جاسم الرصيف
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6778 jarraseef@jarraseef.net
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يد، في ذات الجسد، لاتشوّه يدا الا ّ في حالة خبل.
* * *
لاحيرة، كا رأى البعض، في ظاهرة أن ( ينظّر ) بعض من يعدّ نفسه مقاوما ضد مقاوم !!.. المقاومة الوطنية كائن إنساني حيّ، قبل وبعد كل شئ، تمتلك كل مواصفات فرد في مجموعة أفراد، والعكس صحيح، على منطق وجودها كرد ّ فعل حي ّ، طبيعي، لوعي وطني يتعرض لمصادرة وأذى من قبل قوّة إحتلال لابد لها أن تستعين بمحلّيين يحمونها أو يروجون لها،، ولاخلاف حتى بين مجنونين من هذا العصر على تلك الحقيقة.
* * *
من خلال إشرافي على تحرير موقع عراقي وطني مقاوم لاحظت توقيتا عجيبا لتهاطل رزمة من المقالات، من مصادر مختلفة، تحمل راية ( المقاومة ) وذريعة ( الوطنية )، صبّت، ولاعجب، في إطار التقليل من شأن طرح الثقة من قبل فصائل مقاومة وطنية عراقية أخرى بالشيخ حارث الضاري ممثلا، ومرجعية ثقة، عنها، مما دعاني الى عدم نشرها ليس دفاعا أعمى عن الشيخ حارث الضاري بل إحتراما لحقيقتين :
أولا : أن لفصائل المقاومة، كلها وبدون إستثناء طبعا وطبيعة، أن تختار من يمثلها وأن علينا أن نحترم هذا الحق اذا كنا حقا نؤمن بتحرير العراق.
ثانيا : الاّ نقع في جملة من الفخاخ، المدبّرة أو الصادرة عن مراهقة سياسية، تصب في مصلحة الإحتلال من خلال تشويه وجه المقاومة العراقية وحقها الطبيعي في إختيار ممثل عنها في مثل هذه الظروف.
ولن أضع شفافية وجرأة وثبات مواقف الشيخ حارث الضاري من قوات الإحتلالات المركبة للعراق حقيقة ثالثة، علينا إحترامها حتى لو لم نكن من هيئة علماء المسلمين ــ ومواقفها معروفة مكشوفة للجميع ــ لأن الموقف الوطني الثابت للشيخ الضاري هو الإصل، والبذرة النظيفة، في بروز تلكما الحقيقتين على ساحة عراق اليوم، إزاء مواقف، ولابد ان نقولها بصراحة ووضوح : أقل شفافية وثباتا لقوى لاننكر وطنيتها وجهدها لتحرير العراق شابتها خطيئة حوارات مباشرة أو غير مباشرة مع قوى الإحتلالات على وهم تحرير العراق ( سياسيا ) !.
* * *
ولاخلاف بين عراقيين يؤمنان بتحرير العراق على أن : كل فصائل المقاومة العراقية، سواء تلك التي طرحت ثقتها بالشيخ حارث الضاري أو تلك التي طرحت ثقتها بالسيد عزة الدوري، وتلك التي لم تعلن بعد عمّن تثق به، كان لها، ومازال، الدور الأساسي في إفشال أحقر مشروع إستعماري طرح في مستهل هذا القرن من خلال ( الفوضى الخلاّقة ) و ( خارطة الدم ) : مشروع الشرق الأوسخ الكبير الذي قزّمته المقاومة العراقية بكل فصائها فصار شرقا صغيرا تلاشى على صخور أفعال شرفاء هذا البلد.
ولكن في غياب توحيد الرؤى من خلال توحيد القيادات الوطنية صارت لكل الفصائل رؤاها، وبعضها كما أسلفنا مدّ رجلا في خندق التفاوض السياسي مع قوات الإحتلال وإستبقى رجلا في خندق المقاومة، ولم نسمع من الشيخ حارث الضاري، ولامن هيئة علماء المسلمين، أنها تفّهت، أو قلّلت من شأن جهة تحمل راية المقاومة والوطنية، في وقت جاء فيه سيل ( التظيرات الوطنية ) بعد طرح الثقة بالشيخ حارث الضاري موازيا لسيل تشويهات من قبل قوات الإحتلالات المركبة للعراق ولاتفسر ذلك غير خطيئة المراهقة السياسية لبعض منظري المقاومة.
* * *
وصل الأمر ببعض هؤلاء المنظرين ضد حارث الضاري أن يطالبوا الفصائل التي طرحت الثقة به أن تقدم جردا بعملياتها العسكرية ضد الإحتلال، وللأمانة فإن هذا أضحكني إزاء بيانات صدرت عن قوات الإحتلال تشير الى أنها قد تعرضت الى مالايقل عن معدّل ( 100 ) هجمة يوميا منذ بدء الإحتلال وحتى يوم الجلاء عن المدن العراقية، فبرب ّ من طالب بذلك : هل تريد جردا بملايين العمليات منها لك ومنها لغيرك ؟!.
وذهب البعض الى المقارنة بين السيد عزة الدوري والشيخ حارث الضاري، وهنا يوثق ( المنظرون ) أزمة وعي حقيقية في مايكتب، لأن الأول من قائمة ال ( 50 ) المطلوبين لقوات البيت الأبيض منذ ماقبل الإحتلال وتعجز كل الدول، عربية وغير عربية، عن إستضافته، والثاني أعلن نفسه مقاوما بعد الإحتلال وغادر البلد تلافيا لبطش فرق الموت السوداء التي مازالت ترافق قوات الإحتلال،، والأول يتكئ على التأريخ العريق لحزب البعث العربي الإشتراكي، الذي عقّدت فصائله، بشقيها، المضبعة الخضراء وصارت للبعث ( فوبيا )، فيما يعتمد الثاني موقفا حديث العهد قياسا الى تأريخ البعث أرسى دعائمه بثبات الرؤى الشخصية ومن خلال هيئة علماء المسلمين،، والمقارنة، على مافيها من مفارقة، فجّة ظرفا ومضمونا لأنها لاتقدم ولاتؤخر في شأن تحرير العراق أنملة !!.
* * *
اذن علام كل هذه الضجة من البعض اذا كان الهدف تحرير العراق ؟!.
وهل حقا وبالضرورة أن يحرر السيد عزة الدوري أو الشيخ حارث الضاري البلد ولاأحد غيرهما ؟!.
وهل من تفسير لهذه الضجة غير المراهقة السياسية على ساحات السنة السابعة من الإحتلال المركّب ؟!.
أم هناك حملة مدبّرة، مقصودة أو طفولية، لمزيد من تشويه وجه المقاومة العراقية ؟!.
لست بحاجة لإجابات أعرفها سلفا لذا أقول : والله عيب أن تؤذي يد يدا في ذات الجسد.. عيب على شيباتكم.. وعيب كبير في هذا الظرف أن يشوّه الوطني وطنيا
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: