"الأشراف" الإنحراف الذي لازم الإسلام: نموذج علويّة الدم القُرَشيّ
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 172 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
وقع التأسيس مبكرا لانحرافات لازمت الإسلام محورها علوية الدم القرشي، وتكرس هذا التصور حينما أوجد الفقهاء آراء تقول بوجوب الانتماء القرشي للخليفة
تحول الإسلام لدين عرقي عربي، بل تحديدا يدور حول رفعة الدم القرشيّ
وكان اشتراك الطرفين المتنازعين الكبيرين في الإسلام أي السنة والشيعة، في دلالات عرقية لصراعاتهما، عاملا دعم ذلك الانحراف، حتى تحول الانتماء القرشي لنوع من التمايز الإجتماعي عبر التاريخ الاسلامي في ما يسمى "الأشراف" أي ذوو النّسب الشريف وهم من ينحدر نسله من آل البيت النبوي
نحن إذن إزاء اعتماد الدم كمسطرة فرز ومفاضلة عوض الفعل، وهذا انحراف معياري خطير، يرفضه الاسلام بوضوح، لكنه رغم ذلك تمّ السكوت عنه بل وقع الترويج له
تواصل هذا الانحراف والمفاضلة العرقية بل تدعمت عبر التاريخ، وأصبح الأشراف متميزين اجتماعياً يحضون بمكانة رفيعة وبتفضيل عن غيرهم
وهو تميّز وقع توظيفه من السلطات التي كانت تعتمد على الأشراف لكسب شرعية الحكم، بل إن الحكام الظلمة والكفّار كانوا يوظفون الأشراف لتمتين وجودهم
وقد ذكر المنجي الكعبي في "موسوعة القيروان"، كيف أن فرنسا زمن احتلالها تونس كانت تبجّل الأشراف وتقربهم مقابل أن يروجوا صورة جيدة عن فرنسا بين الناس، من خلال امتيازات منحتها فرنسا للأشراف منها أنها كانت تعفي أبناءهم من الجندية التي كانت إجبارية على التونسيين
ومازال الأشراف يتمتعون بهذه الرفعة والتمايز الإجتماعي لحد الان في أغلب البلدان العربية (*) ويستعمل "الشريف" كلقب للأفراد فيقال الشريف فلان
وأول أولئك الأشراف الذين يوظفون الإنتماء الدموي المموّه بظلال إسلامية، هما العائلة الحاكمة بالمغرب والعائلة الحاكمة بالأردن
-------
(*) في تونس قام بورڨيبة بإلغاء سلطة الأشراف، وهو قرار يجب الإقرار بأنه جيد وسليم