البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

كلمة حـق نصدع بهــا...في انتظار الجواب !!!

كاتب المقال د.خــالد الطـراولي    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 10546


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في الحقيقة مقالي هذا يطرح أسئلة واستفهامات ومحاولة قراءة حدث، أكثر من أنه يلامس المقال العادي بمنهجيته ودوافعه...أريد أن أفهم ماذا يقع للمحجبات في تونس...؟ سلسلة من الروايات والأحداث والقصص التي تقارب الأساطير تصلنا منذ مدة ولا يكاد يخلو منها موقع حقوقي أو سياسي تونسي معارض...أحداث تتوالى تباعا حتى أصبحت ظاهرة عجيبة غريبة، وانتفت عنها صورة الحادثة المعزولة والمرتبطة بمزاج شخص وقرار فرد... كل يوم وليلة تطرق مسامعنا وتنبه أبصارنا وترج قناعات البعض وتحرج البعض، أن هناك مشكلة في تونس اسمها الحجاب!

فإذا كان الأمر غير ذلك فالرجاء من أصحاب القرار في تونس أن يكذبوا هذه "المزاعم" جملة وتفصيلا مع توضيح عيني للمتحدَّث عنهن، وإذا كانت هناك مواقف معزولة، خاصة وأن الأنباء تورد أسماء الفاعلين والأزمنة والأمكنة، من مدارس ومدن وقرى وأسواق ومخافر شرطة، فليس على سلطة الإشراف إلا معاينة الحادثة عن قرب وإعلان معالجتها، وتوضيح أن تونس ليس لها مشكلة مع الحجاب وأن ما حدث يبقى محصورا في بعض الموظفين الشاذين، من المغالين أو من مرضى النفوس، وأن الأمر قد وقع معالجته!

إلى هنا تبقى الصورة شبه جميلة والأمل يبقى قائما، غير أن الصمت المتواصل من قبل السلطات، وتراكم الأحداث وتكررها من بقعة إلى أخرى، يجعلنا نكاد نميل إلى طرح هذه الدفعة الثانية من الاستفهامات الأكثر إزعاجا لنا ولغيرنا :

1 / هل هناك خطة مضبوطة ومنهجية معينة يسهر عليها فريق داخل السلطة بعلم الجميع أو دون علمهم، تسعى إلى إزعاج المحجبات وإيجاد حالة من الفزع والخوف لديهن حتى لا يشعرن بالأمان؟ هل هي محاولة لتطويق الظاهرة دون كثير من الجلبة الإعلامية حتى تعلم من تريد التحجب أن بابا من جهنم قد فتحته على نفسها وعلى أسرتها؟ هل هو رجوع إلى الوراء وعودة إلى صورة مقيتة شهدتها سنوات التسعينات مع خططها وتجاوزاتها، ولا نريد إيقاظ شيطانها؟

2 / لماذا هذا التعنت في ترك المنشور 108 قائما رغم لا دستوريته واعتبار أحد المحاكم بعدم قانونيته؟ فقد بقي هذا المنشور طيلة ثلاثة عقود كشبه عصا "قانونية" مرفوعة في وجه الأخوات المتحجبات، حتى إذا تهور أحدهم وسلك مسلكا غير مسئول في تعامله السيئ مع المحجبات، رفع يافطة القانون عاليا، فعمله مدعوم بمنشور وهو "لا يلعب" في التسلل خارج القانون!

3 / إن الصمت المطبق الذي تقابله هذه السلسلة من الأحداث لم يبق إعلاميا مقتصرا على الفضاء الرمزي التونسي، فلا تكاد تطرق المواقع الأجنبية والمنتديات العامة إلا ويجابهك هذا الكم الهائل المتعاطف مع ما تتعرض له المحجبات في تونس، بل أصبح الإطار التونسي جملة وتفصيلا عند البعض معاديا للحجاب وللإسلام! فهل كانت غاية هذه الأحداث ضد الحجاب والعاملين على إذكائها تشويه سمعة البلاد تجاه الإسلام عموما، إني أتسائل مع تواصل هذا الصمت المريب؟؟

4 / لقد كتبت منذ شهور مقالا حول "تونس والإسلام، الحقيقة المرة" ويبدو أنه لم يعجب أطرافا في السلطة، وكم تمنيت أن أكون مخطأ! فلا يُظَن أن دفاعانا، الأمس واليوم وغدا، عن الإسلام في تونس، أو عن المحجبات، هو من قبيل السياسة الضيقة، ولا حتى التدافع السياسي السليم، رغم الإقصاء والتهميش من السلطة ومن غيرها، فالشعيرة الإسلامية ملك أصحابها دون تحزب أو تسيس. وسنكون سعداء حين يكون للإسلام شعيرة وسلوكا، عبادة ومعاملة، كل الاحترام والتقدير في بلد كان من الأوائل في رفع هذه الراية منذ أكثر من 13 عشر قرنا مضت، فعقبة حي لم يمت والزيتونة لم تخر. فمتى يفهم ذلك ويستبين الطريق؟

لست أدري إن كان كلامي سيصل إلى أصحاب القرار في تونس في مستويات عليا، لأنه يتجاوز الإطارات الصغرى أو الوسطى لأهميته الكبيرة، ولكني أنتظر من داخل هذه الضفة نفسها تجاوبا مع حديثي من بعض أطرافها، لأني لازلت أؤمن أنها لا تحمل كل السواد، وأن هناك ولاشك أطرافا طيبة يزعجها ما يزعجنا، وترفض ما نرفض، وتريد ما نريد من احترام وتقدير للحجاب و من مكانة ورفعة للإسلام وأهله...

حديثنا هذا ليس افتراء على أحد أو تصعيدا في مواقف وممارسات، ليس فيه أدنى ذرة من سياسوية أو بحثا عن مقام، ولكنه نداء واستيضاح وتوضيح يندمج في منهجيتنا الثابتة في البحث عن الإصلاح القويم ما استطعنا إلى ذلك سبيلا في ظل مصالحة بين الضفاف على أساس احترام كرامة المواطن أولا.

هي كلمات لعلها غير مرتبة، ولكنه حديث نابع من الأعماق يرجه هاجس يؤرق ولا يرحم.. حديث يريح ضميري ويخفف عني كمواطن عادي حر بعض وطأة المسؤولية تجاه الوطن وأهله وتجاه التاريخ، وهي كلمة حق لا بد منها تجاه أخوات طيبات طاهرات، مواطنات عاديات، لا يحملن أي عداوة تجاه الوطن، ولا حسابات سياسية في لعبة تتجاوزهن، وليس لهن إلا قطعة قماش طيبة ملقاة على أجسادهن الطاهرة، يرونها تلبية منهن لدعوة ربهن، وتأكيدا لحريتهن.


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-11-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الشعب يريد الانتخابات الفورية...رسالة برقية إلى أهل الشرعية
  التقارب بين النهضة ونداء تونس...أسئلة الحيرة !!!
  بعد قراءة كتاب "حاكمة قرطاج"... موقفك من ثلاث...
  لقد رأيتها بعد 14 سنة ونيف...
  الإسلاميون والانتخابات والاستخلاف : نشارك أم نقاطع ؟ النموذج التونسي
  رمضـان وناسك المدينة
  نحو ترشيح الدكتور الصادق شورو للرئاسيات (مشروع مبادرة من اللقاء الإصلاحي الديمقراطي)
  لمــاذا لا يريد بعض الإخوة الخير لبعضهم ؟ أو حتى لا يفشل الإعلام المعارض!
  هل غابت الجماهير العربية في تاريخها وحاضرها ؟
  La Finance Islamique en France et les intermédiaires… Quelques recommandations
  العـودة ومؤتمـرها أين الخلـل ؟ -2-
  العـودة ومؤتمـرها، أين الخلـل ؟
  هل فوّت الاقتصاد الإسلامي "فرصة" الأزمة
  هل تراجع الشيخ سلمان العودة عن شهادته حول تونس؟
  من كان حقيقة وراء الأزمة العالمية ؟ من التشخيص إلى البحث عن البديل
  الإســلاميون وصهر الرئيس : أين الخلل ؟ نموذج للعلاقة مع السلطة
  هل أدافع عن محمد صلى الله عليه وسلم في بيتنا ؟
  أزمـة البورصة والمقاربة الإسلامية
  رأيت رسـول الله، صلى الله عليه وسلم
  المواطن..المواطنة..الوطن السلسلة الذهبية المفقودة
  الأزمة المالية ومعالم البديل الإسلامي
  قامـوس غـزة الجديد إلى العالم
  غـزة وأسئلة طفلي الحرجـة !
  مطلوب عنـوان لمجزرة
  مشـاهد من وراء خطوط النـار الجزء السادس*
  مشـاهد من وراء خطوط النـار الجزء الخامس*
  عذرا، لا أريد أن أكتب عن غزّة!!!
  من خُفَي حُنين إلى حذاء الزيدي : حوار المقامات
  اجعلوا أضحيتكم وحجكم المكرَّر لأهل غـزة!!!
  كلمة حـق نصدع بهــا...في انتظار الجواب !!!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رمضان حينوني، إسراء أبو رمان، د - مصطفى فهمي، عمار غيلوفي، محمد عمر غرس الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - المنجي الكعبي، صالح النعامي ، فتحـي قاره بيبـان، أ.د. مصطفى رجب، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد يحي، رافد العزاوي، د. خالد الطراولي ، د - الضاوي خوالدية، د - صالح المازقي، محمود فاروق سيد شعبان، ياسين أحمد، صفاء العربي، محمد الطرابلسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محرر "بوابتي"، عبد الرزاق قيراط ، خبَّاب بن مروان الحمد، ماهر عدنان قنديل، يحيي البوليني، وائل بنجدو، الناصر الرقيق، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله زيدان، حميدة الطيلوش، تونسي، إياد محمود حسين ، المولدي الفرجاني، حسن عثمان، د. طارق عبد الحليم، علي عبد العال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود طرشوبي، فوزي مسعود ، عبد الله الفقير، مصطفى منيغ، علي الكاش، أنس الشابي، خالد الجاف ، رافع القارصي، سفيان عبد الكافي، مراد قميزة، مجدى داود، كريم السليتي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. عبد الآله المالكي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أبو سمية، سيد السباعي، أحمد الحباسي، فتحي الزغل، منجي باكير، أحمد ملحم، د - شاكر الحوكي ، عواطف منصور، محمود سلطان، د.محمد فتحي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح الحريري، د - محمد بنيعيش، د- محمود علي عريقات، نادية سعد، د. مصطفى يوسف اللداوي، جاسم الرصيف، سلام الشماع، عراق المطيري، سلوى المغربي، محمد أحمد عزوز، يزيد بن الحسين، حسن الطرابلسي، ضحى عبد الرحمن، مصطفي زهران، كريم فارق، حاتم الصولي، محمد شمام ، عزيز العرباوي، د. صلاح عودة الله ، د- محمد رحال، فهمي شراب، الهادي المثلوثي، إيمى الأشقر، أحمد بوادي، عمر غازي، سعود السبعاني، د- هاني ابوالفتوح، د - عادل رضا، صلاح المختار، صفاء العراقي، محمد العيادي، فتحي العابد، رضا الدبّابي، رشيد السيد أحمد، صباح الموسوي ، الهيثم زعفان، سامر أبو رمان ، أحمد النعيمي، د- جابر قميحة، سامح لطف الله، د. أحمد بشير، د - محمد بن موسى الشريف ، طلال قسومي، عبد الغني مزوز، محمد الياسين، د. أحمد محمد سليمان، العادل السمعلي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة