مشروع لا يصلح لأنه"صعب غير ممكن التطبيق": مدى صوابية هذا الكلام
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 327 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يعتمد البعض صيغا تقريرية لتقييم المشاريع الفكرية الجديدة والمواقف السياسية، وهي تدور عموما في كلام من نوع: هذه فكرة أو مشروع صعب غير ممكن التطبيق، فيحكم باستبعاده وإلغائه
ما مدى صوابية هذا التصور ؟
أولا: أن تقييم الصعوبة والسهولة هو تقييم متفرع من المشروع، ولاحق عن وجود المشروع
ثانيا: أننا بصدد تقييم المشروع من خلال بعضه (الصعوبة) وهو لم يكتمل بعدُ، لأننا لم ننجز المشروع
ثالثا: أننا نقيّم السابق (المشروع) بما هو لاحق (الصعوبة)، لكن اللاحق يحتاج في وجوده للسابق لأن الصعوبة مضافة للمشروع
هذا يسمى دَوْرا أو دوران، وهو من نوع التقييمات التي لاتصح عقليا، ولكي يحصل الخروج من الإستحالة نعتمد نقطة ما لقطع الدور / الإستحالة، فيكون تحكما ومصادرة، وذلك أيضا من أنواع التقريرات الفاسدة عقليا
لذلك الحكم من نوع هذا مشروع صعب والحال أن المشروع جديد ولم يوجد بعد، تقييم لا قيمة له
إذن المشاريع الجديدة لايمكن الحكم عليها بهذا النوع من التناولات التحكمية التحيزية المسبقة، ثم إنه يجب المرور لتجربة الأفكار والمشاريع الجديدة وإلا لن نخرج من مواقعنا السابقة البائسة