"الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 263 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لشدة قوة عمليات الاقتلاع الذهني التي خضعنا لها طيلة عقود، فإننا حين معالجة مشاكلنا لا نكاد نستطيع الخروج من أسر الواقع وتفاصيله نحو النظر للإطار الضابط واستيعابه كمنظومة
تمّ اقناعنا بطرق عديدة أن الواقع في تأسيساته صواب وأنه مادام وُجد فهو سليم لايستحق إعادة النظر فيه
لذلك يتجه التونسيون حين تنازعهم، نحو بعضهم بعضا، ويحملون بعضهم بعضا المسؤوليات
وهم إن أرداوا بحث سبب الأخطار ذكروا "الوطد" وامتداداته في المنظمات ويحملونه مسؤولية كل سوء
بينما "الوطد" مجرد فصيل يساري من تونسيين ضحايا عمليات تجنيد وإخضاع فكري وعقدي حدث نتيجة منظومة التحويل الذهني التي أنشأتها فرنسا بتونس منذ عقود
ثم :
أولا الوطد ليس السبب الوحيد للأخطار إذ هناك ليبراليون وقوميون بل إسلاميون وسطيون ينادون بالتبعية للغرب ولايرون في فرنسا وتدميرها لنا مشكلة (هناك مشائخ للنهضة مستقرون في فرنسا وابناؤهم فرنسيون، وهناك نشطاء نهضويون يدافعون عن الفرنسية في تونس وعن فرنسا أصلا ويقولون بالعلاقات التاريخية مع فرنسا وأولويتها بتونس)، فليست المشكلة إذن في "الوطد" فقط
ثانيا: الوطد مجرد تفريع من خطر أكبر، فهو نتيجة لمجموعة أسباب، وأولها هي فرنسا ومنظومتها التي أسستها بتونس وتواصل حكمنا منذ عقود
ومن أراد أن يعالج المشاكل فلينظر في الأسباب لا في النتائج بل بعض النتائج
حينما ندرك أن الأخطار التي تهددنا ليست فقط في "الوطد"، وأنه مجرد مقاول صغير، ساعتها نكون قد سلكنا طريقا سليما في التفكير
وإلا فمالم نعد النظر في المنظومة التصورية العقدية ثم الفكرية والثقافية التي تحكم تونس في مختلف مستوياتها، فذلك دليل على تواصل انفاعالنا سلبيا وأننا لم نتحرر من ضغط الضبط والتوجيه الذهني الفرنسي