يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بعد سقوط العراق في يد المحتل الأمريكي لمع النجم الشيعي في العراق ودول الخليج، وفتح الاحتلال مساحات واسعة للتحرك الشيعي على كافة الأصعدة، وسطر الشيعة لأنفسهم استراتيجيات تسمح بتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الشيعية، وكان من هذه الاستراتيجيات العمل على السيطرة على مواطن صنع القرارات التربوية والتعليمية في العراق، ومن ثم على توجيه دفة المجتمع والأجيال القادمة من خلال المناهج التربوية والدراسية والمدارس الشيعية صوب المذهب الشيعي، ولم يقتصر الأمر على دولة العراق التي شهدت تلاعباً فجاً بالعملية التربوية والتعليمية، بل تعلوا الأصوات الشيعية الآن في الكويت ومن قبلها البحرين من أجل تغيير المناهج التعليمية وبخاصة الشرعية منها وذلك بحذف كل ما يتعلق بالاعتراضات والأحكام السنية الشرعية على الممارسات الشيعية، مع محاولاتهم تضمين العقائد الشيعية في المناهج التربوية والتعليمية السنية.
فكيف تتحرك هذه الإستراتيجية الشيعية في المحيط العراقي السني؟ وإلى أي مدى أحرزت إستراتيجية الشيعة التعليمية تقدماً على الساحة العراقية؟. وما هي معالم المطالب الشيعية في الكويت ومن قبلها البحرين لتغيير المناهج التعليمية السنية؟ وهل أحرزت هذه المطالب الشيعية نوعاً من التقدم على المستوى الميداني؟. وكيف يمكن صد هذه اللعبة الشيعية التي تحاول اختراق المجتمعات السنية من خلال المناهج الدراسية؟.
جملة من التساؤلات المعقدة سنحاول الإجابة عليها من خلال هذه الدراسة المختصرة.
أولاً..... التلاعب الشيعي بالتعليم العراقي بعد الاحتلال الأمريكي
1- حقيبة وزارة التربية العراقية في ظل الاحتلال الأمريكي والنفوذ الإيراني شيعية
أولى الخطوات التي حرص الشيعة عليها في عراق ما بعد الاحتلال الأمريكي هو تولي حقيبة وزارة التربية، وذلك بمباركة وحرص من قوات الاحتلال على ذلك، والذي يحمل حقيبة وزارة التربية في العراق هو الشيعي الدكتور "خضير موسى جعفر الخزاعي" القيادي البارز في حزب الدعوة الشيعي, والنائب في مجلس النواب عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد, وهو يحمل الجنسية الإيرانية والجنسية الكندية. تقول عنه موسوعة الرشيد- المعنية بدراسة المسألة الشيعية- أنه "ينتهج نهجاً طائفياً شيعياً حاداً, ويقرأ (المقتل الحسيني) و(المحاضرات الحسينية) في حسينية افتتحها الشيعي الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق في المنطقة الخضراء, وعندما كان في كندا كان يمارس العمل نفسه في حسينية (البدون) والتي عاد إلى زيارتها بعد تعينه وزيراً للتربية وذلك أثناء زيارته الرسمية إلى كندا، وفي لقاء أجرته معه قناة العراقية الفضائية, قال: "لقد قبلنا بمفهوم الديمقراطية الحاصل اليوم على مضض, والحل هو الإسلام المتمثل بمراجعنا الذي نستمد منهم تعاليم ديننا".
وهذا الوزير بحسب موسوعة الرشيد شديد الحرص على تغيير المناهج التعليمة وفق المذهب الشيعي, كما أن الكتب المدرسية التي أمر بإعادة طبعها خلت من أي إشارة لحرب إيران على العراق في الثمانينات, فضلاً عن أنه في امتحانات الدراسة الإعدادية للعام الدراسي 2008, أقحم في أسئلة مادة الدين سؤالاً عن (محمد باقر الصدر) في حين انه ليس من مفردات المنهج.
وقد أصر على طبع الكتب المدرسية لكافة المراحل في إيران ولم تفلح محاولات بعض النواب في ثنيه عن هذا القرار, مع أن المطابع العراقية ليست أقل مستوى من مطابع إيران, كما أنها قدمت عروضاً بمبالغ أقل مما طلبته المطبعة الإيرانية.
ووجود وزير للتربية مثل هذا شيعي شديد الولاء لإيران، يجعل المناهج الدراسية العراقية المطبقة على أخواننا أهل السنة في العراق في وضع حرج للغاية، وقد تحدث التغييرات الشيعية التي يقوم بها هذا الوزير على المناهج التعليمية مشكلات عقدية لدى أهل السنة في العراق على المدى البعيد، الأمر الذي يستلزم وقفة جدية من كافة الهيئات والمؤسسات السنية في العالم الإسلامي.
2- استحداث قناة العراقية التعليمية ذات التوجه الشيعي
هي قناة تلفزيونية تعليمية جديدة تم أنشاؤها بعد الاحتلال الأمريكي من قبل منظمة اليونسكو وبتنفيذ وزارة التربية العراقية وهي موجهة للطلاب العراقيين داخل العراق وخارجها. وتبلغ تكلفة هذا المشروع 6.5 مليون دولار أمريكي ويموّل من قبل الاتحاد الأوربي.
وتقوم قناة العراقية التعليمية ببث برامج تعليمية يومياً بالاعتماد على المناهج التربوية في المدارس العراقية.
والقناة تخضع رسمياً للإشراف المباشر من قبل وزير التربية العراقي الشيعي؛ ولما كانت تلك القناة تتبع في إشرافها المنهجي وزارة التربية العراقية لذا فإن كل التحولات في المناهج التعليمية العراقية نحو المذهب الشيعي ستصب في محتويات قناة العراقية التعليمية الفضائية المبثة لكل من ينطق باللغة العربية.
3-المراجع الشيعية والمطالبة المستمرة بتغيير المناهج التعليمية
المرجعيات الشيعية في العراق تطالب باستمرار بتغيير المناهج التدريسية التي كتبت في زمن نظام صدام حسين لتكون وفق المذهب الشيعي، وفي ضوء ذلك قال الشيعي خالد النعماني نائب رئيس مجلس محافظة النجف: " نحن شيعة النجف مستعدون لأن نضع مناهج كاملة لوزارة التربية".
كما قالت رئيسة لجنة التربية في مجلس محافظة النجف سهيلة الصائغ: " مثل ما هو موجود في بعض المواد التي تمدح بإسهاب بعض الخلفاء والشخصيات، نريد ذلك أيضاً لأئمتنا الذين لهم الباع الطويل والصوت الأول والقلم الأول في كل المجالات حتى في المجالات العلمية".
4- وزارة التربية العراقية تنفذ مطالب المراجع الشيعية وتجعل المراجع محكمة للمناهج الجديدة، وتتيح للمعلمين الشيعة تدريس ما يريدونه
تنفيذاً لمطالب المراجع الشيعية بتغيير المناهج التعليمية المصاغة صياغة سنية قال مدير إعلام تربية النجف "ماجد السوداني": "إن وزارة التربية قامت بتغيير المناهج بصورة تدريجية، والوزارة جادة في تغيير المناهج لمادة التربية الإسلامية والمطالعة والنصوص والتاريخ".
ومن قبل وعد إسماعيل ماضي - مدير عام التربية في مدينة النجف العراقية – بتنفيذ هذه المطالب بقوله " إن وزارة التربية والتعليم ستغير مناهجها بما يتوافق وتوجيهات المراجع الشيعية في النجف" وكشف هذا المسئول عن منعطف خطير بجعل المرجعيات الشيعية محكمة للمناهج الدراسية الجديدة التي تقوم الوزارة بإعدادها وذلك حتى تكون هذه المناهج متوافقة تماماً مع المذهب الشيعي حيث يقول هذا المسئول التربوي " إن الوزارة طبعت بالفعل كتباً في الفلسفة التربوية وأرسلت نسخاً من تلك المطبوعات إلى مكاتب المرجعيات الشيعية للبت في مادتها وتثبيت ما يتوافق مع أفكارهم"، كما كشف هذا المسئول عن أن وزارة التربية أتاحت للمعلمين الشيعة أن يدرسوا للطلاب المذهب الشيعي بمنتهي الحرية، يقول مدير عام التربية بالنجف " لقد أوصيت إدارات المدارس في المحافظة بإعطاء كوادرها التدريسية الحرية فيما ترغب في إيصاله إلى التلاميذ من معلومات بما يتماشى وعقيدتهم الشيعية".
5- تغلغل المدارس الإيرانية في العراق
لم تكتف إيران بالتلاعب عن بعد بدعم الشيعة في العراق على مستوى إستراتيجية التربية والتعليم، بل قامت إيران بالدخول التعليمي المباشر في العراق بإنشاء مدارس دينية إيرانية في عدد من محافظات العراق، وعلى وجه الخصوص محافظات جنوب العراق الذي تنشط فيها الأحزاب الشيعية الموالية لإيران.
قد يكون لهذا التغلغل الإيراني المباشر علاقة للصراعات الخفية بين بعض علماء العراق وإيران لكن يبقى في النهاية أنه تحرك يخدم المشروع الشيعي برمته.
وإيران كانت قد قطعت وعوداً للحكومة العراقية تضمنت هذه الوعود بناء مدارس في العراق وعلى نفقتها الخاصة، وكان ذلك ضمن اتفاق تم توقيعه في عام 2007 بين وزير التربية العراقي "خضير الخزاعي" ووزير التربية الإيراني السابق محمود فريشي؛ وبموجب هذا الاتفاق قامت إيران ببناء عدد من المدارس الدينية والمدارس العامة في العراق، والتي كان آخرها تلك المدرسة التي وضع حجر أساسها وزير التربية والتعليم الإيراني "علي رضا" في محافظة النجف بتبرعات إيرانية.
وقد قال محافظ النجف أثناء الاحتفال بوضع حجر الأساس: "إن هناك تعاون كبير في مجال التربية والتعليم بين الحكومتين العراقية والإيرانية، وتم الاتفاق على إنشاء عدد من المدارس النموذجية في كل أقضية ونواحي المحافظة".
بينما ركز وزير التربية والتعليم الإيراني في كلمته أثناء الاحتفال على مسألة إعداد المناهج التعليمية ذاتها وذلك بقوله: " إن هذه المدرسة تأتي ضمن اتفاقيات في مجال إعداد المناهج الدراسية والدراسات المهنية والمختبرات العملية".
وإذا كانت إيران هي من ستعد المناهج الدراسية العراقية التي سيتلقاها أهل السنة في العراق، فبدهي أن تدور جميع المناهج حول ولاية الفقيه ومذهب الشيعة الإثنى عشرية، وأن يكون التعليم فيها باللغة الفارسية، حيث لا يكتفي بالتحويل نحو المذهب الشيعي فقط، ولكن باللغة الفارسية لغة الثورة الخمينية والإمبراطورية الفارسية التي تسعى إيران لإحيائها.
ثانياً... البحرين ومكاسب شيعية تربوية ملموسة
1- حذف العبارات التي يعترض عليها الشيعة من مناهج التربية الإسلامية
بين الحين والآخر تشهد البحرين سجالات بين الشيعة والسنة حول تغيير المناهج التعليمية وبخاصة منهج التربية الإسلامية، وكانت تقارير صحفية قد نقلت عن مسئولين بوزارة التربية والتعليم البحرينية أن البحرين سيغير في مناهج التربية الإسلامية في مدارسه بحيث يتم استبعاد أية قضايا خلافية بين السنة والشيعة، كما سيتم إضافة إشارات ومواضيع تتعلق بأداء الطائفة الجعفرية الشيعية لبعض العبادات. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يذكر فيها المذهب الجعفري صراحة في المناهج الدراسية البحرينية.
كما قالت ذات التقارير أن وزارة التربية والتعليم البحرينية انتهت من إعداد مسودة تطوير مناهج التربية الإسلامية، ويقوم المجلس الإسلامي الأعلى بالبحرين "وهو مجلس يجمع السنة والشيعة"، بدراسة التعديلات الجديدة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية.
وأشارت التقارير أن التغييرات تعتمد عرضاً للعبادات وفقا للمذهب الشيعي مثل الصلاة والوضوء والزكاة، إلى جانب حذف عبارات حول مفهوم التوحيد تشير إلى أن زيارة القبور أو التوسل بغير الله من الشرك.
وكان علماء دين شيعة من بينهم أعضاء في مجلس الشؤون الإسلامية رفعوا اعتراضهم على صيغة المناهج لكونها لا تأخذ في الاعتبار تعاليم المذهب الشيعي.
2-التربية للمواطنة خطوة على درب الضغط الشيعي البحريني
وفي هذا الصدد يقول الدكتور عبد الله المطوع وكيل وزارة التربية والتعليم البحرينية "إن أحد أهم الاعتبارات التي تقود عملية التطوير في المناهج الدراسية في البحرين، تكريس قيم الوحدة الوطنية والإسلامية، من خلال تطوير مناهج التربية الإسلامية وبناء مناهج التربية للمواطنة، بحيث أن توجه الوزارة يتمثل في تأكيد ما يجمع لا على ما يفرق، خاصةً وهي تستهدف تكوين الاتجاهات الروحية والوطنية الموحدة، بعيدا عن المسائل الجزئية المتشعبة ".
وأضاف المطوع أن ما يكمل هذا المنظور وينسجم معه انتهاء الوزارة من عملية تأليف كتب التربية للمواطنة للصفوف الثالث والخامس ابتدائي والثاني الإعدادي واستمرار العمل للانتهاء من بقية المناهج الخاصة بالمواطنة خلال العام الدراسي الجديد.
ومسئول وزارة التربية البحرينية بهذا المسلك يحاول تكريس الضغوط الشيعية في صورة مناهج جديدة تعتمد على المواطنة بصورتها الغربية والتي تقفز على الاعتبارات الدينية، ولا مجال فيها للأبعاد العقدية وهي جولة تحسب للجانب الشيعي، الذي يقسم تقدمه على خطوتين: الأولى حذف ما يوضح حكم أهل السنة في الممارسات الشيعية العقدية من المناهج التربوية والتعليمية.
أما الخطوة الثانية فهي تضمين المعتقدات الشيعية في المناهج الدراسية.
وأحسب أن مادة المواطنة التي ستحذف معها بحسب وزارة التربية البحرينية كل ما يؤدي للاختلاف واستبداله بقيم المواطنة التي تكرس لقبول الآخر والاعتراف به بل والتعايش والاندماج معه مهما كانت مرجعيته العقدية كل ذلك يحسب كمكسب للجانب الشيعي.
تمر الكويت حالياً بمرحلة شديدة السخونة يصعد فيها الشيعة من مطالبهم بإحداث تغييرات بالمناهج الدراسية، ذلك التصعيد الذي صاحب النجاح الشيعي في الانتخابات النيابية الكويتية الأخيرة، والشد متبادل الآن بين نواب السنة ونواب الشيعة، ووزيرة التربية الليبرالية تميل بتصريحاتها وقراراتها إلى الدفة الشيعية.
1- مطالب شيعة الكويت المتعلقة بالمناهج الدراسية
أ- حذف المسائل المتعلقة بأحكام زيارة القبور والشركيات
يعترض الشيعة في الكويت علي توضيح المناهج الدراسية الكويتية لموقف أهل السنة والجماعة من زيارة القبور وبعض الشركيات كالذبح والنذر لغير الله، ويعتبرون أنهم المقصودين في هذه المسائل وأنها تتعارض مع ممارساتهم العقدية وشعائرهم القبورية.
يقول الشيعي عبدالله دشتي إمام مسجد المهدي "إن المقصود بتعديل المناهج الدراسية وخاصة (منهج التربية الإسلامية للصفين التاسع والعاشر من المرحلة الثانوية) ليس عدم تدريس مناهج أهل السنة والجماعة، وإنما بعض الأفكار التي انطلق منها كاتب هذه المناهج حيث قال تحت عنوان (معنى العبادة ومن يستحقها) "أن من ذبح أو نذر لغير الله أو استغاث بميت أو غائب أو حاضر بما لا يقدر عليه إلا الله فهو شرك أكبر"، ويقول المنهج أيضاً "اتخذت القبور في بعض البلاد أوثاناً تعبد، ويذهب إليها الناس لقضاء حوائجهم"، وفي منهج الصف العاشر قال "الشرك نوعان الشرك الأكبر، كصرف شيء من أنواع العبادة لغير الله مثل الدعاء وهؤلاء يخرجون من الملة ويباح دمهم ومالهم" وطالب هذا الشيعي بحذف هذه العبارات من المناهج الدراسية لأنها تتعارض مع ممارسة الشيعة لشعائرهم.
أيضاً من ضمن العبارات التي اعترض عليها الشيعة في الكويت وطالبوا بحذفها ما جاء في كتاب التربية الإسلامية للصف العاشر ونصه "إن من التبرك المحرم ما يفعله العامة من تقبيل أعتاب القبور والأضرحة والاستعانة بها والطواف حولها وتعظيمها".
كما تم الاعتراض على ما جاء في كتاب التربية الإسلامية للصف الأول الثانوي حيث ورد "مع الأسف الشديد فقد اتخذت القبور في بعض البلاد أوثاناً تعبد من دون الله، يذهب إليها الناس يطلبون من أصحابها قضاء حوائجهم بحجة أنهم أناس صالحون ولهم جاه عند الله ونسوا أن هذا والله هو قول المشركين".
وكلها أمور يرى الشيعة أنها تنطبق عليهم ويمارسونها دورياً في شعائرهم بل هي من صلب معتقداتهم، ومن ثم فإن إبقاء المناهج بهذه الصورة سيعطي عنهم انطباعاً سلبياً لدى النشء الصغار الدارسين لتك المناهج.
ب- تضمين المعتقدات الشيعية في المناهج الدراسية الكويتية
أخذ الشيعة في الكويت يرفعون من سقف مطالبهم الشيعية المتعلقة بالعملية التربوية، مثل تكريس خرافة الطفل الذي دخل السرداب وهو عنده خمس سنوات رغم أن الأب الذي ينسبونه إليه كان عقيماً ولم يخرج الطفل من هذا السرداب منذ 1175 سنة ويدعون أنه إمامهم المهدي المنتظر، وذلك في صورة منهج دراسي عن المهدي المنتظر يضمن في المناهج الدراسية الكويتية، ويربى عليه النشء الصغار.
كما طالبوا بإدخال المذهب الجعفري في المدارس وكليات الشريعة ليدرسه الطلاب من السنة والشيعة في الكويت معاً. مع جعل يوم عاشوراء إجازة رسمية في الكويت.
وكلها مطالب سقفها لا ينتهي وترمي في النهاية إلى أن تكون الكويت دولة شيعية خالصة، والتساهل في بعض الآن لن يروي ظمأ الشيعة بل سيشجعهم على رفع سقف مطالبهم.
2- تدريس مفاهيم حقوق الإنسان وحرية المعتقد مكسب لشيعة الكويت
كالبحرين نجح الشيعة في جذب مسئولي التربية لجعل مفاهيم حقوق الإنسان المبنية على الحرية المطلقة مادة تدرس في الكويت، ومن خلالها يتم تنشئة المجتمع الكويتي على الاندماج والتعايش رغم الاختلافات العقدية وبدون أن ينكر أي طرف على الآخر ممارساته العقدية.
وهذا يعد مكسباً للجانب الشيعي الذي سيتمكن من التحرك بمرونة أكثر في الشارع الكويتي يقول مدير إدارة المناهج في وزارة التربية الكويتية الدكتور سعود الحربي والمكلف بوضع خطة للتربية على حقوق الإنسان " باعتبار الكتاب المدرسي أحد أهم عناصر المنهج، يحتم عرضه وتقديمه لمفاهيم حقوق الإنسان بحيث تستحضر المنطلقات والمرتكزات التي أكد عليها الإطار العام للخطة، على أن يراعي محتواه إنماء شخصية وطنية مؤمنة بقيم حقوق الإنسان ومنفتحة على المحيط العالمي".
وهذا الأمر المبني على المواطنة وأن الكويت للجميع يحقق ما ذهب إليه الشيعي محمد باقر المهري بقوله " إن حذف المناهج التكفيرية من الكتب الدراسية التي كتبت بأقلام بعض المتحجرين التكفيريين المتأثرين بأفكار ابن تيمية- بحسب وصف هذا الشيعي- واجب شرعي ووطني وأمر ضروري لأجل تطهير وتهذيب وتعديل المناهج الدراسية، فإما أن تعيش الجماعات التكفيرية- بوصفه- في الكويت مع الالتزام بالدستور والقانون ومحبة الجميع وإما أن تخرج، فالكويت للجميع للسنة والشيعة والبدو والحضر والقبائل وللمسلم والمسيحي".
وليس للشيعة أكثر من مفاهيم حقوق الإنسان العالمية التي تخلط الحابل في المسألة العقدية والفوضى الدينية في المجتمعات السنية.
3- وزيرة التربية الكويتية وتذبذب يوحي بتطمينات للشيعة
تدليلاً على تذبذب الموقف الرسمي الكويتي وعدم قدرته على صد المطالب التربوية للجانب الشيعي الكويتي من البداية وبصورة حازمة وقاطعة؛ أكدت وزيرة التربية الكويتية الليبرالية "د. موضي الحمود" أن تطوير المناهج التعليمية وتغييرها هي من أهم أولويات الوزارة، وكشفت أن لجان خاصة تدرس طلبات تقدم بها النواب الشيعة لتغيير بعض ما ورد في منهاج التربية الإسلامية والعلوم الاجتماعية والتي تمس الشيعة، واللجان ستقرر التغيير من عدمه".
وقالت الحمود في لقاء مع برنامج "ضيف وحوار" الذي بثته قناة "العربية" السبت 18-7-2009 "أن المناهج الشرعية والاجتماعية فيما يتعلق بالشأن الشيعي فيها شيء من الحساسية".
ومن جانبه حذر النائب السني وليد طبطبائي الوزيرة الكويتية قائلاً "نحذرك من العبث بالمناهج، فلا يوجد فيها أي مساس أو انتقاص للشيعة"، مبينا أن "أهل الاختصاص هم من وضعوا هذه المناهج".
ورد عليه النائب الشيعي صالح عاشور بقوله: "نحن من يحدد المناهج التي تمس عقائدنا.. وليس أنت.. فهناك اتفاق بين جميع شرائح الشيعة أن المناهج تمس معتقداتنا".
وعلى هذه الوتيرة يستمر التصعيد بين نواب مجلس الأمة الكويتي السنة والشيعة والمادة الأساسية في التصعيد هي المناهج الدراسية المصاغة صياغة سنية شرعية تبين الأحكام الشرعية في بعض المسائل الجوهرية التي يعتقدها الشيعة.
فهل ينجح الشيعة في تمرير مخططهم بتغيير المناهج الدراسية في الكويت لتتوافق مع معتقداتهم؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.
كيف يمكن صد هذه اللعبة الشيعية التي تحاول اختراق المجتمعات السنية من خلال المناهج الدراسية؟.
أشدد في هذا الإطار على أن الأمر يحتاج إلى العديد من الدراسات وحلقات النقاش للوقوف على أنجح الوسائل لصد الإستراتيجية الشيعية للتلاعب في المناهج الدراسية السنية.
ولكن وبدورنا وبناء على معطيات الدراسة الراهنة فإنه يمكن وضع بعض المؤشرات التي يمكنها المساهمة في رسم صورة صد هذه اللعبة الشيعية:
1- الوضع في الحسبان أن الإستراتيجية الشيعية للتلاعب في المناهج الدراسية السنية ليست مقتصرة على دولة بعينها ولكنها تغطي كل الدول السنية، وما حدث من محاولة اختراق دولة المغرب في هذا النطاق ليس ببعيد، لذا فإن مستوى الصد ينبغي أن يبنى على رؤية سنية موحدة قد تختلف في التطبيق من قطر لآخر بحسب تغلغل الشيعة وقوة شوكتهم، لكن يبقى أن تكون رؤية الصد موحدة عند جميع الأقطار السنية؛ بمعنى أنه إذا كان هناك مشروع شيعي لاختراق التعليم السني والتلاعب بالمناهج الدراسية السنية فينبغي أن يكون هناك مشروع سني مضاد يصد محاولات الشيعة الاختراقية.
2- الوضع في الحسبان أن سقف المطالب الشيعية ممتد، وأن التساهل في مطلب من المطالب حتى ولو كان من باب تهدئة المناخ العام سوف يؤدي لمزيد من المطالب الشيعية، والتي ترمي جميعها صوب تشييع المجتمع برمته لذا ينبغي عدم فتح أية ثغرات للمطالب الشيعية الراهنة.
3- بالنسبة لحقائب وزارات التربية في البلاد السنية ينبغي ألا تخرج عن أهل السنة المحافظين، والفطنين للتلاعب الشيعي.
4- الفطنة للمطالب بتدريس مفاهيم حقوق الإنسان العالمية بأنه حق يراد به باطل، فمن خلاله سيتاح للشيعة التحرك داخل المجتمعات السنية بدون أية قيود عقدية شرعية.
4- تبني العلماء والدعاة التحذير من هذه الاختراقات الشيعية في المجال تعليمي التربوي، وذلك من أجل صناعة رأي عام سني مضاد، وأيضاً دعم الأصوات المؤثرة الدافعة لهذا الاختراق، وعدم اعتبارها قضية قطرية وشأن داخلي.
5- بالنسبة للعراق فإن وضعها في ظل الاحتلال الأمريكي والنفوذ الإيراني شديد التعقيد لذا لزم تنسيق الهيئات الإسلامية السنية وعلماء السنة وحكومات الدول السنية مع الهيئات السنية المعتبرة في العراق كهيئة علماء المسلمين من أجل وضع إطار عام لمواجهة وصد هذا التغلغل الشيعي والنفوذ الإيراني بالعراق وتلاعبه بالمناهج الدراسية العراقية وسعيه لتشييعها.
في الختام أؤكد على خطورة الفرقة بين المسلمين، وتمني رؤية المسلمين جميعاً صفاً واحداً، لكن ليس معنى توحد صف المسلمون، أن يتم التنازل عن ثوابت شرعية معلومة من الدين بالضرورة، وميدان التربية والتعليم ميدان خطير محصلته أجيال من المسلمين قد يكونوا صالحون إذا تربوا على مناهج صالحة صيغت وفق مراد الشارع الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، أو قد تنحرف عقيدتهم ويختل التوحيد عندهم مما قد يخسرون معه آخرتهم، إذا صيغت المناهج على غير مراد ربنا سبحانه وتعالى وهدى محمد صلى الله عليه وسلم، حفظ الله أبناؤنا من كل زيغ وانحراف عقدي.
****
ينشر بالتوازي مع موقع المسلم
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: