إنها القناعة بما تعتقد في نفسك، هي التي تنتج الفاعلية
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 278 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الخبر يقول أن يهود يريدون الاستيلاء على جنوب لبنان والإستيطان فيه، وهم يبررون ذلك أن ربهم وعدهم وأعطاهم ذلك، والغريب أنهم يقدمون على هذا الفعل الهجومي رغم أنهم في أوضاع ملتوية أصلا يفترض أن تجعلهم يتراجعون
لا أريد التوقف عند الخبر كحدث لأنه لن يخرج عن مسار مغالباتنا مع هذا العدو ومن ورائه العدو الأكبر الذي لايُتوقف عنده وهو المركزية الغربية، ولن يكون الكلام في الأحداث كأخبار أي إضافة
بالمقابل ما هي بعض دلالات هذا الخبر
علينا أن ندرك أن تغيير الواقع والفعل فيه، لايكون إلا من خلال الطاقة المتأتية من اعتقاداتك وما تتصوره حول نفسك
الثقة العمياء في منظومة تصورية هي العقيدة، هي شرطة فاعليتك في الواقع وكلما تشبعت بها أنتج ذلك الاعتقاد لديك طاقة يمكنك من خلالها تغيير الواقع وتحدي كل العالم
لايهم في مستوى إيمانك بعقيدتك مدى صوابيتها نسبة للغير وخاصة المغالب، لأن الصوابية الاعتقادية ذاتية بالضرورة وليست موضوعية
لذلك فالذي يخوض المواجهات مع المغالبين عليه التشبع بعقيدته وبمشاريعه وعدم التوقف عند الغير وأقواله فضلا أن يتخذه مرجعا ومسطرة يقيس بها تصوراته
حينما تتوفر هذه الشروط تتحول أقل الاعتقادات قيمة لمنتج جبار للفعل التغييري في الواقع
يمكن ذكر بعض نماذج حديثة لقوة العقيدة في دفع المؤمنين بها لإحداث تغييرات في الواقع وعدم التوقف عند المغالبين:
1 - يهود يتحركون بإيمان في عقيدة تقول لهم أنهم مختارون من ربهم
2 - الجماعات الجهادية التي يقدّم أفرادها نماذجا للتضحيات لاتفهم إلا لأن أولئك لهم إيمان في مايفعلون بطريقة نادرة
3- الجماعات اليسارية التي تمثل الطبقة الثانية من منتسبي فرنسا بتونس بعد الطبقة الأولى منهم التي تسمى نخب الاستقلال، ونحن نرى هؤلاء اليساريين كيف أنهم رغم غربتهم العقدية في بلادنا، يواصلون التمدد في أجهزة الدولة وشن المعارك في كل الميادين ضد التونسيين وهويتهم من دون كَلَل ولا تردد، وكل هذه الفاعلية لديهم إنما هي بسبب اعتقاداتهم العميقة بصوابية ما يحملون من تصورات وعدم التوقف عند آراء غيرهم فيهم