المنصّات الإعلامية الجديدة، هل تخرج من المواضيع العقيمة: الإلحاد، دخول الغربيين الإسلام...
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 121 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تشهد الساحة العربية عموما، مبادرات إعلامية شبابية متنوعة، تتمحور في مستوى استعمالاتها حول الجلسات (البودكاست) وقنوات اليوتيوب وغيرها
في حدود ما اطلعت عليه، وباستثناء بعضها، فإن جلّها يتناول حوارات ونقاشات حول مواضيع نمطية من نوع:
- الإعجاز العلمي في القرآن
- دخول غير المسلمين الإسلام
- انتشار الإسلام في الغرب
- الإلحاد، أسبابه وكيف نقاومه
- أهمية المرأة في الإسلام
- نماذج من النجاح في التدين الفردي
هذه مواضيع مهمة ولاشك، لكن نحن الآن مشاكلنا لاتوجد في المستوى الذي تعالجه هذه المسائل
أي أن حالنا البائس الآن كمجتمعات إسلامية، ليس بسبب تشكيكنا في القرآن، حتى نسعى للإقناع به من خلال البحث في إعجازه اللغوي والعلمي والعددي
نحن أساسا مسلمون وليس مطروحا لدينا وليس فينا من يشكك في القرآن، فتناول مسائل من نوع الإعجاز هو نقاش مشكل غير مطروح
كما أن البحث في مواضيع دخول المسلمين الاسلام والنظر في أهمية المرأة في الاسلام، ليست مواضيعا مطروحة لدينا، نحن أساسا كمسلمين ذوي عدد كبير يعد مئات الملايين من البشر وليس لدينا مشكلة في العدد حتى نجعل زيادة ببعض المسلمين الجدد مسألة نقاش
إذن هذه مواضيع عقيمة، وهي في أقصى الحالات قد تكون ذات أهمية لدى المسلمين في البلدان الغربية، لكن الأكيد أنها مواضيع لا تعنينا
---------
بالمقابل نحن لدينا مشاكل حقيقية أخرى علينا البحث فيها بعمق وبزوايا نظر جديدة منها:
- لماذا لا يقع التوقف عند البُعد اللامادي حين التصدي للتبعية للبلدان الغربية، ويتم اختزال مشاكلنا في البُعد المادي فقط من اتفاقيات وتبادل اقتصادي، هل هي طريقة لإدامة تبعيتنا الذهنية للغرب
- كيف تحكّم الغرب فينا، وما هي الطرق اللامادية التي اعتمدها لإخضاعنا
- على ماذا يعتمد الغرب في تجنيد منتسبين له من بيننا، أي ماهي الطرق المعتمدة لخلق النخب العلمانية والإسلامية الموالية للغرب، هل هي من خلال التعليم أم من خلال الإسقاط المخابراتي أم ماذا
- البحث في نماذج وحالات نجاح الغرب في تجنيد الأتباع له من بيننا، في صفوف السياسيين والأكاديميين والمبتعثين للدراسة في الجامعات الغربية
- ماهي المهام التي تلعبها المنظمات الأجنبية في خدمة الاهداف الغربية وتكوين الاتباع من بيننا، ودور السماح بالتمويل الأجنبي في ذلك
- ماهو خطر المنظمات التي تستهدف الشباب ك"الليونز" و"الروتاري كليب" ومشتقاتها التي تنشط بالمعاهد ومن يسمح لها بذلك، وخطر برامج التبادل الشبابي مع الأسر الأجنبية
- إلى أيّ مدى تحوّل العمل السياسي المعارض المستقر بالبلدان الغربية لمدخل لتبرير التبعية للغرب
- إلى أيّ مدى انحرف النشاط الإسلامي بالغرب نحو أدوات بيد الدول الغربية
- لماذا لا تلعب جامعات الإنسانيات في بلداننا العربية، أدوار التوعية بخطر الإلحاق بالغرب
- لماذا يتواصل توظيف الإسلام من طرف السلطات بالبلدان العربية، بغرض تأبيد حكمها وتكريس الواقع الفاسد والإقناع به
- لماذا يواصل الناس السماع للمشتغلين بالإسلاميات، رغم خدمتهم للسلطات
هذه بعض الأسئلة الهامة التي تنتظر أن يتم تناولها بالبحث، وهناك أسئلة عديدة أخرى من هذا النوع، لعلّ المنصات الشبابية الجديدة تتوقف عندها