يا جماعة يهديكم الله، حكاية سب أم المؤمنين وعراك الصحابة، هذا تاريخ وليس عقيدة
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 116 محور: التدين الشكلي
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك صفحات ومجموعات على شبكات التواصل الإجتماعي تحمل عناوينا من نوع:
الدفاع عن عرض أم المؤمنين
الدفاع عن السيدة عائشة الطاهرة ضد الروافض
إن لم تلتحق بالدفاع عن عرض زوجة سيد الخلق، فإن لديك مشكلة في عقيدتك
--------------
مايمكن ملاحظته هو التالي:
- هناك مجهود لاسترجاع أحداث تاريخية وجعلها مواضيع الواقع الحالي، أي أن هناك توظيفا للتاريخ للتعمية عن الواقع
- يتم استيراد المساحات السوداء من تاريخنا ثم يُعمل على إعادة إحيائها، لأن ذلك ينتج طاقة تشوش على إدراك الواقع الحالي
- من يوظف وينفخ في هذه المواضيع التاريخية، هي الأجهزة الدعائية بشقيها الديني (العلماء) والإعلامي في أنظمة آل سعود والأردن والمغرب، قبل أن يتلقى تلك المواضيع عامة الناس الضحايا ويعيدون تدويرها والتحلق ثم التعارك حولها
- هناك توظيف لطاقات التدين البدائية بغرض تمرير الواقع وتكريس تحكم الأنظمة الفاسدة فيه وعلى رأسها الموظفون لهذه القضايا التاريخية (آل سعود، المغرب، الأردن)
- هناك سعي مغالط ينبني على تصوير أن الإنتصار لإحدى طرفي النزاع في القضايا التاريخية أنه من العقيدة، بينما عراك الصحابة وحادثة الإفك ضد السيدة عائشة، كلها مسائل تاريخية، ولا علاقة لعقيدة الفرد بالأحداث التاريخية
-----------------
الإسلام مستقل عن عراك الصحابة وتنازعاتهم، وهو مستقل عن إعتداءات الأفّاكين ضد السيدة عائشة، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يتوقف كثيرا عند حادثة الإفك، وواصل التحرك في غيرها من مسائل الواقع، فبأي منطق نعيد نحن استرجاع أحداث تاريخية سوداء ونجعلها شرطا لعقيدتنا، من أين لكم هذا الفهم الأعرج
علينا أن لا نتوقف عند تاريخنا إلا في مساحاته المضيئة مما يزودنا بالطاقة الفاعلة لتغيير واقعنا الحالي، أما غير ذلك من مساحاته السوداء والمختلف فيها، فلا فائدة من ذكرها فضلا أن نستوردها فضلا أن نتوقف عندها ونتعارك حولها مرة أخرى