البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الآباء وأصهار الأبناء

كاتب المقال الهيثم زعفان   
 المشاهدات: 7346 Azeg333@yahoo.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ أيام مات جار كريم رحمه الله ويشهد جميع سكان الحي له بالصلاح والطيبة وحسن الخلق، وكل أبنائه ورثوا عنه ذات السمت نحسبهم كذلك. وقبل الوفاة بشهرين كان زفاف أحد أبنائه، قبل هذا اليوم لم تكن هناك رابطة قرابة تجمع أصهار الابن بالجار المتوفى إلا تعارف قليل عبر خطبة قصيرة.

ولكن وبعد أن فرغ المعزون من الدعاء للمتوفى لمحت شقيق زوجة الابن في ركن بجوار قبر المتوفى يتضرع إلى الله بالدعاء وقد امتلأت عيناه بالدموع الغزيرة، صافحته، وعدت أتأمل وأتساءل: هل كان يدري المتوفى يوماً من الأيام وهو يشاهد ابنه يكبر أمامه وينهي تعليمه ويعمل ويتزوج أن يأتيه النفع المتمثل في الدعاء والتضرع بعد الممات من جهة شقيق زوجة ابنه؟.
كنت متأكداً من أن سبب حزن صهر الابن هو حسن خلق المتوفى وصفائه ووده وسخائه مع كل من تعامل معهم بما فيهم أصهار الأبناء.

ولكنني توقفت حين التأمل والتفكر عند قول الله تعالى " آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا " وكيف أن النفع نحسب أنه يصل للمتوفى في القبر من حيث لا يحتسب من جهة أصهار الابن، فما بالنا بنفع الابن ذاته من دعاء وصدقة وفعل للخيرات بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما ذكر القرطبي في تفسيره لنفع الأبناء في تلك الآية.
وأخذت أحدث نفسي عن علاقة الآباء بأصهار الأبناء وأثر ذلك على نفسيات الأبناء والأحفاد وسلامة الاستقرار الأسري، وقوة التماسك والترابط الاجتماعي في الأسر والمجتمع ثم انعكاس ذلك على الآباء والأصهار أخروياً قبل أن يكون دنيوياً.
لا ينكر أحد أن هناك الآن في العالم الإسلامي نوع من الفتور في العلاقات بين بعض الآباء وأصهار الأبناء أو العكس سواء بالقطيعة التامة أو التواصل الجاف المبتور والمسبب، ومبررات الفتور في غالبها واهية.
وهذا أمر بدوره يؤثر على نفسيات الأحفاد وطرحهم لتساؤلات لا مبرر شرعي لوجودها، وأيضاً ينعكس الأمر على سلامة العلاقة بين الزوجين وحساسية الانحياز في المواقف التفاعلية المتعددة، مما قد يتسبب في العديد من المشكلات الأسرية، التي قد تؤدي إلى ضعف الرابطة الأسرية بين الزوجين، وتعكير الصفو وامتلاء النفوس بعدم الرضا والسلبية، وهذا بدوره ينعكس على أبنائهم والسماح للحزبية والضغينة أن تنشأ بينهم، وكل ذلك بسبب هذا الفتور المتبادل بين الآباء وأصهار الأبناء.
إن هناك الكثير من المواقف الطيبة في سيرة الصحابة الكرام تكشف عن سمو خلقهم في تعاملاتهم مع أصهار أبنائهم، وهي أخلاقيات نفيسة مفتقدة اليوم عند كثير من المسلمين.

كما أن حكمة الأب والأم في تكوين نوع من المودة مع أصهار الأبناء سيصب في مصلحة ابنهم أو ابنتهم واستقرارهم الأسري ومن ثم سعادتهم، ليأتي النفع بعد ذلك من حيث لا يحتسبوا، فموقف الأمس القريب بالمقابر وبكاء شقيق زوجة ابن المتوفى وتضرعه بالدعاء إلى الله ليغفر للمتوفى كفيل بأن يفكر كل أب وأم في علاقته بأصهار الأبناء، فلا يدري من أين سيأتيه النفع في يوم لا يستطيع المرء ذاته أن يعمل عملاً ينفع به نفسه.

------------
ينشر بالتوازي مع موقع المصريون


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

زواج، الأب، الأسرة، المصاهرة، الموت،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-07-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  هل سينجح الفلسطينيون في اغتيال نيتنياهو وقيادات الكيان الصهيوني؟
  المخاوف الصهيونية من الحرب الإلكترونية الفلسطينية
  هل تفجر الضفة الغربية الثورة الفلسطينية المسلحة الكبرى؟
  المقاومة المصرية والمقاومة الفلسطينية
  كتائب القسام ومعركة العبرية
  تساؤلات لبايدن قبل توريط أمريكا في حرب فلسطين
  الغرب ومعركة الرحم
  تساؤلات مشروعة حول تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمة الإسلامية
  وقفة مع اصطلاح "زواج البارت تايم"
  أكذوبة الإلزامية في اتفاقيات المرأة الأممية
   العمل الإغاثي وتقنية الطائرات بدون طيار
  قراءة في كتاب: التوجهات العنصرية في مناهج التعليم "الإسرائيلية"- دراسة تحليلية (*)
  تربويات المحن
  كتاب المصطلحات الوافدة وأثرها على الهوية الإسلامية، مع إشارة تحليلية لأبرز مصطلحات الحقيبة العولمية
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (6)
  العالم يتجه نحو تشجيع زيادة النسل!
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (5)
  وقفات مع مصطلح "السينما الإسلامية"
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (4)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (3)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (2)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (1)
  المرأة السورية وفشل الحركة النسوية
  الزكاة والإغاثة ... استحقاق أم َمنّ ؟
  على غرار الرسوم الدنماركية جريدة الأهرام تصدم مشاعر المسلمين برسم كاريكاتوري يسئ للإسلام ويحرف كلام الله
  بيزنس الكتاب الجامعي
  ساويرس وفضيحة التنصت على المحادثات وبثها فضائياً
  أسطورة كسر الضلع !
  التمويل الشيعي والطابور الخامس
  المجاهرون بالإفطار في رمضان بلا عذر

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- جابر قميحة، المولدي اليوسفي، د - عادل رضا، مصطفى منيغ، د - مصطفى فهمي، د - الضاوي خوالدية، سفيان عبد الكافي، د - محمد بنيعيش، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - شاكر الحوكي ، حميدة الطيلوش، صفاء العربي، عبد الرزاق قيراط ، محمود طرشوبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، العادل السمعلي، أحمد ملحم، ياسين أحمد، صالح النعامي ، يزيد بن الحسين، أشرف إبراهيم حجاج، أنس الشابي، حسن عثمان، الهيثم زعفان، سليمان أحمد أبو ستة، د - المنجي الكعبي، علي عبد العال، عواطف منصور، أحمد بوادي، محرر "بوابتي"، د- هاني ابوالفتوح، محمد العيادي، أ.د. مصطفى رجب، كريم فارق، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحي العابد، فتحي الزغل، د. أحمد محمد سليمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مصطفي زهران، عمار غيلوفي، د- محمود علي عريقات، د - صالح المازقي، إيمى الأشقر، سعود السبعاني، الناصر الرقيق، سلوى المغربي، د. عبد الآله المالكي، ماهر عدنان قنديل، الهادي المثلوثي، رافع القارصي، رمضان حينوني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فوزي مسعود ، محمد يحي، علي الكاش، محمد أحمد عزوز، د. مصطفى يوسف اللداوي، عمر غازي، وائل بنجدو، جاسم الرصيف، عبد الله زيدان، إسراء أبو رمان، نادية سعد، محمد اسعد بيوض التميمي، د. خالد الطراولي ، صفاء العراقي، حسن الطرابلسي، د - محمد بن موسى الشريف ، صباح الموسوي ، رضا الدبّابي، رافد العزاوي، خالد الجاف ، رشيد السيد أحمد، منجي باكير، د.محمد فتحي عبد العال، يحيي البوليني، فتحـي قاره بيبـان، طلال قسومي، مجدى داود، أحمد الحباسي، د. طارق عبد الحليم، صلاح الحريري، د. أحمد بشير، سلام الشماع، د. كاظم عبد الحسين عباس ، طارق خفاجي، خبَّاب بن مروان الحمد، تونسي، أحمد النعيمي، بيلسان قيصر، فهمي شراب، أبو سمية، د- محمد رحال، كريم السليتي، سامر أبو رمان ، صلاح المختار، إياد محمود حسين ، محمد الياسين، عبد العزيز كحيل، ضحى عبد الرحمن، المولدي الفرجاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سيد السباعي، مراد قميزة، سامح لطف الله، محمد علي العقربي، عزيز العرباوي، محمود فاروق سيد شعبان، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. صلاح عودة الله ، محمد شمام ، محمود سلطان، عبد الله الفقير، عراق المطيري، محمد عمر غرس الله، محمد الطرابلسي، عبد الغني مزوز، حاتم الصولي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة