الجماعات الجهادية أفضل من الجماعات الوسطية، لكن ... وأبو مصعب الزرقاوي
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 70 محور: مختلفات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أحداث سوريا يفسرها غالب الناس بطريقة ثنائية، فإما أن تكون مع الجماعات المسلحة في طرق تكونها وفي ما قررته وإما أن تكون مواليا لبشار وعلمانيا مواليا للغرب
وحينما كتبت خارج هذه الثنائية، رفضا لما يظهر من مسار الأحداث مما تبديه تلك الجماعات، كتب البعض في صفحة أجنبية يحذر من "خطري"، وهناك من اتهمني أنني شيعي أخفي تشيعي وأتعامل بالتقية، وهناك من شكك في إسلامي
بينما الحقيقة الأمر أوسع من تلك الثنائية، وفيه ممكنات عديدة غير ذلك
-------------
- أنا أفضل المشروع الجهادي في بعده العالمي وبُعد مغالبته الغرب ورفضه الخضوع له واعتباره الإسلام منظومة لا يمكن لها أن تكون تابعة للغرب
ماعدا ذلك فإن المشروع الجهادي بسيط تنظيريا ولايحمل تأطيرا فكريا قويا
وأهم نقاط ضعفه استعماله مسطرة تقييمية للواقع تدور حول درجات سلم موروث من معارك سياسية تاريخية قديمة رُوج أنها من الدين وماهي دين، تقول بالمفاضلة بين السنة والشيعة والخوارج وتفريعاتها، مما يجعل الجماعات الجهادية العالمية عاجزة عن الفعل في البعد العالمي لأن مغالبنا الحالي هو الغرب لايمكن للمسطرة القديمة استيعابه
وأزعم أنني حَلَلت هذه المشكلة من خلال فكرة المركزيات العقدية العمودية ثم فكرة المركزية العقدية الإسلامية المغالية للمركزية العقدية الغربية، وكان ذلك موضوع كتاب لي
ثم بفكرة مستويات الإسلام الثلاثة وهي إسلام العقيدة وإسلام الهوية وإسلام الثقافة
- ضعف المشروع الفكري لتلك الجماعات يجعل فعلها في الواقع ضعيفا وسطحيا يعتمد الإرغام لأنه لايدرك آليات التحكم في الواقع الحديث الذي تؤطره منظومات تشكيل ذهني، وليس الإرادة الفردية كما كان منذ قرون
وأزعم أني حللت هذه المشكلة، بفكرة منظومات التشكيل الذهني وبفكرة التعامل بمحورية الفكرة والمنظومة عوض محورية العينة والفرد
- عجز المسطرة المعتمدة للمفاضلة عن استيعاب مجال الصراعات، ثم غياب المشروع الفكري الذي يلمّ بالواقع المحلي والعالمي، يجعل المستوى اللامادي (منظومات التوجيه والتأثير) فارغا من أي تأثير وهذه نقطة ضعف كبيرة يمكن بيسر الدخول منها لإضعاف هذه الجماعات باختراقها أو توجيهها، ويجعل فاعليتها منحصرة في القوة الفردية المبنية على عامل الإخلاص للفكرة، وهذا عامل رغم أهميته في إنتاج الفعل فإنه لا يدوم في الزمن وليس له تأثير على عمل منظومات الواقع الحديث
- عوامل الضعف هذه، توفر مدخلين لإضعاف الجماعات الجهادية، أولا من خلال إختراقها أمنيا وتوظيفها وثانيا سهولة محاصرتها والقضاء عليها، وهذا ما حصل لتجربتي "القاعدة" و"الدولة الاسلامية"
----------------
- الحقيقة أنا كنت من الذين يقدرون "أبا مصعب الزرقاوي" وأعتبرته مقاوما للإحتلال الأمريكي، وإنما الذي صنفه إرهابيا هي أمريكا ووافقها على ذلك الحكام العرب الذين سارعوا بإصدار التشريعات التي جعلت المقاومين لأمريكا إرهابيين
- لكن تلك الجماعات سرعان ما تم إختراقها أمنيا، وتحولت لمجموعات تنفذ المخططات الأمريكية في إحداث المشاكل داخل البلدان المعادية لأمريكا
والأرجح أن تلك الجماعات إنما تفعل ذلك عن غير قصد منها ولكنها السذاحة وضعف المشروع الفكري الذي حولها لأداة طيعة تُوجه لحيث يريد المتحكم فيها ويكون عادة ضابط مخابرات يوجد في منصب قيادي
- بدأت شكوكي نحو تلك الجماعات لما انتشرت خارج العراق بعيد فترة أبي مصعب الزرقاوي، وعوض أن توسع فعلها نحو السعودية رأس الشر والبلاء أو نحو الأردن، انتقلت لسوريا ولغزة، وعوض أن يكون فعلها مبنيا على فكرة المغالبة مع الغرب، كانت عملياتها مبنية على فكرة قتال الروافض والعلويين والمنافقين (كانوا يصفون حماس على ما أذكر منافقين)
- وتدعمت مؤشرات إختراق تلك الجماعات بما كانت تفعله كل مرة من عمليات لا معنى لها، وإنما هي عمليات وظيفية خدمة للدول صاحبة الأجهزة التي تتحكم فيها، وعموما يبدو أن أكثر من يخترق تلك التنظيمات في المستوى القيادي هي السعودية والأردن وتركيا وأمريكا
---------
- لمن يريد أن يعرف، فإنني بموقع "بوابتي" فترة 2003 حتى 2009 سنة إغلاقه من نظام بن علي، الموقع الذي كانت به أبواب أخرى غير باب المقالات كما هو الآن، كنت أنشر أخبار المقاومة العراقية والفيديوهات وغيرها، وتحول موقع بوابتي لموئل لأخبار المقاومة وأصبح عشرات الكتاب العرب ونسبة كبيرة منهم عراقيون ينشرون به ومنهم صلاح المختار القيادي بحزب البعث العراقي وذو الارتباط بالمقاومة تلك الفترة، رغم أن نظام بن علي ساعتها أصدر قانون الإرهاب الذي يمنع نشر أخبار المقاومة العراقية
وهذا ما جر علي مشاكلا ، فتم خلع بيتي وأخذ وثائق لأنه كما يبدو كانوا يعتقدون أنني أتلقى تمويلات أجنبية مقابل ما أنشره عن المقاومة، ثم تم سرقة حاسوبي من عملي الذي به معطيات موقع بوابتي، وغير ذلك من المشاكل
وبقيت أناصر فكرة الجماعات الجهادية من حيث بعض مستوياتها رغم عدم موافقتي على طرقهم التنفيذية وبساطتهم، حث أنني لما أوقفت بقانون الإرهاب فترة 2014 / 2015، كان ذلك في مقالات لي حول التمدد الفرنسي بتونس، والذي هددت فيه أنه في حال لم تتدخل الدولة وتمنع تدريس البرامج الفرنسية في المدارس الخاصة التونسية، فإنه يمكن أن تنشأ مجموعات تقوم بمنع ذلك بالقوة، وذكّرت بمجموعة "بوكو حرام" التي في أصلها مجموعة نشأت رفضا للتدخل الكنسي الغربي في منظومة التعليم، لكنها شوهت وصورت إرهابية
وقلت أن الجماعات الجهادية ليسوا جبناء كما يصور الإعلام وإنما هم شجعان وأصحاب افكار وإن لم يعرفوا كيف يبلغونها
وأذكر أن المحقق حين بحثي، كان يسألني غاضبا حول معنى هذه الجمل والصياغات، وتم إيقافي بتهم منها تمجيد الإرهاب
- لذلك المشروع الجهادي كفكرة يمكن أن يكون جيدا، لكن ليس بالشكل الحالي، لكنه في كل الصور أفضل بأشواط من مشروع الإسلام الوسطي الديموقراطي بكل المقاييس، الذي تحول لأداة في يد الغرب وأجهزته لتكريس تبعيتنا للغرب والإقناع بجدارة المركزية الغربية
- وصولا للجماعات السورية الآن، فإنني لسبب ما أرى أن تلك الجماعات عينة من الجماعات التي تحركها أجهزة المخابرات، والحقيقة مؤشرات ذلك عديدة، لكن الأهم أن لي اعتقادا وليس لي دليل يؤكده، اعتقاد أن أهم الرموز القوية الآن في تلك الجماعات هو ضابط مخابرات مخترق لذلك التنظيم دوره تنفيذ خطة أمريكية لإعادة صياغة المنطقة كلها، ولا داعي لسؤالي عمن هو