البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تسونامي الهزائم الهادئة

كاتب المقال جاسم الرصيف    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6972 jarraseef@jarraseef.net


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كتبت مجلة التايم الأمريكية قبل أيام أن ( الحاجز الوحيد )، وأتحفظ على الوحيد، الذي يعيق الإنسحاب الأمريكي من العراق هو خوف واشنطن من إفتضاح خسائرها في العراق، كما ذكرت أن مردّ ذلك هو: ( حيرة واشنطن إزاء ترتيب شكل خروج قواتها دون أن تبدو بمظهر المتراج أو تترك الباب مفتوحا أمام إحتمال توجيه إنتقادات لها تشير الى أن الخسائر البشرية التي تكبدتها ذهبت دون طائل ).

ومع أن التايم نفسها تشكك ضمنا بالخسائر المعلنة من قبل البنتاغون في ماذهبت اليه، وثمة ما يعمّق هذا الشك من تقارير نشرتها جهات أخرى أفادت أن الخسائر البشرية الأمريكية أكبر بكثير من ( 4500 ) قتيل و ( 30 ) ألف جريح ومعاق تمت التغطية على أرقامهم الحقيقية تجنبا لإثارة الرأي العام الأمريكي، الإ ّ أن ( فضح الخسائر ) ليس الحاجز الوحيد لإعاقة الإنسحاب الأمريكي من العراق بكل تأكيد، وعلى أضواء جملة من المجريات الحالية والمستقبلية التي تؤثر مباشرة على إدارة أوباما :

أولا : المشكلة ليست في إعلان مفردة ( نصر )، اذ لم تشح لغات الدنيا عن بدائل مفردات، ولكن المشكلة في أن ادارة أوباما ملزمة ووفقا للتقاليد العسكرية المعمول بها أن تعلن وعلى وجه الدقّة والتحديد كل خسائرها البشرية والمادية التي حصلت على أجنحة أكاذيب بوش وزبانيته ( العراقيين )..
و( هنا تسكن العبرات ) كما يقول المثل العربي..

لأن إعلان خسارة جندي واحد عدا ما أعلن من قبل البنتاغون سينسف مصداقية أوباما، من حيث لابد أنه إطلع بعد تسنّمه منصب الرئاسة على كل الخفايا، ومنها خسائر الجيش الأمريكي،، أو سيجبره اعلان تمام الإنسحاب على إعلان أن البنتاغون كان يكذب طيلة تلك السنوات الماضية، فضلا عن أن سكوت أوباما عن أية إختلافات في الخسائر التي أعلنها البنتاغون سيكون عاملا سلبيا مؤثرا ضدّه في الإنتخابات الرئاسية عام 2012، ويرجى ملاحظة التوقيت : بعد تمام الإنسحاب من العراق.

ثانيا :من الواضح أن إدارة أوباما تدرس المرحلة بين 2009 الى 2011 على جملة من السيناريوهات ومنها :

*إمكانية إستثمار جهود المضبعة الخضراء لإستبقاء ( 50 ) ألف جندي تدفع رواتبهم من الأموال العراقية على غرار ما يحصل الآن في اليابان وكوريا الجنوبية وتحت راية مجلس الأمن الدولي وإتفاقيات بين محتل ّ وعملائه المحليين،
* كما تدرس إمكانية الإنسحاب النهائي بموازاة ذلك اذا لم تستقر الأحوال لصالح المضبعة الخضراء، وتدهور وضعها أمام ضربات المقاومة العراقية خلال هذه الفترة التي تنتهي عاد 2011،
وكلا الإحتمالين يقتضيان التمهل والتباطؤ في الإنسحاب طبعا،،
وثمة سيناريو آخر لإنسحاب عاجل، بغض النظر عن مصير المضبعة الخضراء، اذا ما استمرت حالة التدهور العسكري في أفغانستان تلافيا لهزيمة ستحسب على أوباما نفسه هذه المرة، اذا ماعاد أحد من الأمريكان مهتما بكلا الحربين الفاشلتين بإمتياز تأريخي مشهود ، وماعادت أموال البنتاغون تغري الشبان الأمريكان برحلات سياحية من هذا النمط القاتل، وإدارة أوباما تعرف تلك الحقيقة .

ثالثا :إدارة أوباما في دعمها المعلن للمضبعة الخضراء في العراق لاتؤكد قناعة بأن هؤلاء قد ( أبدعوا ) في ( كسب عقول وأرواح العراقيين )، وهي تعرف تماما أنهم مصدر الأكاذيب التي ورّطت أميركا وبريطانيا وكل من تحالف على غزو العراق متضامنا مع مجرم الحرب بوش.

ولكن إدارة أوباما تعلن ( استمرار دعهما ) لتجار الحروب المحليين في العراق، بوصفهم صناعة محافظين جمهوريين أمريكان ــ لأسباب إنتخابية أمريكية بحتة ــ لسحب ونفي كل الذرائع من تحت محافظي بوش عندما يتم الإنسحاب متمهلا تحت عذر : أن إدارة أوباما قدمت لتجار الحروب العراقيين كل الفرص المتاحة لديها والتي أرادها الجمهوريون الأمريكان، وأن هؤلاء ( العراقيين ) قد ضيعوا ( النصر!؟ ) الأمريكي بجشعهم وفرق موتهم الخارجة عن السيطرة الأمريكية نفسها، وهم من يتحمل مسؤولية الهزيمة أيا كانت مسمّياتها المستقبلية .

رابعا :في تباطئها في الإنسحاب من العراق تمنح إدارة أوباما فرصة لشركاتها العسكرية والأمنية والدبلوماسية لإستنزاف مالي ودبلوماسي لدول الخليج العربي، وبقية الدول العربية، على جناح سباق تسلح بينها وبين أيران، ( النووية )، وجناح حل القضية الفلسطينية، وستستمر على ذلك لحين إقتراب الإنتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة نسخا عن ( حليمة في عادتها القديمة ).. حيث لايستعيد الفلسطينيون دولتهم ولاتكون أيران نووية ومصير العراق: مجهول.

خامسا :ستكون ورقة الخسائر الأمريكية في العراق هي القاصمة لظهر الحزب الجمهوري عندما تقترب مواعيد الإنتخابات الرئاسية في أميركا سنة 2012، ومن ثم فإدارة أوباما ستماطل وبكل الطرق لعدم الإعلان عنها حتى يحين موعد كسر العظام هذا، على معنى ان التباطؤ في الإنسحاب من العراق يصب في ذات الإتجاه :

تأخير موعد اعلان الخسائر حتى الإنتخابات الرئاسية الجديدة التي يأمل منها الديمقراطيون برئاسة ثانية، وكلما كانت الفوارق كبيرة بين ما أعلن من قبل البنتاغون ــ ولاعجب هنا في عدم تغيير وزير الدفاع الحالي الذي نصّبه بوش ــ وما سيظهر من خسائر، كلما أبعد ذلك الجمهوريين وقرّب الديمقراطيين من رئاسة ثانية.
إنها لعبة على الطريقة الأمريكية تستحلب فيها كل الفرص في خطوط متوازية، في أمكنة مختلفة ولكن في زمن واحد، وليس كما ذهبت اليه، وتذهب وسائل اعلام ( الوجبات السريعة ) التي تستغرب تأخير الإنسحاب الأمريكي من العراق، خاصة وأن العرف العسكري يرى أن ( الإنسحاب أخطر من الهجوم ).

***
ممّا تقدم تنبئ الفترة القادمة بتسوناميات تطبخ على نيران أمريكية هادئة أمواجها ستغير كل شئ ضمن ( مثلث كابل ــ بغداد ــ واشنطن ).. وعساكم شهودا حاضرين !.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، جلاء، أوباما، المنطقة الخضراء، إنسحاب أمريكي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-08-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  طالب ومطلوب .. وفهم مقلوب
  بوش ومساعدوه .. قاب قوس من التحقيق
  تسونامي الهزائم الهادئة
  الأبيض والأسود .. ومابينهما !!
  قتل من يعرف.. ومن لايعرف مشروع قتيل
  هدية الله التي وصلت بريطانيا متأخرة من كنز العراق المفقود
  إبن باطل .. أتى بباطل !!
  شرعنة "الخيانة" الوطنية عربيا
  شمعتنا الأولى .. في ظلام سنة الاحتلال السابعة
  حارث الضاري
  خطاب أوباما القادم في يونيو / حزيران
  مضحكات "المضبعة" الخضراء في سنتها السابعة
  الطريق الصحيح يا هيلاري
  مجالس شيوخ العراق .. مقاومة أم مساومة ؟
  (ضيوف) العراق بعد 2011
  سعادة النغل في " العراق الجديد "
  المصالحة المشلوخة
  مع قراصنة الصومال
  مغالطات البنتاغون ربع الفصلية ( 1- 2 )
  أخطر مدينة في أخطر بلد
  جامعتنا العربية و ( اعداؤها )

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - مصطفى فهمي، مصطفي زهران، د. صلاح عودة الله ، د - محمد بنيعيش، حسن الطرابلسي، وائل بنجدو، المولدي اليوسفي، سيد السباعي، محمد الطرابلسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محرر "بوابتي"، أبو سمية، كريم فارق، مراد قميزة، د - شاكر الحوكي ، د- هاني ابوالفتوح، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي العابد، سفيان عبد الكافي، عبد الغني مزوز، إياد محمود حسين ، د. طارق عبد الحليم، رافد العزاوي، فتحي الزغل، ياسين أحمد، يزيد بن الحسين، المولدي الفرجاني، ماهر عدنان قنديل، تونسي، خالد الجاف ، د - الضاوي خوالدية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. أحمد بشير، محمد شمام ، فوزي مسعود ، أحمد بوادي، عمار غيلوفي، علي الكاش، رضا الدبّابي، رمضان حينوني، صباح الموسوي ، نادية سعد، عبد الله الفقير، عبد الله زيدان، العادل السمعلي، الناصر الرقيق، أنس الشابي، محمد العيادي، سلام الشماع، د - محمد بن موسى الشريف ، سامح لطف الله، بيلسان قيصر، حسن عثمان، محمود سلطان، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - صالح المازقي، أشرف إبراهيم حجاج، عراق المطيري، ضحى عبد الرحمن، مجدى داود، عبد العزيز كحيل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود فاروق سيد شعبان، عزيز العرباوي، أحمد النعيمي، محمد يحي، صلاح المختار، خبَّاب بن مروان الحمد، الهادي المثلوثي، د- جابر قميحة، محمد عمر غرس الله، رافع القارصي، عمر غازي، طلال قسومي، إيمى الأشقر، صلاح الحريري، محمود طرشوبي، د- محمود علي عريقات، محمد علي العقربي، إسراء أبو رمان، د.محمد فتحي عبد العال، يحيي البوليني، أحمد الحباسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. عبد الآله المالكي، عواطف منصور، صالح النعامي ، صفاء العراقي، حميدة الطيلوش، كريم السليتي، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد محمد سليمان، الهيثم زعفان، محمد أحمد عزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د. مصطفى رجب، حاتم الصولي، طارق خفاجي، صفاء العربي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- محمد رحال، فهمي شراب، مصطفى منيغ، د - المنجي الكعبي، عبد الرزاق قيراط ، د. خالد الطراولي ، أحمد ملحم، د - عادل رضا، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الياسين، جاسم الرصيف، محمد اسعد بيوض التميمي، رشيد السيد أحمد، سلوى المغربي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سامر أبو رمان ، علي عبد العال، سعود السبعاني، منجي باكير،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة