فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 65 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حين وقوع مشكل، يطرح البعض السؤال مباشرة: ماذا نفعل، وليس سؤال: لماذا وقع المشكل
حينما تقدم فكرة مغايرة خارجة عن السائد، يبادر البعض بسؤال من نوع: كيف ننفذ تلك الفكرة عوض سؤال البحث فيها وتعميق زوايا فهمها
والسائل صاحب "العقل" التنفيذي لا يدرك أن كيفية الإنجاز التي يسأل عنها، متفرعة من استيعاب الفكرة أولا وأنه لا يمكن إيجاد طرق التنفيذ مادمت لم تستوعب الفكرة، وأن الدخول في رحاب الفكرة الجديدة هو ما سينتج الحلول التنفيذية، وعدم استيعاب هذا التفصيل هو بعض الخلل في العقل التنفيذي
حين الفعل السياسي فإنه يتم مواصلة المضي في نفس التأطيرات التصورية للموجود، عوض مراجعته والبحث في فعل سياسي يرفض المسلمات الضابطة للواقع
إذن هناك منوالان للفهم ثم التعامل:
أحدهما منوال تنفيذي لا يفهم غير المستوى المادي من الواقع لذلك يستغرق في التفاصيل وطرق إنجازها، وهو منوال لايملك قدرات تجريدية للمسائل وإنما يعترف فقط بالمستوى المادي التفصيلي منها
ثم هو فهم يسلّم بالتأطير التصوري للموجود لا يهمه كيف أتت العينة / الحدث ولا إلى أين تؤدي
بالمقابل هناك منوال آخر وهو المنوال التفكيري الذي ينظر من زاوية شمولية تأليفية أي ينطلق من المستوى التجريدي التصوري لكل الواقع، قبل الدخول للمستوى التنفيذي التفصيلي منه
المستوى التنفيذي لايصح إلا في التفاصيل التقنية، ببينما المنوال التفكيري فإنه شرط لازم لدى قادة الرأي من فواعل مفكرة وسياسية لان هؤلاء هم من يجب عليهم البحث في التصورات قبل تننفيذها
بعض مشاكلنا في تونس مثلا، أن فواعلنا (نخب) يتعاملون بمنوال "العقل" التنفيذي عوض منوال العقل المفكر، لذلك يمرّون مباشرة للأفعال وتنزيلها ولا يناقشون إلا المستويات التقنية من الفعل السياسي والاقتصادي وغيرهما، من دون أي مراجعة للتأسيسيات التصورية الضابطة لتلك الأفعال لذلك تنتهي أفعالهم لتكريس الواقع الفاسد الذي نقبع فيه منذ عقود، لأنها لم تقم بأي مراجعة للأساس التصميمي التصوري للموجود الحالي