فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 958 محور: تفكيك منظومة فرنسا
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
المتتبع لعموم الحديث حول الإمتحانات في ما يتعلق باللغة الفرنسية، يلاحظ أن الأغلب يناقش صعوبتها أو سهولتها، لكنهم لا يتساءلون حول جدوى الإمتحان في تلك اللغة أساسا
فما يقع إذن هو نقاش تفاصيل أمر مع التسليم الضمني بوجوده، فهم يرون اللغة الفرنسية والإمتحان فيها أمرا سويّا علينا القبول به، وهذا هو سمة الضحايا حين غرقهم في التفاصيل وعدم مراجعة البدايات وضمنياتها
لا تجد من هؤلاء المدرسين من يطرح السؤال حول جدوى إمتحان التونسيين في اللغة الفرنسية، بل أساسا لماذا مازالت هذه اللغة تدرس للتونسيين، بل إنها تتميز بضوارب كبيرة
الغريب ليس فقط تدريس اللغة الفرنسية في مراحل الابتدائي والإعدادي والثانوي
إنما الأغرب والفضيحة، أن طلبة المدارس التحضيرية للهندسة يقع تدريسهم ثم اختبارهم في مرحلة المناظرة الوطنية لدخول مدارس الهندسة، يقع اختبارهم في اللغة الفرنسية صحبة الرياضيات والفيزياء وغيرها من المواد العلمية، واللغة الفرنسية لها ضارب يعادل ضارب الكيمياء والاعلامية، علما أن الفرنسية لا تصلح لأي شيىء في النشاط الهندسي
وأزيدكم من الشعر بيتا، أن الأغرب هو أن طلبة الطب بتونس يدرسون الطب بالفرنسية، علما أن الفرنسية لاتكاد توجد لها أي قيمة في مستوى البحوث الطبية، حيث كل شيى بالانقليزية، مما يضطر الطبيب التونسي للبحث بالانقليزية ثم الترجمة بالفرنسية
أرأيتم في أي مستوى من الهوان نقبع مطمئنين من دون رفض أو تحرك من أي جهة
هل سمعتم هياكل الأساتذة ومنظماتهم المتعددة رفضوا تدريس اللغة الفرنسية
هل سمعتم هياكل الأطباء ومنظماتهم المتعددة طالبوا بإنهاء تدريس الطب بالفرنسية
هل رأيتم هياكل المهندسين طالبت بالكف عن إثقال كاهل طلبة الهندسة من خلال تدريسهم الفرنسية اللغة العقيمة عديمة الفائدة
حينما يتوقف التونسيون عن القبول بالواقع وتفاصيله وينتبهون لحقيقة أنهم يساقون كالقطيع منذ عقود لخدمة الغير المغالب من خلال تفضيل لغته، ساعتها سيدركون أن تدريس اللغة الفرنسية أمر يجب أن ينتهي
لن يستقيم حالنا ما لم نصل لمرحلة وعي بكون فرنسا تتحكم فينا منذ عقود من خلال منظومة تشكيل ذهني يلعب فيها التعليم الدور الأكبر، وتمثل اللغة الفرنسية في كل مسار التبعية والإخضاع الدور المحوري
مالم ندرك ذلك وندرك خطر اللغة الفرنسية، فسنبقى مجرد ضحايا نتصارع في تفاصيل الواقع لا نخرج منها وستبقى فرنسا ومنتسبوها يتحكمون فينا ما شاء لهم أن يفعلوا مثلما كانوا ومازالوا منذ عقود