البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

"المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 350
 محور:  المفكر التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كتب الأستاذ زهير اسماعيل مقالا تناول فيه إمكانيات التغيير معتمدا على ضمنية أنه تغيير يحدث من خلال القوى الديموقراطية وهي التي يتوجه إليها بالحديث

و"القوى الديموقراطية" وصف فضفاض يستعمل من طرف عموم الفواعل المفكرة والسياسية ويقصد به كل من يتحرك في مساحة "ما وجدنا عليه آباءنا"، أي تونس الحديثة بتأسيساتها وتحديداتها العقدية والمفاهيمية التي لم نساهم فيها
وهم يقصدون بالقوى الديموقراطية ليس دلالتها المباشرة أي أن من ينتج الفعل السياسي ديموقراطي وإنما يقصد بها أن من يتحرك يوافق على الانضباط بنموذج ما صُمّمت عليه تونس الحديثة، وهو النموذج الذي لم نشارك في تأسيسه ولم نستشر فيه وإنما دفعنا إليه دفعا، وألزمونا أن ندافع عنه

ثم إن "الطرق الديموقراطية" تفصيل من قبول بالدوران حول المركزية الغربية ومجالها المفاهيمي، لأن الديموقراطية تفصيل عملي تقني لاحق عن ضبط تصوري سابق، فالمناداة بالديموقراطية لا تصح إلا بضمنية القبول بالتأسيس العقدي المؤطر للفعل السياسي ومستوياته، أي أن الدخول مباشرة لهذا التفصيل التقني قبول بكل التأطير الغربي الموجود حاليا للواقع في مختلف مستوياته التصورية أي الثقافة والتعليم والاعلام وأدوارنا في الحياة، الذي نخضع له منذ عقود

إذ الأصل أن ننظر في الأسس التصورية للواقع، ثم بعدها ننظر في المستوى العملي أي الديموقراطية وتفاصيل الفعل السياسي، وهذا التمشي المفترض لم يحصل

لسبب ما لايريد هؤلاء الفواعل مراجعة مسلماتهم تلك التي يتحركون منها، ولذلك هم يحصرون الحلول في الطرق التي تقبل بالتأسيس الأوّلي وتقر بصوابية البدايات

ولسبب ما لايدرك هؤلاء أن مشاكلنا يمكن أن تكون بسبب "خلل بنيوي" في مستوى هذا التأسيس الأولي الذي لم نوجده وإنما أوجدته فرنسا وسلمته لمنتسبيها ممن يحكمنا منذ عقود ثم روج أنهم منا وأنهم نخب الاستقلال لكي نرضى عن أفعالهم ولا نطالب بمراجعتها

----------

الذي يبحث عن حلول لواقعنا ثم يشترط أن تكون بطريقة معينة (مثلا كما يقول هؤلاء، تكون بشرط عدم الخروج عن تأسيسات تونس الحديثة)، هو ينطلق من مصادرات يلزم بها غيره، وهذا تمشي فاسد منهجيا لايصح القبول به ولا قيمة له، لأن من يبحث عن الحلول عليه أن ينظر لكل الممكنات، وقد تكون بعض الممكنات ماتعتقد أنت أنها مسلمة لا تُراجع

مثل هؤلاء كمثل أحدهم شبّ حريق ببيته، وحين الانقاذ وإطفاء الحريق، كان يلزم فريق الإطفاء أن يدخلوا حصرا من خلال باب البيت، فعطلهم ذلك وازداد الحريق التهابا وإتلافا للمحتويات
سبب ذلك أن صاحبنا لطول تعوده على تصميم البيت اعتقد أن ذلك الباب هو المدخل الممكن الوحيد

لكنه لايدرك أنه توجد ممكنات أخرى منها الدخول من النوافذ أو هدم جزء من الحائط واستحداث باب جديد، وإذا لزم هدم البيت كاملا وإعادة تأسيسه إن كان تصميم البيت الأولي سببا لذلك الحريق

--------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. "المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-03-2024  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء