فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 337 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نحن لانتفق على مسطرة نقيم من خلالها الواقع، فكيف سنتفق حول أفعال ذلك الواقع، بل نحن أساسا في عمومنا لانملك مسطرة نميز ونصنف بها الناس وإنما نعتبر الكل سواء، فنتحرك سائبين هائمين بما يقرب لعشوائية الأطفال والسذج، زادنا "النية الطيبة ودعاء الوالدين"
نحن نتحرك بناء على ضمنيات وفرضيات غير مثبتة ولا تجد من يأخذ مسؤولية اعادة النظر فيها وهي التي في عمومها غير صالحة وفي أفضلها غير دقيقة، فيكون نتيجة ذلك أن أفعالنا فاسدة ولا أثر لها في تغيير الواقع، مثل الفرضية الضمنية التي تقول أن واقعنا في بنائه المؤسس منذ عقود دولة الإستقلال سليم، ويصح البناء عليه من دون مراجعة، رغم أن هذه فرضية غير صحيحة
نحن نولع بالعموميات والألفاظ الطنانة التي لاتعلق لها بالواقع، من مثل الحرية والكرامة والإسلام صالح لكل زمان ومكان، لكننا لا نبحث تفاصيل تلك المفاهيم أي معانيها في مستوى الواقع
فيكون نتيجة ذلك أن كلامنا يتحول لحشو لايصلح إلا للتباري في الكتابة العائمة، ثم يؤدي لمزيد تكريس هواننا
نحن نزعم كره التبعية للغير لكننا نتعامل مع دعاة التبعية منتسبي فرنسا ونعتبرهم منا، ونزعم نصرة الاسلام لكننا نتقرب ممن يحاربه ويسن القوانين لسجن أهله، ونتحدث عن الهوية لكننا نسكت عن استبعاد لغتنا العربية وإهانتها ونغضي عن بل ونصاحب أولئك من بيننا من يحاربها، وندعو للمنهجية والفاعلية لكننا نمضي وقتنا في الهزل والهذر والسب