الهيثم زعفان - مصر المشاهدات: 9938 Azeg333@yahoo.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لم تكن لدي رغبة فعلية في الكتابة هذا الأسبوع حول مخاطر التعليم الأجنبي، لاعتبارات عديدة أبرزها الظن بأن تفضيل الحيوانات على العرب في مناهج المدارس الأجنبية كاف لتحريك المسئولين وأولياء الأمور لمحاسبة المسئول عن تمرير تلك المناهج المحقرة للعرب، مع حماية الآباء للأبناء من هذا النوع التربوي التغريبي والذي ينفق عليه الأب أكثر من 50 ألف جنيه للطالب الواحد في العام الواحد، تزيد بحسب رقي المنطقة وثراء الدولة العربية المتواجد بها المدرسة الأجنبية، والمحصلة النهائية شبان وفتيات متغربون مغيبون عن عقيدتهم وهويتهم وقيم مجتمعهم، والولاء عندهم لدولة المدرسة التي تربوا فيها وتشكلوا، لا التي ولدوا فيها ونشأوا.
إلا أن الملاحظ أن بعض التعليقات التي وصلتني حول مقال الأسبوع الماضي ( الإبل أفضل من العرب في مناهج أبنائنا الأمريكية) قد تركت أصل الحديث وهو مخاطر مناهج المدارس الأجنبية ذات المنطلقات الغربية وأثرها على تشكيل وتربية الأبناء، لتتحدث عن الفرع المبني على القصة وهو صورة العرب الفعلية وما هم عليه من خلافات، وكأنه تبرير ضمني للقصة الأمريكية المدرجة بمناهج المدارس الأجنبية بأنها تعكس الصورة الحقيقية للعرب، لذا لزم إعادة دفة الأمور إلى نصاب مناهج المدارس الأجنبية ذاتها، وما تحويه من مخاطر على عقيدة وهوية أبناء هذا الوطن، بل وتمتد إلى شرفهم.
فمن هذه المخاطر الكارثية ما جاء في دراسة الدكتوراه (مخاطر التعليم الأجنبي على هويتنا) -والتي تمت الإشارة إليها الأسبوع الماضي- حيث كشفت صاحبتها الدكتورة بثينة رمضان عن أن كتاب مادة الاجتماع الذي يدرس على طلاب المرحلة الثانوية يتعرض لقضية الحرية الشخصية والجنسية واحترام طبيعة كل شخصية ورغبتها في اختياراتها، وفي ضوء ذلك يعرض الكتاب بعض النماذج الأمريكية التي استطاعت أن تحصل على ما وصفه الكتاب التربوي الأمريكي بأنه حقوقها في المجتمع الأمريكي، ومن هذه النماذج ( جمعية أنصار نادي العراه)، حيث يتناول الكتاب فكر جمعية أنصار العراه هذه وفلسفتهم، ويعرض صورة لهم، كما يتناول الكتاب الشواذ جنسياً حيث يعرض صور وقصة أول زوجين شاذين من الرجال، وهذه المادة وما تحويه من شذوذ جنسي يتم تدريسها في ظل مناخ اختلاطي مراهق ومن قبل مدرسين ومدرسات أجانب قد يكونوا مؤمنين ومبشرين بالمثلية الجنسية".
أعتقد أن الأمر الآن لا يحتاج إلى مجادلة أو تبرير لما يسمى بالتعليم المتميز داخل هذه المدارس الأجنبية، فأي تعليم هذا الذي لا يكتفي باللعب في هوية العرب وعقيدتهم ولكنه يقترب من المناطق الجنسية المحظورة، ليتخرج من هذه المدارس جيل من الشباب لا يتشرف أي أب أن يكون ابنه أو ابنته من هؤلاء، فالشاذ جنسياً وصمة عار لنفسه ولأسرته ولمجتمعه، نعوذ بالله من هذا الصنف من الناس.
إن الأمر جد خطير وهذه شهادة نضعها بين يدي كافة المسئولين عن التربية في مصر والعالم العربي بدءاً من الآباء انتهاءً بولاة الأمور، فالأمر بحاجة ضرورية لمراجعة المناهج التعليمية في المدارس الأجنبية من قبل الآباء قبل المسئولين، ومحاسبة المقصرين من المسئولين الذين أجازوا هذه المناهج المنحلة، وكذلك معاقبة كافة المدارس التي تدرس تلك الانحرافات بل وغلقها إذا لزم الأمر لعدم آمانتها في تربية أبناء الوطن، مع تقديم التربية على التعليم وتسليم الأبناء لآياد تربوية أمينة. والتشديد على الاهتمام بتطوير التعليم المحلي في مصر والعالم العربي حتى لا يكون المجتمع المصري والعربي أسير التعليم الأجنبي يلعب كيف يشاء في أساسات أبناء الأسر الميسورة المنجرفة وراء موضة التعليم الأجنبي طمعاً في مصطلح النخبة المزيف، كل ذلك قبل أن يفوت الأوان ويأتي اليوم الذي نرى فيه زواج مثليين مصريين أو عربيين تأثروا بالمناهج التربوية الداعية للمثلية الجنسية والتي تربوا عليها في تلك المدارس الأجنبية التغريبية.
أسأل الله ألا يأتي هذا اليوم.
-----------------
ينشر بالتزامن مع موقع المصريون
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: