الأعمال التلفزية المتهتكة يجب رفضها لأصلها وليس لتفاصيلها
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 221 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الناس يفترضون عادة أن مايطرح عليهم صواب في أصله وإن كان من مشكلة فهي في التفاصيل، وأنه لايوجد إلا احتمال واحد للتعامل مع الواقع وهو نقاشه
أي أنهم يفترصون أن كل ما وجد فهو صواب، وأقل صوابيته تتمثل في وجوده
بينما الحقيقة هي أن هذا كلام غير سليم، لأنه هناك احتمال آخر وهو أن يكون ذلك الموجود فاسد ابتداء وليس صوابا، والتعامل بالتالي يكون بالرفض من دون الدخول في التفاصيل، لأن التفاصيل لاتصح إلا حينما يكون إطارها الأعلى صوابا، بالتالي حينما تكون غير موافق على السياق فلا معنى لتناول التفاصيل
هذه نقطة منهجية هامة جدا، عدم إدراكها يجعل الناس ضحايا يساقون للقبول للتطبيع مع محتويات الواقع
رفض الأعمال التلفزية المنفلتة ليس يلزم منه نقاشها وتتبع نقاط فسادها مع مغالبيك أصحاب تلك الأعمال، لأن ذلك قد ينتهي بك للقبول ببعض تلك الأعمال حيث قد يبدى الطرف الآخر (المنتج، المخرج، المنشط التلفزي...) تفهما وسيتخلى على بعض المشاهد الحميمية المتطرفة مثلا، لكنه لن يتخلى على مشاهد أخرى أقل فساد من زاوية نظره لكنها من زاوية نظرك فاسدة أيضا
أي أن نقاشك سيكون بالضرورة دائرا في مساحة فاسدة وإنما أنت تقوم بمفاضلة بين درجات الفساد
وهذا ينتهي لكون قبولك التحاور من مغالبيك في مساحتهم سيكرس ذلك الوضع وتلك الأعمال التلفزية، لأنك تتحرك تحت سقفهم وتنظر من زاوية نظرهم وتعتمدها مسطرة للنقاش
بينما الحل يكون برفض تلك الأعمال ورفض المنظومة التي تديرها وتوظفها أصلا، وإدراك أن نقاش التفصيل لايصح إلا بشرط صوابية الوجود الأولي للموضوع أي العمل التلفزي بتصور وأفق ما، بينما نحن نرفض المغالب وزاوية نظره وأعماله المشتقة منها، نحن نرفض رفضا من حيث الوجود فلا يجب أن ندخل مساحتهم وننظر للتفاصيل
أي حينما نتعامل مع الأعمال التلفزية علينا التعامل بمحورية المنظومات وليس بمحورية العينات والأفراد، ساعتها سندرك أن علينا رفض ذلك العمل التلفزي ليس فقط لمحتواه وإنما لاعتباره جزءا من خطر منظم يستهدفنا بغرض الإخضاع الذهني