جاسم الرصيف
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6616 jarraseef@jarraseef.net
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
(لايعرف المرء الى أين تؤدي هذه الأمور.. وهي قد تطال مسؤولين كبارا في الحكومة)، هذا ماقاله العميل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيتر بروك للصحفي جونثان مان في السي ان ان تعقيبا على سؤال طرحه الأخير : ( هل يمكن أن ينتهي جورج بوش أو أي من مساعديه في السجن ؟! ) على ضوء المخالفات للقوانين الأمريكية بصدد طرق التعذيب التي إستخدمتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مع المعتقلين بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
وبطبيعة الحال فان فتح إدارة أوباما لهذه التحقيقات لاقى إنتقادات حادة وإعتراضات من قبل الجمهوريين، يرى المراقبون أنها إحترازية، أكثر مما هي تعبيرات عن حرص أمني، لئلا تطال التحقيقات بوش ومساعديه الذين خرقوا القوانين الأمريكية صراحة لإنتزاع إعترافات بوسائل وحشية من المعتقلين، مما دعى المدعي العام الأمريكي، أريك هولدر، الى إعلان ( قناعته ) بأنه هذه الإنتهاكات ( تستدعي التحقيق بها )
إتحاد الحريات المدنية الأمريكي يرى في ماجرى من إنتهاكات أن : (أي تحقيق يأتي وفقا لحقائق يتم الكشف عنها يؤدي الى إدانة مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى )، على معنى ضمني لايستبعد إدانة بوش وبعض مساعديه من ذوي العلاقة بهذا الأمر، دون تسمية صريحة بإنتظار نتائج التحقيقات وفقا للأدلة التي ستطرح على مناضد التحقيق الذي أقرته إدارة أوباما، والتي قد يطول بحثها، أو يقصر، وفقا لمعطيات وحراك الشأن الداخلي الأمريكي.
وفي هذا الإطار يقول المستشار القانوني في إدارة بوش، جاك غولد سميث، أنه وزملاؤه : ( يدركون بأن الرئيس ــ بوش ــ ومساعديه المباشرين يمكن أن يخضعوا للتحقيق يوما ما بسبب الخطوات التي إتخذوها بعد أحداث سبتمبر 2001 )، كما حصل مع الرئيس بيل كلنتون الذي إستجوب بسبب كذبه في فضيحة علاقته الجنسية مع مونيكا لوينسكي، وهذه السابقة الرئاسية الأمريكية تمنح المحققين بابا واسعا لتصديع رأس بوش ومساعديه بموضوع مخالفتهم للقوانين الأمريكية.
نعم..
هناك إمكانية اذا للزج ببوش وبعض مساعديه خلف القضبان، مع أن هذا الأمر يبدو غير مرجح للوهلة الأولى ، ولكنه ( ليس مستحيلا ) كما يرى المراقبون اذا ما تضافرت جهود تحقيق أمريكية نزيهة بالتوازي مع خرق القوانين الأمريكية ذاتها في سجن أبو غريب بشكل خاص، خاصة وأن لاأحد يمكنه التنبؤ بمجريات الشأن الداخلي الأمريكي الحساسة جدا والتي غالبا ما تتخذ صفة فضائح فجائية لاأحد يتكهن بنتائجها.
ومن المؤكد بموازاة كل تلك الحيثيات التي قد تقود بوش وبعض مساعديه الى السجن أن هذه الحيثيات ستكون محط ّ متابعة صارمة، وعن كثب، من بعض الشخصيات الأمريكية التي وصفت ( كبيرة ومتنفذة ) حسب ما يتسرب من أقوال، ومن قبل طرفي المعادلة في آن : ديمقراطيين وجمهوريين، من حيث أن نتائج هذه التحقيقات ستؤثر وبشكل كبير جدا على مستقبل الحزبين في البيت الأبيض.
وبهذا الصدد يرى المراقبون أن مسألة التحقيقات في إنتهاك القوانين الأمريكية مع المعتقلين، وأكثرهم عرب، سواء بسبب أحداث سبتمبر 2001 أو سجن أبو غريب، لن تتم إنعاكاساتها بمعزل عمّا يجري في الشرق الأوسط بشكل عام، وفي العراق وأفغانستان بشكل خاص، خاصة وأن دافعي الضرائب الأمريكان ماعادوا
وبطبيعة الحال ستكون التحقيقات سرية، وقد تستغرق مدة طويلة، ولكن أيام أميركا حبلى بالمفاجآت دائما، فهل ترى ضحايا أبو غريب الأصفاد في يدي بوش ومساعديه ؟!.
قولوا إن شاء الله !!.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: