الذين يشيدون بالعفيفة لابسة الحجاب، وإذا تزوجوا اختاروا المتبرجة المتهتكة
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 340 محور: التدين الشكلي
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تعاني الفتيات الملتزمات بدين الله من مشاكل متعددة المصادر
فهؤلاء اللاتي لا يبدين زينتهن في المجال العام ويرفضن أن يوظفن أجسادهن وكفاءات الأنوثة للإقناع بقيمتهن في الواقع، يواجهن دواعي الاستدراج نحو التهتك من ضغط المحيط والنفس، بل من الأقربين هؤلاء الساخرين وأهل الباطل عموما
لكنهن مع كل ذلك، لايلقين سَنَدا ممن يفترض أنه من صفهن أي من أولاء غير المغالبين أبناء التيار الإسلامي وعموم من يقول بالإسلام وقيمه
فالعفيفة التي تصمد أمام فتن الواقع وترفض التخلي عن حجابها وتأبى عليها نفسها المتشبعة بدين الله، أن تحوّل جسدها مسرحا للإغراء ومراكمة وَلَه الذكور بها، تجد نفسها في آخر المطاف متروكة لوحدها تصارع ذلك الواقع العغن
ف"الملتزمون" الذكور المفترض أنهم منها وهي منهم، يدعونها للتقوى والثّبات، ويكتبون في ذلك وينظمون الشعر في لابسات الحجاب العفيفات، ويقولون لها أن عفافها "رأس مالها" وأن ذلك حَسْبُها، لكنهم لا يُتْبِعون أقوالهم تلك بالأفعال، فيكون خذلانا لها وتولّيا عن نصرتها في مغالبات الواقع وضغطه
فهؤلاء "الملتزمون" إذا اختاروا الفتاة للزواج فضلوا ذات الجسد الفاقع المعروض للعموم، ولعل أنفسهم التي غلبتهم لبّست عليهم فأوحت لهم أن ذات اللباس السابغ لاتملك جسدا وجمالا وكل ما للمرأة من كفاءات
وهم إن فكروا في المرأة كزوجة تمضي تصوراتهم مباشرة نحو تلك التي يصارع طيفها خلواتهم بجسدها واغراءاتها القاهرة
في الاثناء يقع تناسي العفيفة لابسة الحجاب التقيّة النقيّة، التي يتجاهل هؤلاء التائهون ممن غلبتهم شقوتهم، أن لها أيضا جسدا وجمالا وقدرات إغراء، لكنها ترفض أن تظهرها في غير ما أحل الله
فيكون من أثر ذلك أن يتزوج هؤلاء الذكور "التقاة" المتبرجات، مقابل رفضهم الزواح من الملتزمات، فتُترك هؤلاء الصادقات النقيات يصارعن ويقارعن مُنفردات مصيرهن
تترك العفيفات لوحدهن يرفعن لواء المبادىء بصدق يذُدْن عنها ضد أهوال الواقع وصدّه وسخريته ونَبْذه ووَصْمه
تترك الصادقات الثابتات على دين الله لوحدهن من بعد أن خذلهن الملتزمون المزيفون