فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 214 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الفرد ممن لم يخالطه تشوش ذهني، لايحتفل بالهزائم ولا بالمنهزمين
فإن احتفل بموت أحدهم وسماه شهيداً فهو ليس لأنه يقدّر موته ويعتبره إنجازا في ذاته، وإنما هو يقدّر فعل مقاومته الذي انتهى بموته
وهو إن أشاد بالأسرى فليس لتقديره فعل السجن وإنما هو يشيد بفعل مقاومة المغالب الذي انجر عنه الأسر والسجن
أي أن التعامل يحصل مع الفكرة وليس مع عيناتها وتحديدا مع فكرة المقاومة وليس مع بعض نتائجها السجن أو القتل
لذلك لايصح أن نقدّر الفرد لمجرد فعله في مطلقه عوض الفكرة، أي أن نشيد بأحدهم لأنه سجن، لأنه قد يسجن رغم انهزامه وقد يسجن لأنه مجرم حق عام
أقول هذا لأني أرى من يشيد بالمنكسرين المسجونين الذين قضوا أعمارهم مهمومين بإرضاء الغرب ومنتسبيه المحليين، فهنا الفكرة هي التسليم للمغالب الذي رغم ذلك سجنك، ولايجب خلطها مع فكرة البطولة والمقاومة المقرونة مع السجن
الواقع وحقائقه حينما تراه من خلال نظارات غيرك، هو حقيقة موجهة، لأنها ليست كل الحقيقة
وهذا مايقع من خلال أدوات التشكيل الذهني التي تصيغنا والمواقف السياسية وتقييمات الناس التي نتوارثها من دون أن نراجعها، وذلك هو الوعي الموجه الذي تحدثت عنه من قبل
لايمكن لنا أن نتأكد من حقيقة الواقع وفواعله إلا أن نعيد مساءلة ما قدم إلينا وننظر في بداياته ونفهمه من خلال نظاراتنا نحن لا نظارات غيرنا
لو فعلنا هذا، فذلك هو النظر الجذري الذي سيجعلنا نكتشف عالما آخر موازيا لهذا الواقع الذي قدم إلينا، وسيبدو لك الأمر غريبا، وستضطر للبحث في كيفية العيش بين حقيقتين، "حقيقة موجهة" يعيش عليها الواقع وحقيقة أخرى اكتشفتها باعتماد منهجك الجذري
تقريبا كل المفاهيم والتصورات السائدة ستجدها ذات حقائق متباعدة ولها وجه آخر يتم إخفاؤه
-----------------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: