البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

الظواهر الطبيعية جند من جنود الله، نموذج حرائق كاليفورنيا: الرد على الاعتراض

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 119
 محور:  المفكر التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


المسلم يقبل فكرة أن الظواهر الطبيعية هي جند من جنود الله، يمكن أن يسخرها لإحداث تغييرات في الواقع كعقاب أو جزاء، لذلك فإن حرائق كاليفورنيا مثلا هي من هذه الزاوية يمكن أن تكون بعض جنود الله سخرها لإنزال عقاب بأمريكا التي طغت وتجبرت

هذا التصور يتم رفضه من المعارضين، أما من لا يؤمن أساسا بالله فذلك أمره لايعنينا، لكن الكلام مع المسلمين الذين يرفضون هذا الفهم

محور رفضهم لهذا التصور، يدور حول أنهم يرون أننا إن قبلنا بوجود تدخل إلاهي مباشر في الواقع، فذلك ينتج تعارضا في الإرادة البشرية مع الإرادة الالهية، وهذا يقدح في جدارة التكليف البشري

الحقيقة هذه مسألة فلسفية وكلامية قديمة تدور حول الإرادة البشرية وحدودها وتفرعت عنها مدارس مختلفة

----

بالنسبة لي أعتقد أن مسألة الإرادة البشرية هذه يمكن تناولها من زاوية أخرى سأوضحها، وهذا سيحل جزءا كبيرا من الإشكال المطروح إبتداء

كل الجدل في هذه المسائل ينطلق من فرضية ضمنية تقول أن الإرادات متوازية ثم متغالبة، أي أنها تتنافس على نفس المجال، لذلك لايتصور وجود إرادة الفرد مع إرادة الله، ويقع نفي إحدى الإرادتين على حسب المدرسة الفلسفية / الكلامية

بينما لو أعدنا النظر في مسلمة الفرضية المنطلق منها، لوجدنا أن المشكل والإستحالة سببها يوجد في طريقة التناول التي نتعامل بها مع الموضوع، لأنه يمكن وجود إرادتين بل وجود العديد من الإرادات في نفس الوقت من دون تنازع بالضرورة

----

التصور الذي أقدمه للإرادات أنها بنوعين (ينظر للصورة المصاحبة):

- إرادات متوازية متغالبة، أي تتنافس على نفس مجال الفعل في مساحة زمنية واحدة
وهذا هو التصور المستعمل حين نقاش الإرادة الإلاهية والإرادة البشرية ويخلق لبسا

- إرادات متتابعة، لاتتنافس وإنما تتبع بعضها بعضا، أي أنه في مجال زمني واحد يمكن وجود العديد من الأفعال المتوازية لكنها من حيث التبعية أحدها يخضع للآخر لان وجودها مشروط بالغير

فالإرادات هنا عبارة عن طبقات من "قشرة بصل"، فالطبقة الأعلى تحتوي الطبقات الأسفل
وهذه التبعية تدخل في وجود الفعل لكنها لاتمنع نشاطه وحريته

وتصوري أن الإرادة البشرية هي تحديدا من هذا النوع، لذلك إرادة البشر لا تتنافي مع إرادة الله

ويمكن أن يكون الفعل نفسه كامل الحرية والإرادة من طرف البشر لكنه بنفس الوقت يدور في سياق مسار إرادة الله في إمضاء مشيئته

-----

والارادة التابعة (على شكل قشرة البصل) توجد في حياتنا في أشكال متعددة، مثلا:

- الذي يسوق سيارة، هو يملك الحرية والإرادة الكاملة أن يفعل بسيارته ما يشاء
لكنه في كل أفعاله الحرة تلك، إنما يخضع لإرادة مصنّع السيارة الذي حدد لك ممكنات السير والسرعة وحدودها من خلال السيارة التي صنعها وشرط فيها شروطا
أي أن إرادة الفرد مشروطة بإرادة مصنع السيارة، فهنا إرادتان لاتنفيان بعضهما لكن الثانية تخضع بالضرورة للإرادة الاولى

- الذي يستعمل السلاح لانجاز هدف ما، مثلا تحرير بلده او إحتلال بلد ما أو اغتصاب سلطة
هنا في كل تلك الحالات الفرد مستعمل السلاح له كامل الإرادة في إنجاز فعله
لكن كل تلك الافعال وتوازيا معها هناك فعل آخر بصدد الوقوع وهو قتل الناس بذلك السلاح
أي أنك بغرض إنجاز فعلك التحرري أو الإحتلالي، فأنت حر في مستوى أفعالك، لكنك خاضع لشروط إرادة مصنع السلاح وهو وجوب قتل الغير

فهنا إرادتان حرتان مستقلتان، لا تنفيان بعضهما لكن الإرادة الثانية خاضعة بالضرورة للإرادة الأولى

وتفسيري للإرادة الالهية أنها من هذا النوع وهو أن الإرادة الالهية عبارة عن الدائرة الاولى من "قشرة البصل" التي تخضع تحتها كل دوائر إرادات المخلوقات
ومن هذه الزاوية، لايوجد أي تناقض أن تكون الظواهر الطبيعية جندا من جنود الله إضافة لكونها ظواهرا تفسر علميا، البعد العلمي التفسيري لتلك الظواهر لا يلغي البعد الاخر لها

كل هذا الكلام الذي كنت أقوله، هو من حيث الإمكانية، يبقى الاشكال في مدى القدرة على إثبات أن "ذلك الحدث" تحديدا هو عقاب إلاهي أو لا، هنا فعلا يوجد إشكال يمكن الاعتراض عليه، لكن ذلك موضوع آخر ربما سأتناوله لاحقا إن شاء الله

-------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك

. الظواهر الطبيعية جند من جنود الله، نموذج حرائق كاليفورنيا: الرد على الاعتراض


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-01-2025  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء