بوادر موجة ثانية من الثورات المصنّعة كما حصل في 2010
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 121 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كتبت من قبل أن ما حصل بتونس والبلدان العربية مما سمي ربيعا عربيا، كان في جزء منه غير تلقائي وأنه بتخطيط أمريكي (*)
رغم أن هذا الكلام لم يعجب الكثيرين من الحالمين والصادقين ممن قدم المجهود في خضم تلك الأحداث، فإن هناك مؤشرات عديدة تؤكد ذلك، والأهم أن هناك مؤشرات لإطلاق موجة أخرى من تلك الأحداث ويمهد لها الآن أنها ثورات لكي يقع القبول بها والمشاركة فيها
- هناك أمريكي (1) ممن له اطلاع على ترتيبات الفعل الامني الأمريكي هو من قال أنه وقع استعمال شبكات التواصل للتسريع بإسقاط الانظمة في تونس ومصر وغيرها فترة 2010 / 2011
- في تونس تمّ التحضير منذ بداية اللألفية بتكوين مجموعة من النشطاء في منظمات لها ارتباطات أمريكية وان كانت تظهر في شكل منظمات حقوقية ومجتمع مدني وغيرها، وهؤلاء كان لهم دور في أحداث 2010، وكان لافتا انهم يتمتعون بنوع من الحصانة بحيث لم يتجرأ نظام بن علي عليهم بشكل جدي رغم انشطتهم
ثم أن خريجي تلك المنظمات الامريكية كان لهم دور في تشكيل مسار الأحداث بعد 2011
ف (س. د) أحد خريجي تلك المنظمات كان له الدور الأكبر في توجيه الأحداث خارج المسار الثوري، إذ لسبب لا يعرف كُلف هو تحديدا بملف محاسبة مجرمي النظام السابق وسموه العدالة الانتقالية، فحوّل طريقة المحاسبة وجعلها فعلا عبثيا يدور حول الاعتراف بالذنب والتسامح على الطريقة الكنسية، وهو مسار عبثي ما زال متواصلا منذ أكثر من عقد من دون أثر يذكر
أما (ي.ع) أحد من لهم ارتباطات من منظمات اجنبية، فكلف بمهمام خارج تونس لتحريك الأحداث ببعض البلدان، وأذكر انه شارك في التحريض على الأحداث وقتها في أسبانيا وربما بلدان أخرى
ولا احد تساءل من دفعه لفعل ذلك ومن موله ومع من نسق في تحركاته تلك
وكانت (ل.ب.م) أيضا ناشطة فاعلة في تلك التحركات، وكانت تتحرك من دون ان تقترب منها أجهزة بن علي، ولعبت ادوارا اعلامية في احداث سيدي بوزيد قبيل سقوط النظام، وكانت ممن سلط عليها الاعلام الضوء، ولا احد تساءل لماذا هي تحديدا ولماذا كانت تتمتع بنوع من الحماية
وقد تلقت (ل.ب.م) بعدها تكريمات من منظمات دولية غامضة بل أحدثت جائزة باسمها، مما جعلها تتحول لشخصية اعتبارية في تونس أثرت في توجيه الأحداث والمواضيع ومشاربع القوانين، صحبة رموز أخرى تمّ اعدادهم وتواجدوا بالسلطة
إضافة لمن ذكرتهم هناك رموز أخرى تمّ الاعلاء من شأنهم قبيل سقوط بن علي، وكانت لهم أدوار بعد 2011، منهم "س.ع " الناشط المقرب من (ل) و (ع)، الذي تمّ توزيره فترة بعيد سقوط بن علي (حكومة السبسي الأولى) وكانت أول مهامه رفع الحظر عن المواقع الإباحية، ثم استقال بعدها بسرعة، كأنه كان مكلفا بتلك المهمة تحديدا، وهي المهمة التي لم يراجعها اي ممن حكم بعد 2011، إذ لا تزال المواقع الإباحية بتونس لحد اليوم متاحة للجميع
- ذكرت اخبار منذ سنوات ثم أعيد نشرها الان أن سبب التعجيل بإسقاط القذافي وتدخل الناتو ان وزيرة الخارجية الأمريكية في فترة 2011، هيلاري كلنتون تداوات بريدا الكترونيا حول أن القذافي اعد مخزونا من الذهب قدره 143 طن من الذهب ومثله من الفضة، بغرض إنشاء عملة افريقية جديدة اسمها الدينار الذهبي، وكانت الخطة ان تتداول تلك العملة بالبدان الأفريقية وخاصة التي لها ارتباطات مالية بفرنسا (هناك بلدان افريقية تخضع عملتها لتحكم البنك المركزي الفرنسي)، بهدف فك ارتباطاتها المالية مع فرنسا
وكانت هذه المعلومات الدافع الذي حرك الاستخبارات الفرنسية ثم ساركوزي ومن وراءهم الناتو لشن حرب على ليبيا لازاحة القذافي منعا لهذا المشروع المهدد للمصالح الفرنسية
وقد مهد لتلك الحرب من خلال صيغة مقبولة وهي القول أن القذافي دكتاتور يجب اسقاطه في سياق الأحداث التي سميت ثورة وأن من قام بها ثوار ضد دكتاتور (2)
- هذا الكلام والتفسير السابق لا يمنع ان التونسيين والليبيين والمصريين وغيرهم ممن شارك في أحداث 2010 /2011 كانوا صادقين فعلا ومحل ظلم مسلط عليهم جعلهم ينتفضون
لكن الطريقة الحرفية والتحضير وتوجيه الأحداث من خلال زرع العناصر المكونين مسبقا ممن لهم ارتباطات أجنبية، جعل الأمور تبدو كأنها تلقائية
كما علينا أن ننزه النشطاء المذكورين من شبهة أنهم متوطئون عن قصد، وإنما تعاملهم يتم على الأرجح عن حسن نية، لكن ذلك لايمنع توظيفهم من الأجهزة الأجنبية
- الان كما يظهر، فإن هناك مؤشرات عديدة أن أمريكا بصدد التحضير لموجة أخرى من عمليات تغيير أنظمة وهي تسعى لجعل الأمر يبدو تلقائياً وأنه ثورة، وهي كعادتها تستعمل المنظمات الأجنبية وتاثيراتها ثم توظف من يتعامل معها من رموز تبدو مقبولة لدى التونسيين
-------
(*) ينظر: هل أن أحداث 2011 كانت تلقائية
https://www.facebook.com/share/p/i5nUbwCJF34EjojC/?mibextid=oFDknk