البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

هل إدراكنا الحق هو الذي يهدينا للقرآن أم أن القرآن هو الذي يهدينا للحق

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 77
 محور:  التدين الشكلي

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


علينا أن نقرّ أن كثيرا مما يروج في ثقافتنا الدينية هو كلام سائب يعارض أوليات القواعد العقلية، لذلك ينتشر التدين غير العاقل مما يقرب للخواطر والوهم

كما أنه علينا أن ندرك أن الكثير ممن يُتخذ قدوات هم من يروج لهذا الفهم المنفلت للإسلام وللتدين السطحي عموما، الذي إن تعمقنا فيه وجدناه يروج للآراء المغالبة للإسلام، كما سنرى

-----------

تعترضني كثيرا نماذج لأقوال وحكم وآراء ضعيفة وأحيانا فاسدة، لمشائخ قدوات يروجها أتباعهم، وكنت كل مرة أتردد في تناول هذا الموضوع، لأنني لا أريد أن أخسر متابعيّ ممن يؤذيه ذكر تلك الرموز بنقد حيث على الأرجح سيغادرون الصفحة مثلما حصل من قبل في حالات مشابهة

لكنني هذه المرة سأتناول الموضوع من خلال القولة بالصورة المصاحبة، وقد أخفيت اسم الشيخ العلّامة المعني، وأبقيت على قولته التي سأتناولها بالحديث، وهي كما سنرى كلام غير سليم، والقولة هي:
"إذا مات ضمير المسلم وأنكر الحق، فلن ينفعه حفظ القرآن ولا دراسة السنن"

- هذه قولة تعكس تصورا يجعل الضمير أي دواعي الخير وطاقته مستقلة عن القرآن والتدين عموما وهو ترتيبيا سابق، ويجعل القرآن والتدين ليس هو سبب فعل الخيرات وإنما هو لا حق عن سبب آخر

- القرآن حسب هذا التصور ليس هو سبب فعل الخيرات وليس هو محرك الفعل ومرجح صوابيته، والتدين عموما ليس هو ما يؤثر في أفعالنا وإنما الضمير وإدراك الحق، فالحق إذن لا يدرك من خلال أدوات الإسلام أي القرآن والسنن وإنما من خلال أدوات إدراكية أخرى مستقلة عن الاسلام وسابقة عنه

- هذا كلام خطير، لأنه يجعل القرآن والتدين عموما، موضوعا للتقييم من خلال الضمير وإدراكات الحق من خلال أدوات أخرى

- هذا التصور يريد أن يقول أن الدين طبقة تصورية لاحقة عن الموجودات المادية واللامادية، وهو بالضبط الفهم الماركسي للدين، رغم أن صاحب هذه القولة شيخ عَلَم

- لو نظرنا من زاوية الإسلام، فإن الفهم الذي يجعل إدراك الحق المستقل عن القرآن ومسطرة نقيّم بها القرآن، يمثل مصادرة لا تصحّ، لأن الأصل في الشيء لدى المسلم أن دلالة الحق بمعنى الهداية ومجال الفعل الإسلامي عموما، تكون لاحقة عن التديّن وليست سابقة عنه، فالقرآن وعموم أدوات الاسلام هي التي تعطينا معاني مفهوم الحق، وليس الحق بدلالته المستقلة عن القرآن هي التي سنقيم بها القرآن

وإن أصررنا على جعل الحق ذا دلالة خارجية نقيّم بها القرآن، فهو عين الفهم الرافض للاسلام، لا ينفي حقيقة كلامي هذا أن الأمر يتعلق بشيخ قدوة

-------------------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

المقال على فايسبوك
.هل إدراكنا الحق هو الذي يهدينا للقرآن أم أن القرآن هو الذي يهدينا للحق


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-08-2024  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء