الناس لديهم طاقات للفعل لكنهم يقمعون أنفسهم ويفضلون السلبية
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 535 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لديّ اعتقاد بترجيح كبير أن عموم الناس لديهم قدرات كبيرة لقول وكتابة كلام ذي معاني مهمة، وأنهم قادرون على التصرف على غير ما يبدونه من سطحية وتفاهة استحكمت فيهم، لكنهم لسبب ما لا يستطيعون ذلك
الانغماس في الأنشطة غير الجدية يجعل الفرد يستهين بالضوابط، لذلك يتجه لكل عمل تافه مادام لن يكون موضوع لوم أو متابعة، وتشاع سلوكيات التملص من المسؤولية والسخرية من الآخر ، لأن النشاط الهزلي الخفيف لايقع التوقف عنده من زاوية الجدية، فتغيب بالتالي المواقف المسؤولة عن الواقع وتصبح الساحة خالية ممن يمكن أن يحميها من المغالبين
وتنتقل التناولات لمحورية الفرد وتغيب محورية المنظومات ومحورية الفكرة
وتنتشر سلوكيات تنبع وتتغذى من غياب الجدية مثل استعمال اللهجة في الكتابة ويغيب إنتاج المعنى أي الكتابة الخاصة العميقة حيث تكثر بدلها عمليات النقل عن الغير وهو استسهال ينتجه غياب الجدية، وينتهي هذا الحال المؤطر الضابط للواقع لتكريس عقلية القطيع حيث تنعدم المسؤولية وانتاج المعنى وهما الشرطان اللازمان لتنشئة التبّع عديمي المسؤولية والفعل
إذن الفرد فاعل بطبعه بما لديه من إمكانيات كامنة، لكنه يقمع قدراته بتفضيله البقاء فردا من قطيع يخضع لآليات التحكم التي تنتهي لشل إنتاج الأثر لديه
إذ يوصل غياب الفاعلية لانعدام قدرته عن كتابة رأيه الخاص في أموره البسيطة ويسرف بدلها في الهزل والطرائف كتعويض عن عجزه عن إنتاج المعنى حتى في مستواه البدائي، ويتحول لنموذج لفرد وظيفي يستعمله المتحكمون في الواقع لتمرير أهدافهم باعتبار غياب الأثر الذاتي المنتج لديه