تخاصم السياسيين في تونس مثل تهارش مساجين داخل زنزانة
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 108 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تصور أن مساجينا طال بهم العهد داخل سجن فألِفوه وألِفهم حتى أصبحوا يرون سجنهم ذلك هو واقعهم، فنسوا أو تجاهلوا حقيقة أنه يوجد عالم آخر خارج محبسهم ذلك
ثم إن أولئك المساجين، يحصل أن يتخاصموا حول جدارة من يدير دوريّا غرف السجن، وهم لشدة انغماسهم في تفاصيل وضعهم البائس، ينسون حقيقة أنهم وسجنهم لا شيئ، وأنهم متحكّم فيهم من طرف جهة تمنع عنهم الوصول لواقع أكبر بكثير من ذلك السجن
أولئك المساجين البؤساء وعراكهم التّافه هو ما نراه من تهارش التشكيلات السياسية التونسية من إسلاميين وقوميين وغيرهم في تفاصيل الواقع مما يغرقون فيها أنفسهم، وهم بذلك يحسبون أنهم على شيئ، بينما هم مجرد متحكم فيهم داخل مساحة لا يغادرونها منذ قررت فرنسا قبل عقود تصميم أطر ومساحات تحرك تونس الحديثة
وسيبقى التونسيون هناك في عراكهم الطفولي الأبدي مثلما يتعارك سجناء زنزانة، ما داموا لا يفكرون في الخروج من الزنزانة عوض التركيز على إدارتها، أي إعادة النظر في تأسيسات تونس الحديثة عوض القبول بما قدم لنا منذ عقود والبناء فوقه