|
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك |
تأملات في الغيب (5): العجز الذهني هو الذي ينتج الجرأة على الله والقرآن فوزي مسعود - تونس
المشاهدات: 142 محور: إسلام العقيدة  يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط حينما تتأمل القرآن من زاوية النظر في مصدره، وتتفرغ ذهنيا لمحاولة إدراك أنك إزاء كلام خالق هذا الكون، فإنك لن تستطيع استيعاب كل دلالة ذلك لا يمكنك أن تستوعب أنك تتعامل مع كلام خالق هذا الكون بقدراته اللامتناهية ستعجز عن ذلك لأنك أساسا تعجز عن استيعاب قدرات هذا الخالق العظيم وستعجز عن إدراك مساحات امتدادها التي تصبح غير قابلة للفهم ستجد نفسك عاجزا عن تصور إمكانيات هذا الخالق حينما تقرأ في القرآن: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ستجد نفسك عاجزا عن التحرك في مستوى عمق تصوراتك حول هذا الخالق التي ستنتهي في درجة معينة من التجريد الذهني لديك لايمكنك بعدها تجاوزها لذلك فإن الفرد الذي يستغرق في خشوع سجوده أو تأمله خارج الصلاة، محاولا التقرب من فهم هذا الخالق، لا يوفق لذلك وإنما يصطدم بعجزه ومحدودية أدواته الإدراكية، ثم ينتهي للتسليم بسبب من الإجهاد الذهني الناتج عن معالجة تصورية لمساحة غير ممكنة، لأن علم الفرد وفكره لا يمكنه الإحاطة بقدرات هذا الخالق العظيم، فينتج افتراضات تصورية من عنده تؤدي معاني القدرة الخارقة، لكنها تبقى دلالات وسيطة من عنده نتيجة عجز إدراكي لديه إذن فاستيعاب الفرد لدلالة الله، قاصرة بالضرورة وهو عجز يدخل في وجود مساحة الغيب التي لاتطالها قدرات الفرد الإدراكية (*) وحينما يقرأ الفرد القرآن ويستحضر أنه كلام ذي هذه القدرات غير ممكنة الاستيعاب، فإنه يصاب بمشاعر خليط من رهبة وتساؤل لهول ماهو بصدده، هل يُعقل أنني أتعامل مع كلام الله صاحب هذه القدرات اللامتناهية ولعدم القدرة على تصديق تلك الحقيقة واستيعاب دلالتها، فإن الجهاز التصوري للفرد يفضل عدم التعامل مع تلك الحقيقة بل هو يضطر لذلك لعجزه، فينتقل للتعامل مع القرآن بما هو ممكن استيعاب دلالته وهو أن القرآن نص مقدس أنزله الله، فيكون فهما بمعانيه اللغوية المتفق عليها مما يبلغ أفهام الناس، لكنها دلالة بالضرورة قاصرة عن نقل حقيقة القرآن، لكنها هي الطريقة التي يتعامل بها عادة مع كتاب الله ذاك نتيجة للتفسير السابق، فإن الإعراض عن الله وعن دينه هو ببعض المعاني عجز ذهني وقصور تصوري لدى الفرد وليس فعلا عاقلا أي أن معصية الله هي جرأة لا يقوم بها إلا من يجهل قدرات هذا الخالق ويعجز عن استيعاب حقيقته، ولأن ذلك العجز التصوري لازم في تكوّن الفرد، فإن المعاصي لازمة كذلك لوجود البشر، لكن الناس تختلف في مدى قربها من الله ومن الانضباط بدينه لاختلافهم في قدراتهم الذهنية لذلك لايصح القول أن رفض الخالق يمكن أن يتم بسبب النظر العقلي، هذا لايمكن حصوله وإنما النظر العقلي والتجرد والنقاء الذهني يقرّب من إدراك هذا الخالق، بالمقابل كلما تراكمت أسباب التشوش الذهني واستبعاد التأمل العقلي كلما خَبَت وضعفت دلالة خالق الكون وعظمته لدى الفرد وهان أمره لديه نتيجة لما سبق، فإنه لايمكن أن يوجد إلحاد نتيجة نظر عقلي، هذا لا يمكن، وإنما الإلحاد نتيجة شَقْوة غلبت صاحبها وكسل ذهني أوهمه ما يقوله، وجرّأه على ما لايعرفه وهو خالق الكون --------- (*) يمكن الإطلاع على الحلقات السابقة من تأملات حول الغيب تأملات في الغيب (1): الإيمان بالغيب يفتح أفاقا للفرد ويرفع عنه الاثقال https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10585 تأملات في الغيب (2): المعنى والمفهوم وبُعد الغيب https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10851 تأملات في الغيب (3): إثبات احتمالية الإمكان https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10887 تأملات في الغيب (4): الحقيقة الكلية غير الحقيقة الجزئية (1=0.999) https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10956 -------- فوزي مسعود #فوزي_مسعود الرابط على فايسبوك . تأملات في الغيب (5): العجز الذهني هو الذي ينتج الجرأة على الله والقرآن  6-04-2024
 |
|||||||||
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: |
|||||
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور |
|||||
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته |
|||||