نماذج للخلط في تناولاتنا: فرنسا، غض البصر، تعدد الزوجات ...
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 263 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يحدثه عن وجوب إستعمال اللغة العربية وعن خطر فرنسا واللغة الفرنسية، فيرد عليه: إذن لماذا أنت تستعمل الفرنسية ولا تلتزم بما تقول
يحدثها عن خطر التهتك واللباس المتعري في المساحات العامة، فترد عليه، قُم أنت بغض البصر ولن تكون هناك مشكلة من اللباس المتعرّي
يتحدث عن أثار منع تعدد الزوجات الذي كان يمكن أن يساهم في حلّ جزء من مشاكل العنوسة، فترد "النسويّات": وأنت هل استطعت إعالة زوجة واحدة حتى تتحدث عن التعدد
--------
هنا الموضوع يدور حول فكرة خطر اللغة الفرنسية وعن منظومة الإلحاق بالغرب، بقطع النظر عن مدى إلتزام المتحدث بتلك الفكرة لأنها مستقلة في صوابيتها عنه
والموضوع يدور حول فكرة خطر التهتك في المساحات العامة، بقطع النظر عن مدى إلتزام المتحدث بغض البصر من عدمه، لأن الفكرة مستقلة في صوابيتها عنه
ثم الموضوع يدور حول فكرة تعدد الزوجات كحلّ لمشكلة انتشار العنوسة، والموضوع ليس متعلقا بذلك الفرد تحديدا، وصوابية الفكرة لا تعتمد على قدرة ذلك الفرد عليها من عدمه
لكن الآخر رد كل مرة بتنزيل التناول لمستوى فردي تعييني أي عينة فردية
فالخلط بين مستويَيْ التناول أي بين الفكرة والفرد، يمنع من إدراك الموضوع في مستواه التجريدي كظاهرة، لأنه يفهم الفكرة في مستوى عينتها الواقعية وليس في ممكانتها الأوسع النظرية
هذا الخلط هو نتيجة تناول وفهم بمحورية العينة / الفرد، وهو تناول يختزل الظاهرة والفكرة لممكن واحد وهو نقطة
لذلك سبق أن كتبت وتحدثت حول أن التناول بمحورية العينة هو تناول قاصر اختزالي يغيّب عنّا حقيقة الظاهرة والفكرة التي تحرك الواقع
وقلت أن الأصوب هو التناول بمحورية الفكرة ومحورية المنظومات ومحورية الظاهرة (الفعل كمسار زمني وليس نقطة) عوض محورية العينة والفرد
وحينما نتناول بمحورية الفكرة والظاهرة والمنظومات، فإننا سندرك خطر اللغة الفرنسية وخطر التبرج في المساحات العامة وخطر منع تعدد الزوجات، حتى وإن كان المتحدث لا تعلق له وغير ملتزم بتلك الأفكار