فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 170 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
التعامل مع المغالبين وفي حالتنا سفيان بن فرحات مثلا، بصفتهم الشخصية، تناول لا يفيد للأسباب التالية:
دعنا من البُعد الأخلاقي لهذا التناول وهل يجوز أو لا يجوز، بالمقابل فإن التناول الشخصي لا يقدم فائدة لنا
هذا التناول الشخصي يجعل محور التنازع، هو الشخص من حيث هو، وليس من حيث صفته أو عمله أو مشروعه الفكري
لكن هذه الفرضية غير سليمة لأننا نستدعي ذلك الشخص بضمنية مشروعه الفكري ومواقفه وليس بسبب شكله أو أسرته أو جهته مثلا، لذلك التناول المتجه للتسفيه الشخصي يعالج جانبا لايهمنا مقابل تركه الجوانب التي تعنينا
نحن مشكلتنا مع هذا الشخص هو انتماؤه العقدي وأنه حامل مشروع غربي، ثم أدواره المغالبة التي قام بها ضدنا
إذن إن أردنا أن نتناول هذا الشخص مثلا في مناسبة ما، فعلينا أن نطرح للنقاش خطر مشروعه الفكري الذي يدافع عنه، أي منظومة الإلحاق الغربية بالنكهة الفرنسية، ونطرح للنقاش كيفية استيلاء منتسبي فرنسا أمثاله على أجهزة التشكيل الذهني من تثقيف وإعلام وتعليم، ونطرح للنقاش أسباب فاعليتهم، مقابل عجزنا نحن
هذه التناولات هي التي تعنينا من سفيان بن فرحات، وهو تناول إن حصل سيحيلنا لغيره من أمثاله الكثيرين من منتسبي فرنسا، المسيطرين على منظومة الثقافة والتعليم وعلى كليات جامعية حولوها لما يشبه الإقطاع الخاص بهم
نحن لايهمنا كثيرا أو قليلا إن كان "بن فرحات" كذابا أم لا، ولا يهمنا إن أكمل دراسته أم لا، ولا يعنينا إن كان ينطق مخارج الحروف جيدا أم لا
لأن تناولاتكم هذه تعني أنكم تقبلون بمن يتهجم علينا إن كان صاحب شهادات عليا ومتكلما جيدا
التناول الشخصي يسيىء لصاحب التناول قبل أن يسيىء للشخص موضوع التناول، لأنه يحيل لعقلية عقيمة تتعامل مع الواقع بمحورية الفرد وبمعنى الإنتقام الشخصي الضيق، مقابل عدم إدراك الموضوع والفكرة وبالتالي المشكل والمنظومة المغالبة