فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 20 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
منتسبو الغرب هؤلاء الذين يتحكمون في عموم التنظيمات التي تشكل وتوجه الرأي العام، يرفضون أصحاب التوجهات الإسلامية ويرفضون بالنتيجة أن يكون هؤلاء ممن يقود أعمالا توصلهم للسلطة في تونس أو في سوريا أو غيرها من البلدان
ويمكن أن نفهم مواقف جماعة منظمة حقوق الإنسان، باعتبارها أمرا متوقعا، من زاوية أن هناك صراعا بين منتسبي المركزية الغربية ومنتسبي المركزية الإسلامية، فليس في الموضوع غرابة مما يستدعي التوقف عنده أو عند جماعة حقوق الإنسان وبياناتهم
-----
بالمقابل رفضنا لبيان منتسبي الغرب ونموذجه جماعة حقوق الإنسان، لايعني بالضرورة أن نقبل مواقف التيار المؤثر في الصف الإسلامي الذي اختطف التيار الاسلامي وجعله موظفا لخدمة بلدان معينة وهو ماحصل في أحداث ليبيا وأحداث سوريا حاليا، ويحصل في باقي البلدان العربية التي يوالي فيها هذا الصنف من الإسلاميين السلطات كما في المغرب والأردن
المشروع الإسلامي العظيم أكبر من تيارات معينة وأكبر من أن يختطف ويوظف لخدمة الأنظمة ومشاريعها وأكبر من أن يوظف لخدمة المخططات الأمريكية، وهو أرقى من أن يقرره بعض الأفراد
علينا أن نخرج من الثنائيات، وعلينا أن نتحرر من إلزامات المفاضلة بين إما التبعية والتسليم لفرنسا ومشاريعها التصورية العقدية التي تؤطرنا منذ عقود، وإما التبعية لتركيا وقطر وأمريكا وتفريعاتها وتحديدات بعض الشيوخ الزعماء الذين استولوا على القرار داخل التنظيمات الاسلامية وجعلوا أفق تحركها ماتقرره الأجهزة المنتمية لتلك الدول
عموم من يتصارع الآن أي إسلاميون وعلمانيون، يتحركون في مساحة التبعية، لكنهم يختلفون فقط في جهة القدوة موضوع التبعية، فلا خير في أيّ منهما
نحن علينا أن نرفض كليهما، لأن لافرق بين من يدعو للتبعية لفرنسا ومن يدعو للتبعية لتركيا وأمريكا وقطر
علينا أن ننظر لاتجاه آخر حيث الأفق الرّحب الذي يبحث في كيف نكون أحرارا نؤسس لنموذج يبني دولة إقليمية كبرى (تونس التاريخية الكبرى، المغرب الكبير....) تؤطرها مركزية عقدية إسلامية، دولة اقليمية (*) كبرى تنافس تركيا وتنافس إيران وتنافس فرنسا، وليست تابعة لأي منها
-----
(*) من يريد المزيد حول نموذج الدولة الاقليمية التي أدعو لها، فلينظر كتابي الربط اللامادي، وللقاءات مصورة لي، على قناتي يوتيوب