حرّاس الأوثان وضحايا التحيّزات: القرضاوي، قادة النهضة، بُيوتات الزيتونة...
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 137 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كلما كتبت كلاما خالف مسلمات البعض إلا وانتفضوا وأظهروا إصرارا على عدم مراجعة أوهامهم الأولية، في سلوك غريب لا يليق بالمسلم الذي يفترض فيه أن يعمل عقله من دون تحيزات مسبقة
فلما كتبت منذ مدة، وذكّرت بمواقف القرضاوي الذي أفتى بالتعامل مع الناتو وفتاويه الأخرى التي جوّزت تقتيل المسلمين الليبيين والسوريين وقلت أنه يحمل أوزار ملايين القتلى، تهجّم العديد عليّ وكادوا يغلقون الصفحة وانفض آخرون من متابعتي
ولما كتبت حول أخطاء وشبهات الفساد والتعامل مع الأجنبي لبعض قيادات النهضة، تعرضت للتهجم وأنهى العديد متابعتي
وكلما ذكّرت بحقيقة بيوتات الزيتونة وأنهم في عمومهم مجرد عائلات ترتزق من العلم الشرعي وتوظف معارفها لخدمة السلطة بما فيه خدمة المحتل الفرنسي، تعرضت للتهجم ثم كان ذلك ينتهي كل مرة بمغادرة الصفحة ومتابعتي
---------
علينا أن ندرك أن الفرد الذي لديه مساحات يخشى مراجعتها ومسلمات لايريد الاقتراب منها، فهو فرد هشّ البناء الفكري
كما علينا أن ندرك أن الفرد المسلم ليس لديه أي مسلّمة يخشى مراجعتها، مادام وجود الخالق ذاته طرح للسؤال وقد فعل الله ذاته ذلك في القرآن وناقش وجوده وطرحه للنظر العقلي، فبدرجة أولى أن نطرح للسؤال ما دون خالق الكون، فضلا أن يكون الأمر متعلقا ببشر مثلنا
--------
يمكن ملاحظة أمر غريب وهو أن المسلمين الذين يفترض أنهم لا يعبدون غير خالق هذا الكون، هم واقعا أكثر الناس ممن تمتلىء حياتهم بأرباب الأرض ممن دورهم الوساطة وتأويل مايريد خالقنا
ولسبب ما يسلّم هؤلاء المسلمون بقصورهم الذهني المفترض ذلك، ويجعلون حياتهم تعجّ بطبقات متنوعة من الأصنام (*) البشرية ممن لا يُسمح بالاقتراب منهم فضلا أن تذكرهم بكلام
وهي طبقات من القدوات التي تحولت لأصنام تبدأ من أول فترات الإسلام وتصل لواقعنا الحالي
يرفض هؤلاء المسلمون وصفهم أنهم عبدة أصنام، لكنهم يتصرفون بدلالة عابد الصنم، وذلك لأنهم يجعلون طبقة تصورية أولية من المسلمات والتحيزات لصالح أصنامهم وقدواتهم، تدور حول معاني العصمة والكمال والتنزه عن الأخطاء يفترضونها فيهم ابتداء، ثم ينطلقون منها لتقييم وفهم الواقع
لذلك ما إن يحصل ما يخالف مسلماتهم وتحيزاتهم الوهمية حتى يبادرك هؤلاء بالنفور والرفض والعدوان
--------
(*) الصنم هنا بمعنى الوَثَن أي التعلق بالشخص، وليس بمعنى الصنم المادي