال، يزيد بن الحسين،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز