فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 559 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
النقاشات التي تتناول الجمعة وحضورها، تتحدث في موضوع الكل متفق عليه وهو حضور صلاة الجمعة بالمعنى الإسلامي
وهذا كلام ينطلق من فرضية غير مبرهن عليها، وهي أن كل تجمع مصلين يعقد يوم جمعة هو صلاة جمعة بالضرورة أي بناء على شكله
هذه الفرضية الضمنية غير سليمة، لأن اعتمادنا على الشكل فقط، سيحول الاسلام والمسلمين لمطايا وقطعان توظف من طرف السلطات المعادية للإسلام، لتدعيم حضورها بزعم أن المسلمين يتحركون تحت سلطتها وبموافقتهم
بينما المشكلة توجد في زاوية أخرى، حيث السؤال الذي يطرح هو هل أن هذه المناسبات أصلا صلاة جمعة بالمعنى المقصود في الإسلام
أي على من يحضر هذه الطقوس التي تقام تحت سلطة محاربي الاسلام، أن يثبت أن هذه المناسبات الأسبوعية هي صلاة الجمعة بالمعنى الاسلامي، لأن ما يحصل أنها مناسبات ثقافية وأدوات دعاية للسلطات الحاكمة تقوم بأدوار تكريس الواقع وتخدير إمكانية مقاومته من خلال الايهام بأن الواقع يتحرك في ظل الاسلام ولا يعاديه مادامت هناك صلاة جمعة، وهو وهم يصطنع اعتمادا على مظاهر التدين ممثلة في هذه المناسبات الأسبوعية
أي أنه وقع توظيف فعل اسلامي وتوظيف الناس للمساهمة في مهمة التشويش عن الوعي بالواقع، بخلق انطباع مغالط يوهم بأن من يتحكم فينا لا يعادي الاسلام وان واقعنا اسلامي وان الاسلام متواصل بناء على ظاهر شكلي
ولما كانت هذه المناسبات الأسبوعية لا تنشر الإسلام ولا تقاوم المنكر ولا تحذر من منظومات الباطل وإنما تتعامل معها وترتزق منهم فإنها تحولت لأدوات صدّ عن الإسلام ومحاربته وطريقة للإقناع بالواقع عوض مقاومته، بالتالي فإن كل حضور في هذه المناسبات التي تسمّى جمعة وما هي بجمعة، يمثل مساهمة في ذلك المجهود العدائي للإسلام والمسلمين واشتراكا في تقوية منظومات منتسبي الغرب، التي تحكمنا منذ عقود وتخنق واقعنا وتوجهه لحيث مصالحها ومصالح الغرب
بالمقابل، الفعل الإسلامي ومنه صلوات الجمعة يجب أن يكون مستقلا عن السلطات السياسية، وإلا تحول لفعل دعائي يخدم الواقع ومنظومته
وأن لاتكون هناك صلاة جمعة سينتج وعيا بتغييب الإسلام وهو الحال الحقيقي، خير من أن يكون الإسلام غائبا ومحاربا وأنت تساهم في ذلك المجهود الدعائي المغيب لتلك الحقيقة