لايكفي أن تكون ذا دين، عليك أن تكون قبل ذلك ذا عقل
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 41 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الشيىء المؤكد أننا لم نتعلم من تجربة افغانستان في الثمانينات التي مضى عليها أربعة عقود، حينما تمّ توظيف الحماسة الدينية لخدمة مصالح أمريكا
والان منذ سنوات تعيد أمريكا استعمال نفس الادوات لخدمة مصالحها، وهي توظيف الحماسة الدينية الساذجة لدى جموع هائمة من الشباب المسلم، تعتقد انها تقدم خدمات للاسلام وأنها تجاهد في سبيل الله بينما هي حقيقة تجاهد في سبيل أمريكا وإسرائيل، ولا يدرك هؤلاء أنهم مجرد وقود معارك تمضي حسب مصالح أمريكا وخططها في إسقاط الأنظمة المغضوب عليها
ومثلما خدم هؤلاء السذج أمريكا من قبل فأوهنوا الاتحاد السوفيتي، فإن هؤلاء الآن يتكفلون بتنفيذ خطط أمريكا في ترتيب الوضع بالشرق الاوسط وتغيير الأنظمة
"جبهة النصرة" و"جيش تحرير الشام" وهذه الفيالق المسلحة المتنوعة، كانت في سبات أكثر من سنة طيلة فترة تقتيل المسلمين في غزة ولبنان، لكنهم الان فقط تحركوا
لم يتحركوا لقتال اليهود والغرب، ولا تحركوا لقتال الأنظمة الموالية للغرب والتي تدعم إسرائيل كالاردن والامارات والسعودية
لا، إنما لأنهم أهل سنة وجماعة كما يقولون، فإن سلاحهم لا يتوجه للغرب واليهود لانهم أهل كتاب، إنما يتوجه سلاحهم لمن هو "أشد من أهل الكتاب" كما يقولون وهم "المجوس والروافض"
لذلك تحركت الآن تلك المجاميع المسلحة الهوجاء، تحركت في سوريا وفي أطراف اليمن، الاولى المدعومة من تركيا وأمريكا وإسرائيل وتستهدف النظام "النصيري" عقابا له لأنه مثّل القاعدة الخلفية لدعم وتجهيز المقاومة في غزة ولبنان
والثانية مجموعات تدعمها السعودية والامارات وتستهدف الحوثيين الذين مثلوا الهاجس الأخير الاكبر لأمريكا وإسرائيل
وهكذا تواصل أمريكا ببراعة وحرفية توظيف الحماسة الدينية السائبة لخدمة مصالحها
بالمقابل، يواصل المسلمون القبول بدور وقود معارك لخدمة مصالح أعدائهم