وجوب فهم الأحداث من دون اتخاذ "بشار الأسد" محورا للحديث
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 17 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الأحداث في سوريا تؤطرها أفكار عديدة محل تنازع منها مثلا: مقاومة الحاكم الظالم، عدم التعامل مع الأجنبي، عدم استعمال مسطرة تاريخية كعامل مفاضلة حالية، وغيرها من الافكار
كل فكرة لها انصار ومعارضون، لكن المشكل أننا حين نقاشنا موضوع سوريا حاليا، نتعامل مع الواقع الذي هو عينة من تلك الافكار
بينما العينة هي ممكن من ممكنات متعددة للفكرة، ثم إن اعتماد عينة الواقع يجعلها مصدر اختلاف لان كل فرد من المختلفين ينظر من زاوية ما لأحداث الواقع
بالتالي اعتماد أحداث الواقع منطلقا لتقييم الأفكار لا يقود إلا للشقاق ويعمق الخلاف، لان كلّ يمكنه أن يجد تفصيلا من تفصيلات الواقع يؤيد رأيه
لذلك كنت من قبل كتبت عديد المرات بوجوب القيام بتجريد نتعالى به عن الواقع ونعتمد محورية الفكرة ومحورية المنظومة عوض محورية الواقع ومحورية العينات، بغرض فهم الموجود والتحرر من أسره
-------------
هناك فكرة مركزية أدافع عنها في أحداث سوريا وهي وجوب عدم وضع النفس تحت تصرف الغربي منظمات وسفارات وأجهزة مخابرات
وفكرة رفض تحول الحركات الاسلامية لأداة توظف من طرف البلدان الأجنبية واجهزتها ومنظماتها، لأنه يلاحظ قبول عموم الطيف الإسلامي بالتبيعة لتركيا ويعتبرون ذلك لا بأس به، لذلك يسلمون ويدافعون عن التواجد التركي العسكري والسياسي والاقتصادي في ليبيا الذي هو حقيقة نوع من الاحتلال، ولا يتوقفون عنده، وهو الموقف اللّين من تركيا الذي يشكل مواقفهم كذلك من احداث سوريا وقواها "الثورية" المدعومة تركيا
فكرة عدم التبعية للأجنبي، حينما ننظر إليها كفكرة، فإنه لا يمكن إتهام قائلها بالولاء لأي نظام، لأنها فكرة قلتها حين إسقاط القذافي ووضع من أسقطوه وعموم الاسلاميين أيديهم مع الدول الغربية وحلف الناتو الذي قتّل الليبيين
وفكرة قلتها زمن بن علي لما كان المعارضون التونسيون المستقرون بالخارج، وأكثرهم إسلاميون، كانوا يتعاملون مع السفارات والمنظمات والجهات الاجنبية، ويطلبون منهم عدم زيارة تونس ووجوب فعل كذا أو عدم فعل كذا ضد بلدهم تونس
وفكرة قلتها لما وضع الهاربون من الاخوان المسلمون المصريين أيديهم مع النظام التركي ضد بلدهم في فترة ما بعد انقلاب السيسي ضدهم
-----------
هذه بعض عينات لفكرة واحدة وهي عدم ترك مشاكل الواقع تجرك لدور التابع للأجنبي وخاصة الغربي، ضد بلدك
بالمقابل هذه الفكرة لا يقع التوقف معها إن نحن ركزنا في تفاصيل الواقع وأحداثه
لذلك بغرض فهم الواقع واستيعابه قياسا لفكرة ما، علينا حعل الفكرة هي المحورية والمسطرة والضابط لأفعالنا نقيم بها الموجود والافراد، لا أن نجعل الفرد هو المسطرة