فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 255 محور: التدين الشكلي
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يعتقد بعض المسلمين أن رموز الإسلام الأُوَل كانت لهم خوارق، والأرجح أنهم إنما يعيدون ترديد تلك الأساطير لتصورهم أن ذلك أمر جيد
- أن تنسب الخوارق لرموز الاسلام من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، فإنك تخرجهم من مساحة القدوات وتعطل رمزيتهم، لأن الإقتداء يكون في ما فيه اشتراك الامكانيات الكامنة لدى الفرد، ولما كان هؤلاء الصحابة خوارقا بزعم هذا التصور، فالبشر لن يبلغوهم لانتفاء امكانية الإتيان بالخوارق من البشر
- فكرة الخوارق تطرح تصورا ينشئ بُعدا آخر للفعل لا يطاله الفرد البشري وهو الخوارق، بينما فكرة القدوة في الأفعال البشرية تجعل الفرد ينافس في البعد المادي للفعل المتاح للفرد
إذن الخوارق تجعل إمكانية النقل والتبعية للقدوة مستحيلا، فتنتفي امكانية الاقتداء
- بالتالي التصور الذي ينسب الخوارق للرموز الاسلامية، يقوم بتعطيل الدور الرمزي لأولئك القدوات، ويلغي عمليا فكرة أنهم أسوة أساسا لأنه يجعلهم من صنف آخر غير بشري
- التعامل مع رموز الاسلام أنهم خوارق، هو فرع تصوري يتغذى من فهم يرى أن الاسلام منظومة غرائبية تتحرك في الخوارق وبالخوارق
التعامل مع الاسلام ورموزه أنه مجال للخوارق والعجائبيات، تناول يخلق انطباعا باستحالة أن يكون الواقع إسلاميا لأن الواقع مادته البشر بينما هذا الاسلام خوارق لايستطيعه الا أصحاب الخوارق من غير البشر
فهذا التصور الفاسد الذي يتحرك في الخوارق، يمثل أرضية لاستبعاد الإسلام وتقزيمه في مساحة الفعل الثقافي ويتحرك بمحورية الفرد، وهذه كلها مفاعيل تنتهي لإخراج الإسلام من إمكانية ضبط الواقع وتنظيمه، لأن الواقع لا طاقة له بالخوارق
- الاسلام في حقيقته منظومة عقدية فكرية أي تصورات وأفعال أتت لتنظم حياة الفرد في كل مستوياتها، فهو من حيث هدفه يماثل جزئيا أي منظومة تقدم نفسها لتنظيم الواقع، فالاسلام واقعي يخاطب البشر بممكناتهم ولا يعمل على تعجيزهم
الاسلام لا توجد فيه غرائبيات ولا أساطير ولا يحتاج لذاك لكي يؤثر وينتشر، وإنما المقابل هو الصواب، حيث الإسلام يحتاج لاستبعاد الاساطير لكي يؤثر وينزّل واقعا