البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عري النساء ودياثة الرجال

كاتب المقال الهيثم زعفان   
 المشاهدات: 16445 Azeg333@yahoo.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أثناء مغادرتي للمبنى الرئيسي للمجلس القومي للمرأة وفي المصعد شاهدت أحد العاملين بالمبنى والذي ينتمي إلى صعيد مصر وهو يمسك بجريدة صعيدية في يده وعلى واجهتها صور لفتيات شبه عاريات، فعاتبته بلطف وسألته عما دفعه إلى حمل هذا العري فإذا بموظف مبنى المجلس القومي للمرأة الصعيدي ينتشي مسروراً ويأتي لي بالصفحة الأخيرة بالجريدة ليطلعني على صورته المنشورة فيها وهو وخطيبته الأكثر عرياً من فتاة الغلاف، فغضضت بصري وقلت لا حول ولا قوة إلا بالله؛ لقد تعرت النساء عندما ذهبت غيرة الرجال.

إنك تتألم كثيراً من رجال يصلون في المساجد ويصومون رمضان ويعتمرون ويحجون وبناتهم وزوجاتهم يرتدين غطاء الرأس لكن أحوال ملابسهن لا ترضي رب العباد، وتتساءل هل أزمة العري عند هؤلاء مردها إلى الجهل بالدين أم إلى غياب الحزم المعزز للتعاليم الدينية، والمتمثل في النخوة و الرجولة؟.

وإذا قمت بجولة طفيفة في جامعات مصر ومعاهدها ستدمع فيها العين حزناً على نساء مصر وما وصل له حالهن مع ملابسهن، وتشتد الرأفة بالفتية المساكين المفروض عليهم هذا العري طوال العام، والذين يجدون البون الزماني شاسعاً بينهم وبين لحظة تذوق العسيلة الحلال.

وتتساءل أيضاً؛ إن كان هؤلاء الفتيات معظمهن تحت العشرين والولاية للأب، فإلى أي فئة من الرجال ينتمي هذا الأب التارك لابنته تنزل من بيته بهذه الصورة؟

هل لا يعرف مقومات الرجولة الشرعية؟ كلا! ولكن هناك فرقا كبيرا بين معرفة مقومات الرجولة الشرعية وبين توظيف الأب لتلك المقومات في داخل الأسرة، فمنذ عدة سنوات كنت راكباً في أحد الميني باصات في طريقي إلى الزمالك وكان بجواري شخص أخذ طوال الطريق يعطيني محاضرة عن النخوة والرجولة وكيف يكون الرجل حازماً في بيته، وأخذ يبدي استياؤه من العري في الشوارع وحال النساء وملابسهن، فتخيلته "سي السيد" في بيته، لكن! فجأة وبدون مقدمات التفتت إليه السيدة الجالسة أمامنا وقالت له (يلا يابابا علشان ننزل؛ وصلنا بولاق!)، وكانت زوجته ومعها ابنتها ذات الثمانية عشر ربيعاً، وعلى الرغم من وجود غطاء الرأس إلا أن التنافس كان واضحاً بين الأم وابنتها على التفنن في إظهار مفاتن أجسادهن، فتشتت ذهني لهذا الازدواج في الشخصية، وهذا الضعف من الرجال، وأيقنت أن هناك فرقا كبيرا بين المعرفة والتطبيق، وأن كثيرا من الدعاة ما قصروا في التبليغ، لكن التقصير كان في التنفيذ من قبل المتلقين.

فمن الميسر إذن لعملية نزول الطالبة من بيت أبيها وهي في هذه الصورة من العري؟ هل هي الأم؟ وهل البحث عن الزوج هو هدفها؟.
وما هي خامة هذا العريس الذي سينجذب للفتاة من خلال مفاتنها المطروحة للاكتتاب العام؟.ولماذا لا يستخدم الأب سلطاته المشروعة على ابنته؟.

نريد أن نتخيل مشاعر الأب وابنته نازلة أمامه بثياب تكشف أكثر مما تستر اشتراها لها بنفسه؛ ألا يغار على محارمه؟ وهل يكره دخول الجنة؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا يدخل الجنة ديوث، قالوا: ومن الديوث يا رسول الله؟ قال: الذي لا يغار على محارمه" رواه الإمام أحمد.

وإذا تحدثنا بالمنطق النفعي فإن النظرية النفعية تقوم على التساهل في أمر لجلب منفعة من وراء هذا التساهل، فأي منفعة سيجلبها عري المرأة على زوجها أو أبيها؟ إلا إذا كانت عيناهما ستنتفعان بمشاهدة عري الأجنبيات مقابل انتفاع الآخرين بمفاتن محارمهم المكشوفة للعامة.

السؤال المحير جداً هو لماذا بعض الرجال في مصر ضعاف الشخصية بحيث لا يستطيعون ضبط ملابس زوجاتهم وبناتهم؟.
هل ضعف الحالة الاقتصادية للرجل ونزول المرأة للعمل أديا إلى كسر شوكة الرجل، فصار تابعاً لهوى المرأة، مغازلاً لراتبها، عاجزاً عن ضبط ملابسها وملابس بناتها؟.
هل هو ضعف المعرفة الدينية؟ وإذا كان، فبما نفسر إذن التساهل في الملابس لدى قطاع عريض من المصريين تبدوا عليهم مظاهر المعرفة بالدين؟

هل هو ضغط الإعلام وتعزيزه لثقافة العري بحيث تألف العيون مشاهد العري في المجتمع؟ وإذا كان فهل هذا كاف لوأد نخوة بعض الرجال في مصر؟.

هل استحلال بعض الرجال في مصر للمال الحرام جعل الأب أو الزوج إمرأ سوء فتعرت سوآت نسائه؟.

لقد قيل قديماً "كل أمة ضعفت الغيرة في رجالها ضعفت الصيانة في نسائها".


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تغريب، المرأة، التعري، ديوث، مصر، حقوق المرأة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-03-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  هل سينجح الفلسطينيون في اغتيال نيتنياهو وقيادات الكيان الصهيوني؟
  المخاوف الصهيونية من الحرب الإلكترونية الفلسطينية
  هل تفجر الضفة الغربية الثورة الفلسطينية المسلحة الكبرى؟
  المقاومة المصرية والمقاومة الفلسطينية
  كتائب القسام ومعركة العبرية
  تساؤلات لبايدن قبل توريط أمريكا في حرب فلسطين
  الغرب ومعركة الرحم
  تساؤلات مشروعة حول تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمة الإسلامية
  وقفة مع اصطلاح "زواج البارت تايم"
  أكذوبة الإلزامية في اتفاقيات المرأة الأممية
   العمل الإغاثي وتقنية الطائرات بدون طيار
  قراءة في كتاب: التوجهات العنصرية في مناهج التعليم "الإسرائيلية"- دراسة تحليلية (*)
  تربويات المحن
  كتاب المصطلحات الوافدة وأثرها على الهوية الإسلامية، مع إشارة تحليلية لأبرز مصطلحات الحقيبة العولمية
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (6)
  العالم يتجه نحو تشجيع زيادة النسل!
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (5)
  وقفات مع مصطلح "السينما الإسلامية"
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (4)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (3)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (2)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (1)
  المرأة السورية وفشل الحركة النسوية
  الزكاة والإغاثة ... استحقاق أم َمنّ ؟
  على غرار الرسوم الدنماركية جريدة الأهرام تصدم مشاعر المسلمين برسم كاريكاتوري يسئ للإسلام ويحرف كلام الله
  بيزنس الكتاب الجامعي
  ساويرس وفضيحة التنصت على المحادثات وبثها فضائياً
  أسطورة كسر الضلع !
  التمويل الشيعي والطابور الخامس
  المجاهرون بالإفطار في رمضان بلا عذر

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  24-05-2011 / 23:30:14   محمود


هو في جريدة في الصعيد بالصفة اللي بتقولها دي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - محمد بنيعيش، علي عبد العال، أحمد الحباسي، أنس الشابي، محمد أحمد عزوز، سامر أبو رمان ، كريم فارق، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سلام الشماع، رمضان حينوني، د- هاني ابوالفتوح، سامح لطف الله، فهمي شراب، د. مصطفى يوسف اللداوي، سليمان أحمد أبو ستة، أبو سمية، محمد شمام ، محمد يحي، رشيد السيد أحمد، مصطفي زهران، د- محمود علي عريقات، مصطفى منيغ، د. أحمد بشير، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بوادي، د - المنجي الكعبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد علي العقربي، منجي باكير، عزيز العرباوي، فتحي العابد، ياسين أحمد، أحمد النعيمي، د. عبد الآله المالكي، صباح الموسوي ، رافع القارصي، عبد العزيز كحيل، عراق المطيري، د - صالح المازقي، أ.د. مصطفى رجب، طلال قسومي، محمد عمر غرس الله، صلاح المختار، د- جابر قميحة، حاتم الصولي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الهيثم زعفان، محمود سلطان، يزيد بن الحسين، أشرف إبراهيم حجاج، د - شاكر الحوكي ، بيلسان قيصر، العادل السمعلي، د. خالد الطراولي ، محمد العيادي، وائل بنجدو، ماهر عدنان قنديل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الله الفقير، سيد السباعي، سفيان عبد الكافي، سلوى المغربي، رافد العزاوي، صالح النعامي ، د - عادل رضا، تونسي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الياسين، جاسم الرصيف، صلاح الحريري، أحمد ملحم، نادية سعد، رضا الدبّابي، د - مصطفى فهمي، مجدى داود، يحيي البوليني، محرر "بوابتي"، د. صلاح عودة الله ، خبَّاب بن مروان الحمد، إسراء أبو رمان، د - محمد بن موسى الشريف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. طارق عبد الحليم، إياد محمود حسين ، محمود طرشوبي، حميدة الطيلوش، المولدي اليوسفي، صفاء العراقي، ضحى عبد الرحمن، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن الطرابلسي، عبد الله زيدان، مراد قميزة، حسن عثمان، طارق خفاجي، عبد الغني مزوز، علي الكاش، صفاء العربي، كريم السليتي، المولدي الفرجاني، إيمى الأشقر، فتحـي قاره بيبـان، سعود السبعاني، د- محمد رحال، عبد الرزاق قيراط ، فتحي الزغل، خالد الجاف ، الهادي المثلوثي، محمد اسعد بيوض التميمي، عمر غازي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - الضاوي خوالدية، الناصر الرقيق، فوزي مسعود ، محمد الطرابلسي، عمار غيلوفي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عواطف منصور، محمود فاروق سيد شعبان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة