(60) أيعيب ربى أن خلقنى أسود البشرة؟
النوبيون المصريون بين عقدة "البرابرة" وأزمة "الإنتماء"
د - أحمد إبراهيم خضر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 13074
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تابعت عن كثب ما حدث بين موظف فى وزارة الشباب والرياضة المصرية بمحافظة أسوان ومواطن نوبى يشغل عضو مجلس إدارة أحد مراكز الشباب فى قرية نوبية أهان الموظف هذا المواطن، ونعت النوبيين بأنهم بَرابْرة " بفتح الباء الأولى وسكون الباء الثانية "، وهو لفظ شائع بين المصريين غَذّته الأفلام المصرية القديمة والمسرحيات قديمها وحديثها، ويُطلق هذا اللفظ على كل من هو أسود اللون من أبناء أسوان وليس أهل النوبة وحدهم، كما تابعت رد فعل النوبيين بدءا من مطالبتهم باعتذار الموظف المذكور ودعوتهم إلى وقفة احتجاجية واعتصام مفتوح ومنع أجهزة الأمن ذلك، وتابعت كذلك دعوة أحد الأدباء النوبيين إلى ترجمة كلمة "برابرة"، التى وصفها بالعنصرية، ونشرها فى الصحف الأجنبية والمواقع الإلكترونية والفضائيات، إلى مطالبة القلة من النوبيين بتحرير النوبة والإنفصال عن مصر، وكل هذه إرهاصات لمشكلة جديدة قد تتفاقم مع الزمن وتصبح مشكلة كبرى قد يطلق عليها "مشكلة جنوب مصر" لتصبح كمشكلة "جنوب السودان". وكثيرا ما سمعنا عن مطالبات بانضمام النوبة السودانية إلى النوبة المصرية وتشكيل كيان مستقل يجمع الشعبين معا، ولو أضفنا إلى ذلك دعوة قلة من الأقباط إلى الإنفصال بصعيد مصر عن الوطن الأم وتشكيل كيان قبطى فى هذا الصعيد، لتمزقت وحدة مصر لتصبح سودانا آخر. ومعروف سلفا أن هذه الإتجاهات الإنفصالية تغذيها القوى الإستعمارية الكبرى ووراءهم اليهود بالطبع.
ولا تخلو جُعبة أى مواطن "أسود" أو أسمر (تخفيفا) من أبناء أسوان من عشرات المواقف المماثلة التى شعر فيها بالإهانة بسبب لونه، لكن الصورة ليست قاتمة، والأمر ليس بهذا التصور الموحش، فهناك عشرات المواقف والمواقف التى يظهر فيها المصريون الود والثناء والتقدير لأبناء أسوان - بوجه خاص - دون غيرهم من أبناء المحافظات الأخرى. ويكاد يُجمع المصريون على تميز أبناء أسوان بما يسمونه : بـ "الطيبة والأمانة والإخلاص". وكما يقف اللون حاجزا دون إتمام زواج شاب من " أسوان " من فتاة بيضاء من بنات القاهرة أو غيرها، فهناك حالات لا تُحصى ولا تُعد لزيجات ناجحة لم يقف اللون فيها عائقا دون إتمامها. والذى أقصده هنا تماما هو أنه يجب البحث عن أى تفسيرات تكون السبب وراء هذا النعت الذى ألصقه المصريون بالنوبيين، إلا الإتهام بالعنصرية ومحاولة تضخيم هذا الإتهام إلى أن يصبح ماردا لا يمكن رده.
كنت أسير يوما فى أحد شوارع لندن الهادئة، وكانت تسير ورائى امرأة بريطانية برفقة طفلتها الصغيرة، ولما شاهدتنى الطفلة صرخت " نجرو.. نجرو"، لكن أمها نهرتها وأسكتتها. وهنا تساءلت : لماذا نتهم أهلنا فقط بالعنصرية ضد النوبيين، وهاهم أطفال بريطانيا يتفوهون ضدنا بألفاظ عنصرية ؟. فكل ما فعلته الطفلة الإنجليزية هو أنها استبدلت كلمة " بربرى" بكلمة " نجرو".
كنت أصلى الجمعة فى أحد مساجد "شيكاغو" فى أواخر السبيعينات من القرن الماضى، وبعد الصلاة جلس الخطيب الأمريكى الأسود يتحدث مع المصلين حتى صلاة العصربلهجة خطابية عالية القوة أَنْسَى فيها المصلين ثِقَل الوقت عليهم. لم أتذكر مما قاله إلا جملة واحدة قال فيها :" إن الله تعالى يقول : " إنا أنزلناه فى ليلة القدر" والليل يعنى الظلام الأسود، فالسواد إذن ليس بالشيئ السيئ حتى نخجل منه". تفسير فلسفى أعطى راحة عميقة للمصلين.عرفت بعدها أن هذا الخطيب هو "والاس الدين محمد" زعيم المسلمين السود فى الولايات المتحدة وقتها.
ليس سواد البشرة هو أسوأ الأمور، فهناك ما هو أسوأ، إنه قُبْح الوجه. وقد سألت فتاة فى مقتبل العمر: لوتقدم لك شابان أحدهما قبيح الوجه والآخر أسود البشرة وليس لك إلا أن تختارى واحدا منهما، أجابت على الفور: أختار الأسود طبعا. وعاجلتها بسؤال آخر : حتى ولو كان قبيح الوجه هذا أبيض البشرة ؟ أكدت الفتاة : أختار الأسود. لم تفهم الفتاة مقصدى من السؤال ويصعب عليها استيعابه لصغر سنها.
لقد حفر التاريخ أسماء علماء لم يوصفوا بسواد البشرة بل بدمامة الوجه، وهى حالة صنّفَتها الفتاة الصغيرة بأنها أسوأ من سواد البشرة. الشيخ الإمام "عبد العزيز الكنانى" يرحمه الله عُرف بدمامة وجهه، عندما دخل الشيخ " الكنانى" على الخليفة "المأمون" قبل أن تبدأ مناظرته الشهيرة عن خلق القرآن مع "بِِشْر المريسى" كان يرتعد وينتفض، لكنه سمع رجلا من جلساء "المأمون" يقول له "يا أمير المؤمنين يكفيك من كلام هذا قُبح وجهه، لا والله ما رأيت خلق الله قط أقبح وجها منه". ولما رأى " المأمون" أن "الكنانى" يرتعد وينتفض، أراد أن يؤنسه و يُسْكن مابه من الروعة والجزع والخوف، فكان ينظر إليه و يُكْثر كلامه مع جلسائه ويكلم خليفته "عمرو بن مسعدة"، ويتكلم بأشياء كثيرة مما لا يحتاج أن يتكلم بها يريد بذلك كله إيناس "الكنانى".
كان "المأمون" يطيل النظر إلى الإيوان، ويدير طَرْفه فيه، فوقعت عينه على موضع من نقش الجص قد انتفخ، فقال: يا عمرو أما ترى هذا الذي قد انتفخ من هذا النقش، وسيقع، فبادره في يومنا هذا، فقال عمرو: قطع الله يد صانعه، فإنه قد استحق العقوبة على عمله هذا.
التقط "الكنانى" إهانة جليس المأمون له، وملاحظة الخليفة على الجص المنتفخ، ورد ابن مسعدة على الخليفة. وقبل أن تبدأ المناظرة قال "الكنانى" للخليفة المأمون :" يا أمير المؤمنين أطال الله بقاءه إن رأيت أن تأذن لي أن أتكلم بشئ قد شغل قلبي قبل مناظرتي لبشر، فقال له الخليفة : تكلم بما شئت فقد أذنت لك، فقال الكنانى : أسألك بالله يا أمير المؤمنين من بلغك إنه كان أجمل ولد آدم، فأطرق مَلِيا، ثم رفع رأسه فقال: يوسف عليه السلام، فقال : صدقت يا أمير المؤمنين- فوالله ما أُعْطي يوسف على حُسْن وجهه بَعْرتين (من البعير)، ولقد سُجن وضُيّق عليه من أجل حُسْن وجهه رغم براءته بالشاهد الذي أنطقه الله عز وجل بتصديقه وبيان قوله، ورغم إقرار امرأة العزيز أنها هي التى راودته عن نفسه فاستعصم فحُبس بعد ذلك كله لحُسْن وجهه، قال الله تعالى : {ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} يوسف 35..... فدّل قوله عَزّ وجل على أنه سُجن بغير ذنب وإنما السبب هو حُسْن وجهه، وذلك ليبعدوه عن امرأة العزيز وغيرها، فطال في السجن حَبْسه إلى أن سؤل عن تعبير رؤيا، ولما فسّر هذه الرؤيا عرف الملك علمه ومعرفته فاشتاق إليه، ورَغب في صحبته فقال عز وجل: { وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} يوسف 54.... كان هذا القول من الملك بسبب ما عرفه من علم يوسف ومعرفته وقبل أن يسمع كلامه، فلما دخل يوسف على الملك وسمع الملك كلامه وحُسْن عبارته جعله مسؤولا عن خزائن الأرض وما خفى منها، وفوّض إليه الأمور كلها وتبرأ منها وصار كأنه يقيمها من تحت يده. إن كل ما بلغه يوسف عليه السلام كان بسبب كلامه وعلمه وليس بسبب جماله. قال الله عز وجل: {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} يوسف 54-55....ولم يقل إنى حَسَن جميل. وقال الله عز وجل: { وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ}يوسف 56..... فوالله يا أمير المؤمنين ما أبالي إن وجهي أقبح مما هو، وإني أُحْسن من الفهم والعلم أكثر مما أُحْسن، فكان هذا الذي بلغه يوسف عليه السلام بكلامه وعلمه وليس بجماله.
قال المأمون : وأي شي أردت بهذا القول، وما الذي دعاك إلى ذكر هذا ؟ فقال "الكنانى" سمعت بعض من هاهنا يقول لأمير المؤمنين: يكفيك من كلامه قبح وجهه، فما يضرني قبح وجهي مع ما رزقني الله عز وجل من فهم كتابه، والعلم بسنة نبيه، فتبسم المأمون حتى وضع يده على فيه واستطرد " الكنانى " قائلا : يا أمير المؤمنين أطال الله بقاءه فقد رأيتك تنظر إلى هذا النفش وانتفاخ الجص وتذكره، وسمعت عمرا يعيب ذلك ويدعو على صانعه، ولا يعيب الجص، ولا يدعو عليه، فقال المأمون: العيب لا يقع على الشيء المصنوع، وإنما يقع العيب على الصانع، قال: صدقت يا أمير المؤمنين، ولكن هذا يعيب ربي لم خلقني قبيحا فازداد " المأمون" تبسما حتى ظهرت (ثناياه). ( الحيدة بتصرف يسير).
هذا هو الإمام الشيخ "عبد العزيز الكنانى" لا يتحدث أحد عن فتنة خلق القرآن، إلا ويعرف "الكنانى"، وما من أحد يعرف كتاب " الحَيْدة " إلا ويعرف " الكنانى" أيضا. فأين سواد البشرة من قبح الوجه ؟. ويكفى كل نوبى أن يستعير لنفسه أو لغيره من عبارة " الكنانى" الخالدة فيقول :" أيعيب ربى أن خلقنى أسود البشرة ؟".
يقول الإمام ابن القيم في ذكر فضيلة الجمال وميل النفوس إليه على كل حال :
"إعلم أن الجمال ينقسم إلى قسمين ظاهر وباطن فالجمال الباطن هو المحبوب لذاته وهو جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة، وهذا الجمال الباطن هو محل نظر الله من عبده وموضع محبته كما في الحديث الصحيح "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" وهذا الجمال الباطن يزين الصورة الظاهرة وإن لم تكن ذات جمال فتكسوا صاحبها من الجمال والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتست روحه من تلك الصفات فإن المؤمن يعطى مهابة وحلاوة بحسب إيمانه فمن رآه هابه ومن خالطه أحبه وهذا أمر مشهود بالعيان فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسود أو غير جميل ولا سيما إذا رزق حظا من صلاة الليل فإنها تنور الوجه وتحسنه.
وقد كان بعض النساء تكثر صلاة الليل فقل لها في ذلك فقالت إنها تحسن الوجه وأنا أحب أن يحسن وجهي ومما يدل على أن الجمال الباطن أحسن من الظاهر أن القلوب لا تنفك عن تعظيم صاحبه ومحبته والميل إليه "
ولهذا لا أتخيل أولا أن إحياء التراث النوبى والثقافة النوبية، أو اللهجة النوبية التى لا يعرفها غيرهم، أو محاولة غزو مصر كلها بالفنانين النوبيين أو بالأغانى أو الإيقاعات النوبية، أو مشاركتهم فى الأفلام...الخ، ولا أتخيل ثانيا أن إقرار دراسة التاريخ النوبى فى المناهج المدرسية، أومعرفة كل المصريين أو حتى العالم بأسره عن "طهراقا" أو "بعانخى"، أو تأكدهم أن الاسره الـ 25 هى نوبية الأصل، أو أن يعترف "زاهى حواس" نفسه – خبير الآثار الفرعونية المعروف الذى كان بصحبة "أوباما" عند زيارته لأهرامات مصر، وأهداه قبعته التى يفخر بتميزه بها- ان " تود آنج آمون" هو الإسم النوبى الصحيح " لـ " توت عنخ آمون " كان نوبيا "، ولا أتخيل ثالثا أن مقولة النوبيين : "نحن ابناء النوبه نعتز بنوبيتنا وهى أصلنا وهى حضارتنا....ومهما تطاول الجهال فنحن نقولها بكل قوه وكبرياء وعِزّه "نوبى أنا" وبكل فخر "نوبى أنا" ملء الفم وملء كل الأسماع، ولا أتخيل رابعا أن الدعاوى القضائية التى يزمع النوبيون رفعها ضد من يهينوهم، أو إصدار تشريع يمنع التعرض لهم بالإهانة، أو حتى الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه إهانة النوبيين، ولا أتخيل خامسا وأخيرا أن سعى القلة للإنفصال عن مصر وتحالفهم مع نوبة السودان، لا أتخيل كل ذلك بقادر على أن يرفع قََدْر النوبيين ويحقق لهم العِزّة والإحترام أو أن يمسح كلمة "برابرة" من التاريخ الثقافى للبلاد.....
شيئ واحد هو الذى يرفع قدر النوبيين ويحقق العزة والتقدير والمهابة والإحترام لهم، فإذا ابتغوا العِزّة فى غيره أذلهم الله، إنه "الإسلام"، ويكفينا دليلا على ذلك رصد ومتابعة اليهود لاتجاه النوبيين نحو الإسلام الصحيح، وخوفهم من ذلك. انظر مقالتنا " الفلاحون والنوبيون المصريون : لماذا يخشاهم اليهود؟ ".
إن الإسلام " كعقيدة " ـ كما يقول العلماء- يشكل رابطة للتجمع يختارها الإنسان بنفسه، ليست كالرابطة التى تقوم على أساس الجنس، حيث لا يستطيع أن يغير جنسه، ولاهى رابطة على أساس اللون فهو لا يملك أن يغير لونه، ولا هى على أساس اللغة فهو لا يستطيع أن يغير لغته بيسر، ولا على أساس الطبقة فقد لا يستطيع أن يغير طبقته، ولا أن يغير قومه اذا كان التجمع قائما على أساس القومية، ومن ثم تبقى الحواجز قائمة أبدا دون التجمع الإنسانى، ويصبح الناس فيها كالقطيع الذى يعيش خلف سياج الحدود الأرضية، أو حدود الجنس واللون، وكلها حدود تقام للماشية فى المرعى كى لا يختلط قطيع بقطيع. أما التجمع الإنسانى القائم على أساس العقيدة والفكر فهو تجمع راق يملكه الفرد بذاته بدون أن يُغَير أصله أو لغته أو جنسه أو طبقته.
إن الأصل فى الإنسان هو أنه أكرم بكثير من كل تقدير عرفته البشرية، ومن هنا فإن "النوبى" أكرم بكثير من أن يلهث وراء تقدير واحترام بشر مثله- طوعا أو كرها بفعل تشريع ـ.إن النوبى إنسان بنفخة من روح الله " فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين "..... وهو بهذه النفخة أحد الذين استخلفهم الله فى الأرض، ولهذا جعل الله الرابطة التى يتجمع عليها البشر هى الرابطة المستمدة من النفخة الإلهية الكريمة، جعلها رابطة العقيدة فى الله، فعقيدة المؤمن هى وطنه وهى قومه وهى أهله، وهى لغته، وهى ثقافته، وهى حضارته،ومن ثم يتجمع البشر عليها وحدها، لا على أمثال ما تتجمع عليه البهائم من كلأ ومرعى وقطيع وسياج. فإذا اختار النوبيون رابطة غير رابطة العقيدة تحقق لهم الإنفراد بثقافتهم ستبقى الحواجز قائمة أبدا بينهم وبين غيرهم، ولن يحقق لهم هذا الإنفراد الإحترام الذى يرجونه ومن ثم فلن يمنع الناس هنا من أن يطلقون عليهم " مجمتع البرابرة " أو " دولة البرابرة" تمييزا لهم عن غيرهم. أما إذا اختاروا رابطة العقيدة ضمنوا الرفعة والعزة لهم، وضمنوا احترام وتقدير غيرهم لهم، ذلك أن رابطة العقيدة فى الله مستمدة من النفخة الإلهية وليست من تراث شعب أو أمة من خلق الله ذاته.
--------
دكتور أحمد إبراهيم خضر
الأستاذ المشارك السابق بجامعات القاهرة، والأزهر وأم درمان الإسلامية، والملك عبد العزيز
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: