جاسم الرصيف
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6616 jarraseef@jarraseef.net
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
.. وأنا أتفرج على الفيديو البشع الخاص بضحايا السطو الحرفي المسلح على مصرف ( الزوّية ) في بغداد قبل أيام،، فرضت نفسها، من بين كل الأفكار الحزينة، حقيقة أن : من يعرف في العراق الجديد يقتل، ومن لايعرف مشروع قتيل على صدفة أو عمد التعرف على أسرار باعة الولاءات القادمين إلينا على دبابات غزو أجنبي وهم يلوّحون ب ( الديمقراطية ) نموذجا لشرق أوسط جديد.
* * *
في أوائل أشهر إحتلال العراق ضربت العالم العربي زوبعة حرب ثقافية لامثيل لها، وماعادت تخلو ساعة من ذكر الديمقراطية، والمظلومية، والأكثرية والأقلية، والديكتاتورية، مرورا بالقومجية، حتى خيّل للمواطن العربي أن عالي هذه الدنيا إنقلب سافلها، خاصة عندما سارعت دول لإفراغ جعبتها طوعا من المشبوهات، التي يفترض أنها نقيضة (للديمقراطية )،على مناضد الأكاذيب ال ( 935 ) لمجرم الحرب بوش لئلا تصاب، عمدا أو عن سهو، تلك الدول بعدوى ( ديمقراطية العراق الجديد ).
طريف المشهد في عالمنا العربي أن كثرة من ( مثقفيه )، مع بعض حكامه، كادوا يعلنون براءتهم من القومية العربية التي شاء لهم الله أن يولدوا من أبنائها، لأن ( نجوم ) دبابات الإحتلال في العراق أعلنوا هذه البراءة تأسيسا على مقولة بوش ( من ليس معنا فهو ضدنا )، وكأن قدر الله في خلقنا عربا صار، وعلى حين إحتلال جديد، من أسلحة التدمير الشامل التي يبحث عنها بوش وبلير ومن خلفهما كل القوى الصهيونية، وتحوّل عالمنا الى مسرح اكروباتيك ديمقراطي فريد، دوي الصواريخ فيه وهي تدمّر بغداد ( سمفونية ) عند البعض وأغاني محبّة وغرام عند البعض الآخر.
وفي السنة السابعة من عمر هذه ( الديمقراطية ) العتيدة تحوّلت ( يابان الشرق الأوسط : العراق ) التي وعدونا بها الى ثالث أفسد دولة في العالم، وإحتلت المركز الأول ــ وبلا منافس ــ بين دول العالم القاتلة الطاردة لأهلها، على دلالة ملايين مازالت خيام هجرتها وتهجيرها مشرعة لكل الرياح، ودلالة مقبرة إتسعت لأكثر من مليون شهيد مازالت تتسع للمزيد بموازاة عمر الديمقراطية الموعودة، التي صارت شتيمة يتحاشاها الأمريكان والبريطانيون قبل العراقيين وقبل كل العرب والمسلمين.
* * *
من يعرف يقتل، ومن لايعرف مشروع قتيل في العراق، تلك هي سيّدة الحقائق في العراق المحتل على جملة من الأسانيد :
(*) لاخلاف بين مجنونين في هذه الدنيا على أن أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية والأيرانية، التي ساهمت بالتخطيط لإحتلال العراق، بحثت لجنودها عن كعوب ووجوه أحذية متينة ملائمة لكل مواسم الحرب صنعت من جلدة الفساد في كل شئ، كابسة ماصّة لكل انواع الجرائم، وأحيل من يشكك بهذه الحقيقة للبحث في الماضي المشين لكل، ولا أستثني أحدا، من رافقوا دبابات الغزو.
(*) وجوه وكعوب أحذية جنود الإحتلال، وبعد وصولهم بغداد حصانا لطروادة عراقية، وظّفوا أشباههم وفقا لتعليمات قوات الإحتلال، طبعا وطبعا،، لذا لم تنجح أقوى الجهات، دولية ومحلية، على كشف حدود الإجرام المرتكب بحق الشعب العراقي أثناء الإحتلال،، وأفضل الأمثلة على ذلك أن الكونغرس في عهد بوش، وفي عهد أوباما، مازال يتكتم على ماجرى في سجن أبو غريب وعلى ماذكر وجها لوجه من فساد مالي خرافي كشفه راضي الراضي بعد هروبه الى أميركا، ناهيك عن جرائم الفساد والإجرام اليومي في العراق التي تحال الى لجان لاتقل فسادا وإجراما عمّن إرتكبها.
(*) لاأحد إطّلع على جرائم الحرب أو الفساد في العراق بقي معروفا ( كشاهد عيان )، الإ ّ فيما قل ّ وندر وغاب عن ذاكرة ربّاطات أحذية الجنود الغزاة، دوليين ومحليين،، كلهم غيّبوا ولا أحد يعرف مصيرهم اليوم، مع أن بعضهم ينكشف مصيره المأساوي على حين صدفة، أو حتمية، إعلامية كما حصل مع شهود العيان البريطانيين الخمسة الذين إختطفوا من مقر وزارة المالية بسيارات حكومية ثم قتلوا تباعا قبل أن يعلنوا عن وجود كنز عراقي، من مليارات الدولارات نقدا، سرقه مسؤولون كبارا في المضبعة الخضراء ومازال مدفونا في مكان ما من العراق الجديد.
* * *
وفي المحطة الأخيرة نرى جثامين ضحايا حراس ( مصرف الزوّية ) في بغداد، مقتولين باسلحة كاتمة للصوت، على طريقة أفلام هوليود، لأنهم عرفوا ان الجناة من عصابة نصف الفخامة، الشيوعي ثم البعثي ثم الدعوجي الإسلاموي من آل البيتين والثلاث ورقات : عادل عبدالمهدي،، كما نرى وبعد ساعات من تلك الجريمة، نوري، او جواد، أو أبا إسراء بدون معراج،المالكي وهو يتفاوض وجها لوجه مع ذات العصابة التي إختطفت وقتلت خبراء الفساد الإداري البريطانيين الذين كادوا يكشفون للعالم عن وجود واحدة من أكبر سرقات العصر في تأريخ البشرية : كنز من عشرات المليارات نقدا، سرق من عائدات النفط العراقي ومن المساعدات الدولية التي استلمتها وزارة المالية، التي يديرها اليوم باقر جبر صولاغ الذي توقع بريمر أن تشيّد له أيران تمثالا ضخما بطهران عن خدماته بالتبعية لها.
من يعرف بأسرار تجار الحروب الذين يحتلون العراق قتيل،،
ومن لايعرف هو مشروع قتيل !!..
ومن لايصدق هذه الحقيقة فليجرب الإطلاع على ماجرى ويجري في العراق ( الجديد ) بعد كتابة وصيّته اذا كان عاقلا.. !؟.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: