"هو حر في ذلك، وهي حرية شخصية"، طريقة الهروب والمغالطة الأكثر تداولا
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 141 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حينما تتناول مع أحدهم موضوع التهتّك في اللباس أو السلوك في المجال العام، أو تسأل لماذا يتمّ استعمال تركيب "على روحه السلام" عوض رحمه الله، أو غيرها من المواضيع المشابهة، ثم يتمّ إفحام المحاور فلا يجد ما يرد به، ينهي الموضوع بالقول : إن ذلك حرية شخصية
وعادة يكون هذا الرد طريقة لغلق النقاش، لأن الطرف المقابل أيضا يكون كأنه حصل له إفحام بهذا الرد، فلا يجد كيف يواصل الحديث مع من قال لك مثلا: إن ذلك السلوك أو الموقف المنحرف هو حرية شخصية
الحقيقة هذا الكلام المبني على استدعاء الحرية الشخصية، طريقة مغالطة في الرد، وهي ليست إفحاما وإنما هي منفذ إنقاذ يبدعه العقل للتملص من محاصرته في مسألة يعجز في ردها
------------------
- استدعاء اعتبار الحرية الشخصية، هو جواب على سؤال لم يطرح أصلا، لأن الحديث ليس حول ما إذا كان السلوك أو الموقف حرية شخصية من عدمه، فيكون ذلك الكلام ردا على سؤال غير مطروح، فهو تناول خارج الموضوع
- الحرية الشخصية تناول يتعلق بالكيفيات، فهو تعامل ينظر في تفاصيل الموضوع، والتناول التفصيلي مدخل للإغراق في المحتوى وكيفيته مقابل البعد عن الموضوع في مستوى عمومه وسياقه ومنظوماته المؤطرة
- الحرية الشخصية إجابة على سؤال "كيف"، بينما التناولات التي تتعامل مع الموضوع من حيث بداياته ووجوده أساسا، تجيب على أسئلة الإيجاد أي: "لماذا" و تفريعاتها: "ماهو"، و "متى"
- في نقاشاتنا، علينا أن ندرك أن إستدعاء الطرف المقابل مسألة الحرية الشخصية، ذلك دليل عجز لديه ومؤشر أنك أفحمته بطريقة ما، ثم بالتوازي علينا أن نعمل على إرجاع النقاش لمساره ونحرره من محاولة غلقه، ويكون ذلك من خلال طرح أسئلة الإيجاد أي نطرح أسئلة: لماذا يكون ذلك، وماهو ذلك، ومتى ذلك، عوض محاولة الطرف المقابل الهروب عن طريق الإغراق في التفاصيل من خلال التناول الكيفي ومتعلقاته ومنها الحرية الشخصية