د- ضرغام الدباغ - ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1024
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أين الحكمة في هذه : أن تذهب إلى الدب الجريح الجائع، فتستفزه وتهينه، وتشعره بالخطر، وتستحثه أن يهاجمك، وحين لا يجد الدب أمامه حين يبلغ الهياج أشده، إلا أن يهجم ويجرح، ويثأر لنفسه ولكرامته، فتقم أنت ويتعالى منك الصراخ، وتطلب النجدة من ضبع ....؟ قل لي أين الحكمة في هذه ..؟
أنا لا أقبل بالضرب والجرح والزثير والخوار، ولكن بنفس الوقت تجاهل التهديد بدرجاته القصوى سذاجة .. وإذا كانت روسيا التي تمتلك 6500 رأس نووي وعدد لا يحصى من الصواريخ البالستية العابرة للقارات، ذات الدقة البالغة في إصابة الأهداف، دولة كهذه لا تشعر بالأمان، ألا نتفهم (لا أبرر) قلقها ..؟
لماذا رفض طلبها حين أرادت الانظمام للناتو فرفض طلبها في عهد الرئيس كلنتون، وفي لقاء قمة مالطا (1989) نهاية الحرب الباردة، كانت قد قبلت بحل منظومة الدول الاشتراكية وحلف وارسو، ولم تشترط بالمقابل حل حلف الناتو، بل طلبت عدم اقتراب الناتو من حدود دولة روسيا، فوافقوا شفهياً، وفاتهم أن يطلبوا ذلك تحريرياً (وتلك غلطة)، وإن كانت أميركا لا عهود لها لا شفهية ولا مكتوبة. فأقترب الناتو من روسيا حتى بلغوا تخومها ... لماذا ...؟
ـــ يقول الجنرال الباكستاني وهو يتجرع خيبة علاقاته مع أميركا: " المتعامل مع أميركا كبائع الفحم، عليه أن يتقبل أن يغمره السخام الأسود "
ـــ ويقول الرئيس المصري السابق. " من يتغطى بأميركا عريان ...! "، لاحظ عمق الألم في التجربة ..!
أميركا أرادت من أوكرانيا المليئة بالمتناقضات والمتعارضات أن تجعل منها بؤرة مشاكل، تتعب روسيا من خلالها، وأن تجعل منها مقراً وممراً لألعابها .. وأن تضع فيها قواعدها الخطرة، وأن تصبح من خلالها على مرمى حجر من موسكو، وأجزم أنها كانت تعلم أن موسكو سوف لن تقبل بهذا التطور الذي يحمل المخاطر الجمة (على أصعدة عديدة) على الأمن القومي الروسي .. والقبول بهذا الخطر سيجعل من الخطوة المقبلة حرباً نووية شاملة لا تبقي ولا تذر ..! احتمالاً معقولاً، فلماذا يتعين على روسيا قبول هذا الخطر الساحق الماحق ....؟
الأمريكان كانوا واثقين أن الروس سوف لن يقبلوا أن يصبحوا على مرمى الحجر ..وأنهم سوف يردون، ولكن كيف سيردون ..؟ وعلى طبيعة الرد سيتكشف مدى قوة الموقف الروسي، وقدراتهم العسكرية، ويأملون بمقاومة اوكرانية (ولكن ..لا تنتظروا مساعدتنا المباشرة)، تلحق أكبر قدر من الخسائر المادية (عتاد وأرواح) وسياسية بشد موقف بلدان الناتو الأوربية، وتكريس زعامة أميركا المهزوزة بشدة، بعبارة أخرى ..جعلوا من أوكرانيا فأر تجارب ..وساحة اختبارات وميدان رمي ..وسيدفع طراطير الأوكرانيون ولمن يعشق الروك أندرول وبنطلونات الجنس والاباحية منهم سيدفعون ثمناً باهضاً ..! في محاولاتهم البائسة تقليد الأمريكيين.
مالذي سينجم عن الحرب ...
ـــ ستمثل مفارقة تاريخية، ومفصلاً مهماً وافتتاحية عصر انهيار لنظام العولمة، وربما ملحقات أخرى.
ــ أن المارد الأمريكي قد تحجم (رغم كون يمتلك أضخم ميزانية دفاع في العالم)، وعليه أن يعود لقمقمه ..وأن الصفحات المقبلة تشير أنه سيخسر ساحة شرقي آسيا، والهيمنة المطلقة على حوض المحيط الباسفيكي.
ــ روسيا موجودة في أوربا كياناً وقوة سياسية واقتصادية وعسكرية. لابد من حساب حسابها بدقة.
ـــ مستقبل التفاعلات السياسية والاقتصادية في القارة لا تنبأ بخير عميم ..بعد أن اهترأت مصطلحات : حقوق الإنسان، والديمقراطية، والأقليات، فهذه مصطلحات تستخدم في بورصة السياسة الأمريكية / الغربية، كما يجري الأمر في سوق الأوراق المالية (البورصة).
ــ هذه التداعيات وغيرها ستنهي الأحادية القطبية، إلى نظام تعدد الأقطاب.
ــ وهذه المعطيات ستقود إلى تقاسم جديد للعالم.
والمخطط أعلاه يشير إلى الفارق الكبير جداً بين ميزانية الحرب الامريكية والروسية، نحو 12 ضعفاً، وأربعة أضعاف الميزانية الصينية ...... وهذا يؤكد مكانة القوة بين الخيارات الامريكية ...
1. ميزانية الدفاع الامريكية : 731,8 مليار دولار
2. الصين : 261,1 مليار دولار
3. الهند : 71.1 مليار دولار
4. روسيا : 65,1 مليار دولار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقل الدول
1. تركيا : 20,4 مليار دولار.
2. هولندة : 12.1 مليار دولار.
3. إيران : 12,6 مليار دولار .
4. إسرائيل : 20,4
5. بولونيا : 11,9 مليار دولار
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: