جاسم الرصيف
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7030 jarraseef@jarraseef.net
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
احتمالان لا ثالث لهما في السياسة الأمريكية الخارجية تجاه احتلال العراق :
إمّا أنهم لايعرفون أن العرب يكرهون غزاتهم طبعا (وطبعا)، وتلك مصيبة كبرى لأميركا وعملائها المحليين .. أو أنهم يعرفون تلك الحقيقة ولكنهم يتعمّدون تجاهلها عن حماقة على وهم تحقيق المصالح الدولية ، فتكون المصيبة لأعظم دولة في العالم أعظم مما يخيّل لهم .
* * *
في زيارتها الأخيرة ، أهانت السيدة هيلاري كلينتون الشعب العراق أكثر من مرة :
المرة الأولى : عندما دخلت الأراضي العراقية دون اذن من الشعب العراقي الذي يحتقر حكومته التي نصبها الإحتلال الأمريكي على أجنحة أكاذيب أطلقها مجرم الحرب بوش وشلته من تجار الحروب القادمين مع دبابات الغزو الأمريكي الأيراني المشترك .
المرة الثانية : أهانت الكرامة العراقية ، والوعي الشعبي الوطني العراقي ، بتوصيفها لمسيرة مجرمي الحروب في المضبعة الخضراء بأنها تسير في ( الطريق الصحيح ) الذي قتل مليون عراقي وشرّد ستة ملايين ودمّر العراق حتى جعله تاجا للفساد والإجرام الدولي فضلا عن تسليم إدارة العراق لملالي أيران .
المرة الثالثة :عندما أعلنت تبنيها لحكومة لايختلف مجنونان من هذا العالم على حقيقة أنها وليدة إحتلال غير أخلاقي لبلد لم يشكل خطرا حقيقيا ضد أميركا أو غيرها ، وقد حسب العراقيون هذا التبني ، مع طريقه الإجرامي الصحيح ، على إدارة أوباما قبيل أن تنتهي ال ( 100 ) يوما الأولى في البيت الأبيض .
* * *
واذا كان موظفو صدّ الأحذية في بغداد لم يخجلوا من إدّعاء الإستقلال والوطنية من زيارة جاءت دون إذن من راع لغنمه ، فقد قضت هيلاري بمثل هذا الظهور المفاجئ على آخر آمال الوطنيين العراقيين بأن إدارة أوباما قد تحدث تغييرا جذريا في سياستها الخارجية تجاه العالم ، وأوله العراق ،، ذلك ( التغيير) الذي تاجرت به نجوم الديمقراطيين الأمريكان ليصلوا البيت الأبيض من خلال مصارحة الناخبين الأمريكان ، قبل الرأي العام الدولي ، بأن إحتلال العراق شكل خطأ كبيرا في التأريخ الأمريكي ، وخطيئة أكبر في التأريخ الإنساني .
لقد أكدت هيلاري ، ومن بغداد ، وبدون خوذة لعجبي ، كما كما كانت تفعل كوندي ، بأن الخطيئة الأمريكية في العراق ستستمر فوثقت لإدارة أوباما أول الأخطاء في سياسته تجاه العراق والعراقيين باعلان وجهة نظرها بأن المضبعة الخضراء في الطريق الصحيح ، وبذلك وضعت وقودا جديدا لنار العراق بين عصابة مجرمين حاكمة وبين شعب محكوم بقوة السلاح ، واذا كان عراقي قد علّق : ( غسلنا أيادينا من أوباما الآن ) فقد علّق آخر: ( وغسلنا أقدامنا على الطريق الصحيح أيضا ) .
* * *
الطريق الصحيح يا هيلاري :
هو أن تقوم الإدارة الأمريكية الجديدة بحزمة متكاملة من المسارات الأمريكية في العراق ، إذا أرادت أن تكسب ( عقول وأرواح ) العالمين الإسلامي والعربي ، حزمة لابد أن تضم :
أولا : سحب آخر جندي أمريكي من العراق وبأسرع وقت ، والتخلّي عن حلم ( 100 ) سنة قواعدإحتلال على غرار كوريا واليابان .
ثانيا : غلق أكبر سفارة أمريكية بنيت بموجب الإحتلال .
ثالثا : القبض على كافة العملاء المحليين لأمريكا ولأيران الذين جروا كل هذه الكوارث للعراقيين وللأمريكان وتسليمهم للشعب العراقي لينالوا جزاءهم الحقيقي مشفوعا بإعتذار أمريكي رسمي عمّا جرى .
رابعا : تعويض العراق والعراقيين عمّا لحق بهم من أضرار من جراء الإحتلال .
خامسا : كشف الحكومات التي تواطأت مع مجرم الحرب بوش على إحتلال العراق وتحميلها مسؤولية ذلك كاملة أمام الرأي العام والعراقيين .
الطريق الصحيح يا هيلاري
هو الاّ تتعاملوا مع العراقيين الخلّص لقيم الدينية والوطنية على أنهم يمتلكون ذات صفات العملاء من مصدّات الأحذية الذين إستصحبتموهم مع دباباتكم في غزو العراق.
* * *
الطريق الصحيح يا سيدة كلنتون
أن تسمّوا الإحتلال احتلالا شرّد ستة ملايين إنسان داخل وخارج العراق وقتل مليون عربي ويتّم ملايين وأعاد البلد الى دوارس القرون الوسطى وقوانين الغاب .
الطريق الصحيح يا هيلاري
هو أن تعيدي التفكير بما هو صحيح.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: