الحسين ويزيد كلاهما كان يصارع بشرعية القبيلة والدّم، مخالفا الإسلام
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 191 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تستغرق تفاصيل حادثة "كربلاء" المتنازعين، ولا يجاوزون تلك اللحظة فيخفي ذلك عنا حقيقة الصراع
فهو قبل أن يكون مواجهة بين يزيد والحسين، هو صراع يدور بشرعية الانتماء الأسري وأفضلية دمها بالنسبة للحسين وأتباعه، وبشرعية الإنتماء القبلي القرشي وأفضلية دمها بالنسبة ليزيد وأتباعه
فهو صراع يدور بمحورية الدم وصفائه، وهو إذن تنازع فاسد من المنظور الإسلامي ولا قيمة له، لا يغير من هذه الحقيقة أن فقهاء الإسلام تجاهلوها وبنوا فقههم مستصحبين علوية الدم القرشي
لذلك لا يجب علينا التوقف عند ذلك العراك المتواصل منذ قرون والبناء عليه، وإنما علينا التعامل معه أنه صراع سياسي تلحّف بالإسلام ووظفه لتحشيد الأتباع لدى كل طرف
وكان المتصارعون سياسيا عبر تاريخنا الإسلامي يتبنون موقف إحدى الطرفين لاكتساب شرعية دينية متوهمة لسلطتهم، وآخر ذلك واقعنا الحالي حيث يتبنى النظام الإيراني موقف الحسين ويعتبر نفسه امتدادا لرسالته، بينما يتبنى النظام السعودي وبدرجات أقل النظامان المغربي والأردني موقف يزيد ويعتبر نفسه امتدادا له
فهو صراع وظيفي يغذي ويبرر تسلط حكامنا الحاليين علينا لأنه يقدم شرعية وجودهم