العلاقة بين العزلة والتحصن من أدوات الإخضاع الذهني
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 196 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك علاقة بين حصانة الفرد من تأثيرات أدوات الضبط والإخضاع الجماعي الحديثة، وبين مساحة الإنعزال لديه التي يخصصها في حياته ونشاطه
فكلمة تكشّف الفرد ذهنيا وأصبح متاحا لفعل التوجيه والتأثير الخارجي سواء أدوات إجتماعية بسيطة أو أدوات إخضاع حديثة، كلما أصبح متحكما فيه أكثر وضعفت بالتالي قدراته على إنتاج المعنى الخاص ثم ضعف التأثير ومن هناك التحول لمرحلة التبعية
بالمقابل كلما حافظ على درجات من الإبتعاد والعزلة عن مفاعيل الإخضاع الخارجي، كلما أتيحت له القدرة على إنتاج المعنى الخاص ثم التأثير
التحكم الذهني خاصة من طرف المنظومات الحديثة، في حقيقته عملية تسعى للإفتكاك منا، ممكنات التأمل الذاتي والمراجعة والنظر الداخلي، فتقوم تلك الأدوات بالاستيلاء على المساحة الزمنية وملىء كل تلك الممكنات بمعاني وافدة من الخارج
وهكذا تعمل تلك المنظومات على إغراق المجال التصوري لدينا بكمّ معاني وافدة لم نساهم في إيجادها، وتضطرنا لقبول ذلك بحكم أنها استولت على زمننا الممكن أن نخصصة لمراجعة ما قدّم إلينا فضلا أن نعترض أو نرفض
لذلك يمكنني أن أقدم معادلة التحصّن من فعل الإخضاع الخارجي، وهي أن التحصّن والمَنَاعة، تمضي تصاعديا مع مقدار زمن العزلة، وأن التبعية الذهنية وضعف المقاومة تساوي واحدا مقسوما على زمن العزلة
بالتالي كلما أمكن للفرد تخصيص مساحة زمنية لديه ينعزل فيها عن التأثيرات الخارجية، كلما كان التحصين والمناعة أكبر، بالمقابل كلما كانت المساحة الزمنية للعزلة والإنفراد والتأمل الذاتي قصيرة، كلما كبر تأثير المحيط وعوامله عليه
لاحظ أني لم استعمل التحرر وإنما قلت العزلة والتحصن، لأن التحرر فعل معياري بينما التحصن والمناعة فعل تقني ويعني فقط عدم الوقوع تحت التأثير الخارجي، بعد ذلك هل ذلك تحرر أم لا، ذلك موضوع آخر لأنه ليس بديهيا
هذه المعادلة تتعلق فقط بالعلاقة بين عاملي العزلة والتحصن، وإلا فالتحصن فيه عوامل أخرى عديدة غير العزلة