فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 126 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بائع الدجاج الأبيض، يقوم بتناول دجاجة من صندوق كبير، ويخرجها ويضعها فوق الميزان، ثم يزنها ويرجعها، وأثناء كل تلك الحركات تكون الدجاجة مستسلمة خاضعة لا تبدي أي رفض
الملاحظ أن الدجاج عكس الحيوانات الأخرى، يبدي خضوعا كاملا، حيث يسلم بما يقرره مربي الدجاج، فحيث يتركه يبقى هناك، وماقرره غيره يقبله
----------------
التونسيون منذ عقود وجدوا أنفسهم في وضع لم يختاروه ولم يقرروه، ولأنهم تمّ التحكم فيهم من خلال منظومات التشكيل الذهني من تعليم وتثقيف وإعلام، فإنهم يتحركون بتسليم بالبدايات المؤسسة لتونس الحديثة و بخضوع يشبه خضوع وتسليم الدجاج الذي ينتظر ذبحه، لذلك تسمى عمليات التحكم الذهني تلك تَدْجينا
وكما أن الدجاج لا يغادر موقعه ولا يرفضه ولا يعيد النظر في المكان الذي وُضع فيه ولا المسار الذي يمضي فيه، عكس الحيوانات الأخرى، فإن "نخبنا" الفكرية والسياسية كذلك تواصل مكوثها وتسليمها بالموجود وإن تحركت فإنها تتعارك في التفاصيل داخل صندوق وُضعوا فيه منذ عقود، مثلما يتناقر الدجاج داخل صندوق تجميعهم
يا "نخب" سياسية وفكرية يهديكم الله، انظروا للواقع ومشاكله من زاوية أخرى، سائلوا الموجود في مستوى تأسيساته وبداياته وراجعوا المنوال الذي نتحرك فيه منذ عقود، لا أن تقبلوا بالواقع وتستغرقوا في تفاصيله، ...... لكي تخرجوا من وضع الدجاج