د.خالد الطراولي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7815
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
صورة جديدة ثلاثية الأبعاد، صداقة ووفاء واستبشار، الجميع مسرور، السبسي والغنوشي يتصافحان والجبالي في قمة السعادة، تقارب وبداية مشوار؟؟؟
السياسة ياسادة يامحترمين كما علموها لنا ولا يزالون ليست فيها صداقات دائمة، صديق اليوم عدو الأمس والعكس صحيح... وليس في السياسة أخلاق ولا مبادئ ولا قيم...خناجر كلها، مصالح كلها، وضحكات صفراء... لغة السياسة المصلحة الذاتية والحزبية والدوس على الأقدام، ومساندة الواقف حتى يسقط، حتى اذا سقط نثرنا عليه التراب...
المبادئ والثوابت ليس لها مكان، والأخلاق والقيم ليس لها عنوان، سواء رفعتَ يافطة اسلامية أو علمانية، سواء لبستَ جبة وشاشية أو بنطلون وقبعة، سواء أطلقتَ اللحية أو حملت خاتما وقلادة، فالسياسة تجمعكم بلا قيم ولا مبادئ ولا أخلاق، ومن لم يفقه معنى السياسة فعليه مغادرة المكان ويبحث عن أول مغارة ليصيح ويسمع صداه.
لقد أوجعتم رؤوسنا بأن نداء تونس شرّ كله، وكر للتجمعيين والمفسدين...أزعجتم مسامعنا حتى مللنا، بالتحضير لقانون تحصين الثورة من الظالمين والفاسدين...أطنبتم في ذكر الثورة وشهداء الثورة ومطالب الثورة حتى خلناكم أنتم الثورة...وعود وعهود وضحك على الأذقان !!!
اليوم انكشف الغطاء وتعرى الصنم...هل تريدون تقاسم حكم البلاد مع جلاد الأمس؟
هل أصبح همكم الجديد درة وصولجان وحقائب وتقاسم امتيازات الحكم والسلطان؟
هل أصبحت السلطة غاية وليست وسيلة للآفاق، وسيلة لخدمة الناس وتنزيل ما حلمنا به جميعا من أن المشروع الاسلامي خير كله، رفاه كله، بركة كله، وسعادة الإنسان، والسياسة كانت ولا تزال عندنا أخلاق أو لا تكون، قيم أو لا تكون، وسيلة لتنزيل مشروع اساسه أخلاقي وجوهره قيمي ولا يساوم مع العدوان؟
لقد غيرتم العناوين والأسماء التي أمامكم وحافضتم على الأجساد، غيرتم وجوهها وملأتموها بالمساحيق وصافحتم أياديها وعانقتم بالأحضان، غاب رأس الاستبداد وترك منظومته ورجاله، يرتعون ويمرحون ويتجرأون، قلتم من دخل بيتنا فهو آمن ومن ظل بعيدا فليس عليه حساب، فهل حقيقة أنتم ثوار؟؟؟
أتسائل اليوم ياسادة يامحترمين، اخوة الأمس واليوم، وبكل جرأة وقد استعصى علي الجواب :
لماذا قامت الثورة؟ وعلى من قامت الثورة؟ ومن أجل من قامت الثورة؟ واني انتظر البيان !!!
--------
د.خالد الطراولي
رئيس حركة اللقــاء
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: