لماذا لا يفرح البعض منا لأفعال المقاومة اللبنانية ولا يحزنون لخسائرها
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 162 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يتعامل الكثير مع أفعال المقاومة الإسلامية وعلى رأسها حزب الله، وتصديها لإسرائيل، بمواقف تتراوح بين التجاهل والشماتة في خسائرها، وهم في كل الحالات لا يفرحون لإنجازاتها ولا يبتئسون لخسائرها
هؤلاء الشامتون الواقفون في صفّ إسرائيل والغرب عموما وأنظمة آل سعود والأردن والمغرب ومصر، يظهرون مبدئية نزلت عليهم فجأة يبررون بها مواقفهم، تدور حول معاني وجوب "الذّود عن الإسلام ضد الشيعة الصفويين والتهديد الإيراني للبلدان العربية"
لا يُفهم لماذا تغيب تلك المبدئية التي يتكئء عليها هؤلاء لتصديهم لل"شيعة" وحكاية "سبهم أم المؤمين"، لماذا تغيب تلك المبدئية في موضوع فرنسا التي طالما تبوّلت علينا منذ عقود ومازالت، والمتغلغلة فعلا في كل تفاصيل حياتنا
لماذا تغيب تلك المبدئية مع أمريكا وعموم بلدان العالم الغربي التي تتدخل في حياتنا وتفرض علينا الإعتراف بنشاط اللواطيين وتلزمنا بالقبول بمنظماتها المشبوهة وتمويلاتها
لماذا تغيب تلك المبدئية مع تركيا التي تحتل عمليا وتتواجد قواتها العسكرية في 4 بلدان عربية (سوريا، ليبيا، الصومال، قطر)، وتتوسع في إفريقيا وتؤثر في بلد جار وهي ليبيا
الحقيقة، الأمر لا يرجع لا لمبدئية ولا هم يحزنون، وإنما هي مواقف ترجع لتأثر بتوجيه ذهني من منظومة آل سعود بدرجة أولى، في شقيها الإعلامي والديني، وعمادها مرتزقة دين كبار وقع الترويج لنموذجيتهم وسمّوهم علماء، حتى إذا قالوا كلمة وفتوى تسابق الناس لاعتمادها
هؤلاء "العلماء" وجهازهم الدعائي هو من استورد من التاريخ حكاية الشيعة وأعاد إحيائها، وذلك بإيعاز سياسي خدمة لآل سعود، لأن نفس الشيعة الذين "يسبّون أم المؤمنين"، لم يكونوا يطرحون أي إشكال زمن إيران الشاه حينما كانت العلاقة مع آل سعود جيدة
--------------
أن تجد مسلما لا يفرح بنصر أخيه المسلم ولا يحزن لحزنه، ويقف موضوعيا مع العدو، ثم إنه يفعل ذلك من دون إدراك منه لسقطته تلك، وأن يكون كل ذلك يحصل بفعل عمليات التوجيه الذهني التي يتولاها مرتزقة الدين (العلماء)، فذلك يؤشر على خطر إخضاع الدين للسياسة وخطر جعل المتحدث بالاسلاميات تابعا لرجل السياسة، ومن هناك واجبنا أن نفضح كل متحدث في الاسلاميات ممن يتعامل مع السلطة وإظهاره على حقيقته أنه مجرد رجل دعاية، بل هو أشد وأرذل رجال الدعاية