يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الآن وبعد عقود من النكبات وتضييع الطاقات من دون نتيجة، الآن وقد تبيّن فشل منوال العمل الإسلامي الوسطي، هل حان الوقت لأن تبادر تلك التنظيمات الإسلامية بحلّ نفسها، وتسرّح الطاقات التي يكبلها وجود تلك التنظيمات العقيمة وقادتها العجزة
يجب أن تتفكك تلك التنظيمات الإسلامية التي راكمت الفشل طيلة عقود وتحولت لأدوات يوظفها سادة الواقع لتبرير الموجود وتكريسه (الأردن والمغرب حيث تبرير الحكم الأسري، وفي تونس والجزائر تبرير التصور المجتمعي الذي صممته فرنسا والذي يروج للنموذجية الغربية والتبعية لها)
يجب أن تندثر تلك التنظيمات وتترك المساحة وتحرر الطاقات لكي يبحث الناس في مناويل عمل إسلامي أخرى أثبتت نجاحها
لأن التنظيمات الإسلامية المتفرعة عن منوال "الإخوان المسلمون"، هي عبارة عن أحجار كبيرة تسد الطريق عن الذين يريدون المرور نحو الفعل الاسلامي، فهي من ناحية لا تعمل بجدية وأصالة لتغيير واقعنا ومن ناحية ثانية لا تترك من يعمل، من خلال حيازتها الحصرية على الزخم التنظيمي
ماذا قدمت حركة النهضة بتونس غير أنها كرست التسلط الغربي على تونس ثم أخيرا زاد عقمها وفشل "حكمائها"، فضيعوا فرصة "ثورة" وانتهى بهم الحال أن سلطوا علينا هذا الذي يحكمنا منذ سنوات ويريد مواصلة حكمنا ولا نعرف أصلا كيف أتى ومن أوصله لحكمنا
وماذا فعلت الحركة الإسلامية في الأردن والمغرب غير أنها تحولت لأدوات تبرير حكم أسرتين لذينك البلدين
وماذا فعلت الحركة الإسلامية بالجزائر غير أنها كرست التحكم الفرنسي في الجزائر من خلال منتسبيه بالجيش والأمن ومنظومات التشكيل الذهني
يجب أن يتشجع الأفراد داخل تلك التنظيمات، ذوو الوعي المتميز والإحساس بالمسؤولية التاريخية، ويسعون لحل تلك التنظيمات ثم يتوجهون لتأسيس تنظيمات جديدة تكون منطلقاتها ثورية لا تعترف بتأسيسات الواقع وبداياته وترفض التبعية للنموذيجة الغربية
لأن منبع عقم الفعل الإسلامي هو القبول بالعمل تحت تأطيرات الواقع ومسلماته مما جعله تابعا بالضرورة للتوجيهات الغربية