فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 293 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يبدو الأمر بالنسبة للكثير سواء، أي أنهم يقدرون الناس لكونهم ناضلوا وسجنوا وتوفّوا (استشهدوا) من دون النظر كيف وقع بهم ذلك هل نتيجة أنهم كانوا فاعلين أو أنهم كانوا مفعولا بهم منهزمين
الحقيقة لو تعمقنا لوجدنا أن الموضوع لا يصح فيه هذا التقييم التعميمي
الفرد نسبة للفعل يمكن أن يكون فاعلا هو من أنتج أثرا ويمكن أن يكون مفعولا به موضوع الأثر
إذن نسبة للفعل فإنه بالضرورة يوجد فرق بين من أحدث الأثر وبين من وقع عليه الأثر، ولايصح بالتالي تقييم الإنسان نسبة لتعلقه بالفعل من دون النظر في اتجاهه
غياب هذا التدقيق يلغي الفوارق بين المقبل وبين المتولّي، أي أنه لاينظر إن كان الفرد منهزما خاضعا حينما وقع عليه الفعل وبين من كان يقاتل ويواجه
هذا التصور لاينظر لاتجاه الفعل ومعناه (هزيمة أو نصر) وإنما يقيم الفعل بمفهومه أي أنه مغالبة وصراع فقط، فهو نظر بمحورية الفرد، يجعل المنهزم والشجاع سواء، بل ينتهي الأمر بالترويج للمنهزمين وجعل هزائمهم محطات يتوقف عندها ويُعلى من شأنها من خلال المغالطات التي تحول الهزائم لانتصارات والمنهزمين لزعماء
إذن علينا التعامل مع الفرد نسبة لمعنى الفعل وليس لمفهومه أنه مواجهة فقط
بهذا التصور لن يقع الإعلاء الا من شأن المنتصرين أو الذين سقطوا وهم مقبلون، وسيقع بالمقابل استبعاد المنهزمين أو المنكسرين حتى وإن تعرضوا للسجن أو التعذيب أو اعدموا
وسيقع تنقية الصف من طفيليات النضال الذين يعيقون الفعل ويثبطون العزائم بتحولهم لوظيفيين خدما للمغالب
أذكر أن الرئيس الأمريكي السابق "ترامب"، في زيارة له لألمانيا طُلب منه أن يزور نصب الجنود الأمريكان الذين سقطوا في الحرب العالمية، فرفض قائلا في ما معناه: هؤلاء انهزموا والمنهزم لايستحق الإشادة به